محمود كامل الكومى* |
لسنا هنا فى مجال تأكيد ايماننا بالأسلام ولا بعروبتنا , فذلك مفترض بحكم الواقع والمنطق وطبائع الأشياء , وبحكم العلم والتاريخ والجغرافيا فى كل آوان .
وحين نؤكد على الأسلام فى هذا المقال , فليس من قبيل التقليل من شأن باقى الأديان – حاشا لله- وأنما لأن الهجوم على الأسلام قد زاد وعاب.
غزت أتفاقيات الحكومات العربية المقرونة بالصلح مع من أغتصب فلسطين العربية (أسرائيل) العقل العربى , وعلى اثرها انتشر الموساد يقلقل الأنتماء العروبى ويشكك فى كل ماهو أسلامى وفى ذلك ترجيح لأمن أسرائيل , وبداية لهدم الأقصى وصعود الهيكل المزعوم .
الملاحق السرية لكل الأتفاقيات التى تجريها العصابات الصهيونية مع النظام الرسمى العربى , تحوى فى طياتها القضاء على الفكر القومى العربى وترسيخ الذاتية والأنانية وتقوقع الأقطار العربية فى شرنقة الدولة القطرية واثارة النعرات النرجسية وتأليب الشعوب على بعضها حتى داخل القطر الواحد , وأقتران الأسلام بالعنف والتأخر ومناهضة روح العصر والتقدم .
فى مصرنفذ السادات هذه المفاهيم , حين وضع 99% من الأوراق بيد الأمريكان والصهيونية , ونزع مصر من حضن عروبتها وقيادتها للأمة العربية , من حيث الشكل غير العلم ذات النجوم التى تعبر عن الوحدة ,وفعليا أراد النمط السويسرى بعيدا عن العالم العربى , وانقض على جمال عبد الناصر رمز الزعامة للأمة العربية محاولا قتله فى قبره , وأهان الأسلام حين حرض كل جماعات الأسلام الراديكالى , على أن تجمع ميليشياتهابالتعاون مع حكام السعودية التى مولت , فتكونت القاعده لمحاربة الأتحاد السوفيتى فى افغانستان وكان ذلك بأوامر أمريكية وصهيونية .
وقد تناغمت مافيا الفضائيات الآن تجسد أوامر الأنظمة الرجعية العربية , تبث السم فى العسل لجماهير شعبنا العربى لشيطنة العروبة والأسلام.
مع أنتفاضات الشعوب العربية فى 2011 – سيطرت الحكومات الخليجية المدفوعة أمريكيا على الجامعة العربية تشيعها الى مثواها الأخير لتقضى على رمزية العروبة , حين أستغلتها لأستدعاء حلف الناتو لتدمير ليبيا وتجميد عضوية سوريا وتدميرها بأسم الأسلام وتحت غطاء الصهيونية والأمبريالية .
كل ذلك لعبته الأمبريالية الصهيونية مع النظام الرسمى الرجعى العربى ( خاصة فى الخليج ومصر وتونس والأردن والمغرب وقوى 14 آذار بلبنان )من أجل تكفير الشعوب العربية بعروبتها وأسلامها .
موقعتان جسدتا , محاولة القضاء على روح العروبة والأسلام فى نفوس أبناء شعبنا العربى , وكانت لهما أصداء – وبينهما الفارق شتان .
الموقعة الأولى – تجسدت فى الحرب الكونية على سوريا (المقاومة )من جانب الجامعة العربية ودولها الخليجية , ومن جانب المنظمات الراديكالية التى ألبستها الصهيونية والأمبريالية ثوب الأسلام وحولتها قطر والسعودية وتركيا من أرهابية الى أسلامية – وكانت فى جانبها الروحى حربا لتدمير العروبة والأسلام فى نفوس شعبنا السورى الذى ناضل ضد ملاحق الأتفاق مع أسرائيل.
والموقعة الثانية – تجسدت فى أصطناع عداء وهمى بين قطر والسعودية والامارات والبحرين ومصر ,وكان ذلك بهدف أمريكى صهيونى تَوَافق عليه حكام قطر وباقى الحكام الذين فرض عليهم عدائها وهو تشتيت فكر شعوب هذه الدول وجرها الى العداء لأشقائهم العرب , ونبذ مقومات الأسلام بل وتفضيل الأعداء على الأشقاء والجيران العرب.
شراسة الحملة على العروبة والأسلام كان لها آثار سلبية نظراً لأنها وجهت جل قوامها الى العقل الشعبى العربى , ووجدانه , أما فى سوريا فكانت الحملة موجهة الى كيان الدولة وجسد الأنسان وانساب الدم وسال يروى التراب السورى بتمويل من يدعون العروبة والأسلام وتآمرهم , فكان الجرح غائراً لدى الشعب السورى , وكان الأثر النفسى , قد تجاوز الحد دون أن يدرى البعض أن الهدف الصهيونى الأمبريالى هو الكفر بالعروبة والأسلام ,فظهرت النزعات التى تبرر الأنسحاب من العروبة والأسلام , وكلنا أمل فى الشعب السورى , بوعيه وقدرة قيادته ومثقفية وعروبييه وعلماء مسلميه أن يجهضوا هذه النعرات التى لاتحقق سوى اهداف العدوان , ولأن سوريا وقد أنتصرت على العدوان فهى قد أنتصرت للعروبة والأسلام ولاجدال بعد الآن.
فى مصر التى على نمط كامب ديفيد تسير , فالأزهر يراد له أن يمحى , واِن كنا نرى أن بعض شيوخه تنكبت الطريق فهذا يستتبع أن يصححوا الطريق ,وذلك لأن الأزهر منارة يا ايها الغبى التى تريد أن تهين الأسلام والمسلمين , ونعرات اخرى ترى فى السنة المحمدية عدم جدوى الآن , وتلك لايدانيها الا عمل الشيطان الصهيونى الأمريكى – والصديق الأسرائيلى حين يحتفل بقيام ماتَوَهم انها دولته على ضفاف النيل فذلك بديل للعروبة وفى القلب منها فلسطين .
فى تونس تناغم الحكم هناك مع العقل الغربى , الذى يداعب الغرائز بالتعاون والمجون , حال أن قُنِنَ التجرد من العروبة والأسلام , فتم الأعتداء على الثابت من النصوص القرآنية وأقفل العقل عن المتغير , وتظاهر البعض من اجل الجهر بالفطور فى رمضان وأباحت الشذوذ من اجل أن تقضى الأمبريالية على الوجدان العروبى والأسلامى .
فى السعودية دولة الحرمين أنهارت حقوق الأنسان التى نزل من اجلها الأسلام و, وتأمرت أسرة الحكم فيها على العروبة وقائدها جمال عبد الناصر.
الحرب على العروبة والأسلام تدور الآن على وجدان الشعب العربى , وفكره وعقله, فهل يدركها الشعب ويواجهها بكل ملكاته الثقافية والعقلية ليهزم الآلة الأعلامية الصهيونية الأمبريالية الرجعية العربية الممولة بالبترودولار , فيطهر وجدانه من كل الخزعبلات وينقى مهجته ويناضل من اجل الثوابت الأسلامية والعروبية , ويتفاعل مع المتغيرات التى تحتاج الى النقاش بعيدا عن الجدل السوفسطائى والأسرائيليات .
*كاتب ومحامى – مصرى