في خطوة من شأنها أن تفاقم تردي العلاقات الجزائرية- المغربية وتبعد تحقيق مشروع الاتحاد المغاربي أكثر، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، محند أوسعيد بلعيد، اليوم الثلاثاء 9 جوان، أن بلاده طلبت سحب القنصل المغربي في وهران، أحرضان بوطاهر، وقد غادر فعلاً، على خلفية تسبّبه بأزمة بين البلدين بعدما وصف الجزائر بأنها “بلد عدوّ” خلال لقائه رعايا مغاربة منتصف ماي الماضي.
وأكد بلعيد، في مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام المحلية، أن “القنصل المغربي غادر التراب الوطني، وفعلاً طلبنا سحبه لأنه تجاوز حدوده، وحدود اللياقة وحتى الأعراف الدولية”. وأضاف “تصرّف القنصل المغربي لم يكن مستغرباً، لأنه كما علمنا هو ضابط في الاستخبارات”.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في ماي الماضي، فيديو تناقلته أيضاً وسائل إعلام جزائرية، يظهر فيه قنصل المغرب بمدينة وهران (شمال غرب) وهو يتحدث إلى رعايا مغاربة تظاهروا أمام القنصلية للمطالبة بترحيلهم إلى بلدهم، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين في الجزائر إثر وقف الرحلات الجوية منتصف مارس الماضي، بسب انتشار وباء كورونا.
وحاول القنصل إقناع المتظاهرين بضرورة تفريق التجمع قائلاً “أنتم تعرفون نحن في بلد عدوّ، حتى نتكلم بصراحة”.
استدعاء السفير
واستدعت الجزائر سفير المغرب لديها في 13 ماي وتم إبلاغه بأن “توصيف القنصل العام المغربي في وهران، للجزائر، إذا ما تأكّد حصوله، على أنها بلد عدو، هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله”، كما جاء في بيان نشر في اليوم التالي.
وتبعاً لذلك، طلبت الجزائر من “السلطات المغربية اتّخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأكد متحدث باسم الرئاسة الجزائرية أن هذه الصفحة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين “طويت”، موضحاً “نحن نعمل على رفع المستوى حفاظاً على العلاقات بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي”.
وغادر القنصل إلى مدينة وجدة المغربية على متن رحلة جوية نهاية الأسبوع الماضي، مع نحو 300 مغربي من العالقين بالجزائر.
ونقل القنصل المغربي إلى جانب المغاربة العالقين، إلى مدينة السعيدية بهدف إخضاعهم لإجراء الحجر الصحي لمدة أسبوعين للتأكد من عدم حملهم للفيروس قبل السماح لهم بالالتحاق بأسرهم.
وكالات