العقوبات الفتاكة هي تسمية اطلقها دونالد ترامب على موجة شرسة من تدابير الحصار والخنق الاقتصادي التي يستهدف بها جميع مناهضي الهيمنة الأميركية في العالم لوضع الشعوب المتمردة بين الرضوخ للمشيئة الاستعمارية او المعاناة من الفقر ونقص الحاجات الضرورية بسبب طوق اميركي غربي خانق.
أولا في جميع تجارب الشعوب مع الحصار الأميركي نجحت فكرة الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي في توفير مستلزمات الصمود وجميع البلدان المحاصرة من عقود واصلت الحياة بكرامة من خلال التمسك باستقلالها وعبر الاعتماد على إمكاناتها الوطنية وقدرات شعبها في الإنتاج والإبداع عبر تنمية الصناعة والزراعة والسعي إلى الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات وهذا هو طريق كسر الحصار والصمود في مجابهة العدوان الاستعماري الأميركي الشرس الذي يلوح بشبح المجاعات لكسر إرادة التحرر والمقاومة والاكتفاء الذاتي هو رديف يتلاقى مع البحث عن شركاء المصير من الدول التي واجهت او تواجه ظروفا مشابهة لنقل الخبرة واكتسابها وللتعاون في المجالات الممكنة لمقاومة الحصار متحدين ولخلق نطاقات شراكة اقتصادية ضد الهيمنة واللصوصية الغربية.
ثانيا تتعرض مع لبنان للحصار الأميركي ولمشاريع الهيمنة الأميركية كل من سورية والعراق وإيران واليمن وعلى اللبنانيين ان يبحثوا عن كيفية شبك شراكات منتجة مع هذه البلدان في وجه الحصار وهذه من البديهيات المكتسبة عبر التاريخ القديم والحديث لمقاومة الهيمنة في العالم.في الشرق العربي وضع محور المقاومة والتحرر هدفا هو اقتلاع الاحتلال الأميركي من المنطقة ردا على جرائم إدارة ترامب التي بلغت ذروة دموية في اغتيال القائدين الكبيرين سليماني والمهندس وتحقيق هذا الهدف هو الرد الرادع على بطش الولايات المتحدة وحصارها لشعوب المنطقة وبلدانها وهو يعني بالتحديد انطلاق عمليات المقاومة ضد مواقع الاحتلال الأميركي وعملائه في سورية والعراق إلى جانب النضال لتحرير لبنان من الوصاية السياسية الأميركية المانعة لاتخاذ خطوات جدية في الشراكة مع سورية والعراق وإيران فيها الطريق الفعلي للانتعاش الاقتصادي ولكسر الحصار الأميركي والغربي.
ثالثا إن معركة كسر الحصار الأميركي وطرد الاحتلال الأميركي لا تنفصل عن المهمة المركزية الراهنة المتمثلة في تصعيد المقاومة الشعبية والعسكرية داخل فلسطين المحتلة ردا على عمليات الضم والتهويد التي يزمع الكيان الصهيوني على تصعيدها في إطار ما يسمى بصفقة القرن وهذا ما يمثل مهمة مركزية لسائر اطراف محور المقاومة التي تواجه معركة مصيرية على صعيد المنطقة برمتها لاتقبل التجزئة والتقسيط فهي معركة تحررية واحدة مترابطة الفصول والساحات ضد منظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية ولا خيار امام القوى الشعبية والسياسية المقاومة سوى خوضها والظفر بها لأن بديلها هو الاستسلام وحصاده الكارثة الشاملة اقتصاديا وسياسيا بينما المسار الجديد الذي ينطلق من انتصار إرادة التحرر حافل بآفاق واسعة من النمو والازدهار في ظل الاستقلال.
رابعا على جميع اطراف محور المقاومة ان تضع جدول اولوياتها في خدمة الهدف المركزي المتمثل بكسر حلف الهيمنة الأميركية الصهيونية وأذنابه في جميع الجبهات وبإرسال جنود وضباط أميركيين ممن يدنسون التراب العربي في سورية والعراق أفقيا إلى الولايات المتحدة وهذا هو حق المقاومة والتحرر وواجب النضال الوطني على كل عربي بين المحيط والخليج .
لا مجال للانتظار والتفرج فالرهان على الانتخابات الرئاسية الأميركية كما يروج البعض هو مضيعة للوقت وللفرص والتعامل بالنار مع العدو الاستعماري المتغطرس كان دائما أفعل أساليب التفاوض وهو الطريق لفرض واقع جديد بإرغام الغزاة على الهرب هكذا علمنا المقاومون بالتجربة ولتكن الحرائق حيث يحل الغزاة درسا للاستعمار الأميركي الصهيوني والعين على القلعة السورية العروبية الصامدة ومقاومتها الشعبية الفتية والعراق البهي المقاوم وحشده الشعبي وليدوي الهتاف من صنعاء إلى طهران وبيروت إلى الشام وبغداد والقدس كلنا مقاومة والموت للمستعمر الأميركي الصهيوني.