قلق كبير بات يسيطر على العالم نتيجة للتوتر الخطير الذي يتصاعد بسبب التهديدات الأمريكية لإيران والتفجيرات المشبوهة التي ضربت سفناً بالفجيرة ومؤخراً في بحر عمان.
لكن معظم دول الخليج وحدها لا تشعر بهذا القلق بل تصب الزيت على النار وتحرض على ضرب إيران مع أن هذه الدول ذاتها ستكون وقوداً لأي مغامرة أمريكية غير محسوبة..؟. لقد أكدت إيران أنها حريصة على أمن الخليج ومستعدة للتعاون مع أي جهة جادة لكشف المتورطين في الهجومين وملاحقة الجناة الذين يحاولون إيجاد الذرائع لعدوان أمريكي قد يحرق الأخضر واليابس ويحرق العروش العنكبوتية لمعظم حكام الخليج قبل أن يطول السوء غيرهم…
إن لدى إيران القوة والشجاعة لإعلان مواقفها السياسية وخططها العسكرية لصد أي عدوان يهدد أمنها.. وليست بحاجة إلى التهرب مما تريد عمله وهي تدرك جيداً أن أمن الخليج لا ينفصل عن أمنها القومي.. على عكس بعض حكام الخليج الذين يتوهمون أن الأمن يمكن استيراده من وراء البحار والمحيطات.. وأن البوارج الأمريكية والعدوان على دول الجوار يمكن أن يجلب لهم الأمان المفقود مع عقولهم.
لقد أكدت معظم دول العالم أن الحرب لا تحقق مصلحة أحد كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يريد الحرب.. وقد أرسل الوسطاء للحوار مع إيران.. لكن لو كان جاداً في الحوار لما تأخرت إيران في التجاوب.. فإيران تعلم أن من يريد الحوار لا ينسحب من اتفاق تمسكت به جميع الدول التي رعته ووقعت عليه باستثناء ترامب الذي ينطق بالعهود وينقلب حتى على قرارات مجلس الأمن.
إن الأصابع الإسرائيلية والإرهاب المرتبط بها وبأمريكا هي صاحبة المصلحة في جر المنطقة إلى المجهول، وأمريكا حاميها حراميها.. وعلى الجميع أن يتمسك بلغة العقل التي يمكن أن تنزع فتيل التوتر وتحقق أمن ومصالح الجميع بعيداً عن التهديد والابتزاز.