يأتي الوجود الأمريكي في المنطقة لتثبيت السياسات الصهيو – إمبريالية الموضوعة للسيطرة والتحكم على الشرق الأوسط ومقدراته لاسيما النفطية والمحافظة عليه سوقاً لتصريف المنتجات الغربية وخاصة الأسلحة إضافة لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي بضرب قوى المقاومة ورأس حربتها سورية.
الدور الأمريكي في المنطقة مُني بهزائم شنيعة يدركها المتابعون كان آخرها في سورية، وفي كشف حساب بسيط «لأرباح» الوجود الأمريكي غير الشرعي شمال وشمال شرق سورية نجده في الميزان الاستراتيجي يساوي صفراً.
القوات الأمريكية دعمت إرهابيي تنظيم «داعش» أكثر من مرة ومكان, كان أوضحها استهداف طيران «التحالف» غير الشرعي بقيادة واشنطن مرات عدة مواقع للجيش العربي السوري لاسيما في جبل الثردة بدير الزور أثناء مهاجمة إرهابيي التنظيم للمنطقة الأمر الذي أدى إلى سيطرتهم عليه حصة من الزمن إضافة إلى التشويش على اتصالات الجيش والقوات الرديفة أثناء مهاجمة قطعان «داعش» لرمز حضارة الشرق مدينة تدمر.
التآمر الأمريكي على سورية لم يتوقف بعد هزيمة «داعش» استراتيجياً بل تحول لدعم قوات موازية بديلة عن التنظيم بغية إيجاد ركيزة على الأرض لتبرير وجود القوات الأمريكية المحتلة وإقامة كيان بصيغة ما شرق الفرات يعادي الدولة السورية، الوطن الأم.
الفشل الأمريكي الكبير على الأرض السورية والذي أدى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإعلان عن سحب قواته لأنها باتت من دون أي فائدة وموجودة ضمن بيئة معادية لوجودها كقوة احتلال وازاه على المقلب الآخر بروز الدور الأساسي لروسيا الاتحادية كقوة عظمى تزداد بأساً ونفوذاً ولاسيما بعد وقوفها إلى جانب سورية ومساهمتها الفاعلة، إلى جانب الأصدقاء الآخرين، في التصدي للإرهاب الدولي جنباً إلى جنب مع الشعب العربي السوري.
الوضع الإقليمي بات بمجمله في قبضة قوى المقاومة وبالتالي فإن شعوب هذه المنطقة هي من ستقرر مستقبلها بيدها.