ظهرت على بعض الفضائيات العربية خلال شهر رمضان المبارك بعض المسلسلات التي تسيء إلى الرواية القومية العربية عامة والفلسطينية خاصة عن طبيعة الصراع في وجه من اغتصاب فلسطين.
ان هذه الاعمال تُحرف التاريخ وتسند الرواية المضادة وتؤكد شرعيتها وهو ما يشكل تساوقاً وانجرافاً وراء مقاصد الرجعية العربية وكيان الاحتلال وتطبيعاً معها ومع روايتها، بل إنها تصب في سياق ضرب الرواية العربية والإسلامية والمسيحية عن فلسطين وتشويه وتزور الحقائق. أن هذه الأعمال التطبيعية هو تزوير للتاريخ والحقائق تهدف إلى كي الوعي القومي العربي تجاه القضية الفلسطينية.
وتأتي استمرارًا لمسلسل التطبيع الرسمي العربي مع كيان الاحتلال، الذي يسعى لتلميع صورته وتبييض سجلّه الإجرامي من الإرهاب الذي يقترفه يوميًا بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومُقدّساته، في الوقت الذي يستغلّ فيه هذه الأعمال لإضفاء شرعيةٍ لوجوده على الأرض الفلسطينيّة عبر الإيحاء بقبوله عربيًا في المنطقة، وعلى أرض فلسطين المحتلة.
فكان الأجدر على mbc وكاتب السيناريو والممثلين أن يقوموا بأنشاء عمل درامي حول المعاناة الفلسطينية بسبب انتهاكات الاحتلال اليومية من قتل وسجن وتعذيب ومحاصرة المدن الفلسطينية، عليهم نشر صورة الاحتلال الإرهابي الحقيقي بدلًا من تلميعه”.
هذه الإعمال المذكورة حتى تدفع باتجاه تغيير النمط السائد عند المشاهد العربي لشخصية اليهودي المغتصب لأرض عربية فلسطينية، ودعم روايته المزيفة والمفبركة من منصة الإنسانية والتعايش مع الأديان والتسامح البشري، ويعمل المسلسل على تسطيح ما قامت به عصابات الكيان المحتل من الاعمال الإجرامية على مدار السنين لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية، وتهويد الأرض العربية، واحتكار الجغرافيا والمقدس، من أجل استغلال الخطاب الدرامي وتوجيهه في هوليوود وغيرها من أجل تمرير زيفه المبرمج ومقولاته الباهتة”.
ارى أن المسلسل يعمل على تطبيع العلاقات بين الكيان المحتل الغاشم والأمة العربية، في الوقت الذي تسلب فيه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتي كفلتها الاتفاقيات الدولية وأنكرها الاحتلال الغاصب.
أنّ هذه المحاولات لم ولن تنجح، فالمُطبّعون سيبقون فئةٌ قليلة محدودة لا تُرى بالمقارنة مع الشعوب العربية الحرّة التي تُؤكّد باستمرار التأييد والوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة، في الوقت الذي تزداد فيه رقعة هذا التأييد عالميًا.
المطلوب من المؤسسات الإعلامية والاتحادات العربية والعالمية بإدانة ونبذ هؤلاء المطبعين، الذين يُعينيون العدو الصهيوني على تنفيذ مخططاته في المنطقة، بدلًا من التكاتف والتلاحم لفضح الإجرام الصهيوني وكشف إرهاب هذا الكيان الغاصب للعالم أجمع.
كما انه مطلوب من مؤسستنا الوطنية الاهتمام بالمسرح والدراما الفلسطينية وتحديدا وزارة الثقافة الفلسطينية لان الفرق المسرحية الفلسطينية تعاني من مشاكل جمة، على رأسها مشكلة التمويل، حيث الشح في الموازنات الحكومية التي يتم رصدها، أو لامبالاة القطاع الخاص، إضافة إلى قلة الإقبال الناجمة عن ظروف اقتصادية صعبة، وثقافة مسرحية فقيرة، وغيرها.. ما يجعل الأعمال المسرحية الناجحة محض مبادرات فردية، والحركة المسرحية الفلسطينية، إن وجدت، فإنها تحتضر بشكل أو بآخر.