الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

المغرب نموذج قبيح للعمالة للغرب والصهيونية…بقلم محمد الرصافي المقداد

شابت العلاقات الدبلوماسية بين إيران الإسلامية وأغلب الشعوب العربية، حالات من التوتّر والإنقطاع، لم تكن أسبابها حقيقة في واقع الأمر، بل جاءت بتحريض من أمريكا وحلفها الصهيوني المعادي للمشروع الإسلامي متمثلا في نظامها القائم بعد ثورة الشعب الإيراني التي سفهت أحلام الغرب باسره ووضعت نظاما إسلاميا عتيدا، اثبت أنه جدير بمنافسة الدّول الكبرى.

في سنة 1981، وبعد الصفعة التي تلقتها أمريكا، المتمثلة في احتجاز طاقم بعثتها التجسسية ال 54، من طرف الطلبة الثوريون في طهران، لمدة 444 يوما جن جنونها، فأوعزت لعدة دول عربية بقطع علاقاتها معها، فكانت تونس والمغرب وموريتانيا من دول شمال أفريقيا، ممن استجاب بافتعال أزمة دبلوماسية مع إيران، على مبرر واه ومفتعل، مفاده التدخل في الشؤون الداخلية لتلك البلدان، وكان عنوان ذلك تصدير الثورة الإسلامية، ونشر التّشيّع، وهو لعمري مبرر مسخرة.

ودول كمصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين والسودان والمغرب وموريتانيا وتونس سابقا، كانت ضمن محور العمالة للغرب، تأتمر سياسيا بأوامره، ولا تردّ له في هذا المجال طلبا، وقد شهدنا خلال الثمانينات من القرن الماضي، عجائب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بنفس المبررات الخيالية، لعلّ أعجبها، خبر جاء نصّه وأذيع هكذا: (جمهورية موريتانيا الإسلامية تقطع علاقاتها مع جمهورية إيران الإسلامية)، فأيّ إسلام هذا الذي تلقب به نظام الرئيس الموريتاني (المختار ولد داده) حينها، حتى يتناقض مع إسلام إيران، فيقوم بقطع العلاقات معها؟ إنه بالتّأكيد سفهُ الغرب، ووضاعة عملائه في منطقتنا العربية.

ففيما يخصّ المغرب، طغت على علاقاته الدبلوماسية مع إيران حالات من التوتّر، بلغت حد قطعها مرارا، فقد انقطعت تلك العلاقات في سنة 1981، بعد منح المغرب حق اللجوء السياسي لشاه إيران الهارب من عدالة شعبه، فيما عبّر الملك الحسن الثاني في مؤتمر القمة الثاني عشر المنعقد بالرباط سنة 1982، على استعداده لتفعيل المعاهدة العربية للدفاع المشترك، ومساعدة العراق في حربه العدوانية ضد إيران، (1) وقد فعل ذلك، كما فعل وريثه محمد السادس مع النظام السعودي، في عدوانه على اليمن، بمشاركته في التحالف العربي، والتاريخ لن يغفل ذكر هذه الموبقات.

ثم أُعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في سنة 1991، وسنة 2009 عاد المغرب ليقطع علاقاته بإيران، على خلفية تضامنه مع حكومة البحرين، مُعَلَّلاً باتهام السفارة الإيرانية بنشاط يدعو المغاربة إلى التشيع، مع اتهامها أيضا بدعم جبهة البوليزاريو، ثم عادت المغرب أخيرا لقطع علاقاتها مع إيران في1/5/ 2018 ، متهمة إيّاها بدعم جبهة البوليزاريو مُجدّدا وهو ما نفته الخارجية الايرانية، بعد القرار المغربي بيوم واحد في 2/5/2018 (2) ومع نفي جبهة البوليزاريو أن تكون إيران قدّمت دعما لها، في حربها المعلنة من أجل استقلال الصحراء – وهذا ليس عيبا في حدّ ذاته- فالجزائر مثلا قدّمت ولا تزال تقدّم الدعم للجبهة، من أجل نيل حقها في الإستقلال بعد خروج الإستعمار الإسباني منها، وبذلك سقط مبرّر وتعذّر النظام المغربي من قطع علاقاته مع إيران.

تكرار وزير الخارجية المغربي (ناصر بوريطة) الإتهامات المزيّفة بشأن الصحراء الغربية، بقوله: “إيران هددت المغرب وأمنه عبر دعمها لجبهة البوليساريو ومدها بالسلاح وتدريب مقاتليها لشن هجمات على الأراضي المغربية”. جاء في فترة إجراء مفاوضات إيران والأطراف الموقعة عليه للتأثير على مجرياته، وفي اجتماع افتراضي، مع أعضاء لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، في حوار خاص مع منصة تابعة لها، وقبل ساعات من مشاركته لأول مرة في اجتماعها السنوي، إن “التهديد هو التهديد نفسه، ونحتاج للتنسيق وللعمل كحلفاء لمواجهة برنامج إيران النووي، وتهديدها لجيرانها، وبنفس القدر والإهتمام أنشطة وكلائها في المنطقة”. في إشارة إلى جماعات دينية مسلحة وموالية لطهران، وفي مقدمتها جماعة الحوثي وحزب الله اللبناني.

إتهام المغرب إيران بالسعي لزعزعة استقرار دول شمال وغرب أفريقيا من خلال المجموعات التابعة لها، ليس جديدا فقد تكرر من النظام المغربي ذلك، لكن الجديد وإن كان متخفيا في شكل علاقات سرّية مع الكيان الصهيوني، لم تظهر إلى العلن إلا أخيرا، معتبرا أن تلك العلاقات والتعاون مع إسرائيل مُهِمّة جدا للإستقرار الإقليمي وللسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

في هذا المؤتمر الأمريكي الصهيوني، تعهد المغرب على لسان وزير خارجيته (بوريطة) بأن يذهب المغرب إلى أقصى حد، في تعاونه مع الدولة العبرية، لمصلحة الشعبين والمنطقة والسلام في الشرق الأوسط، مشددا على أن قرار استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية ليس انتهازيا، وإنما جاء عن قناعة، ولا يمكن النظر إليه على أنه غير طبيعي، بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بالمجتمع اليهودي، بما في ذلك الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل (3)

المراجع

1و2 – العلاقات الإيرانية المغربية https://ar.wikipedia.org/wiki/

3 – المغرب يحذر من إيران وسياستها العدوانية في المنطقة

https://www.alarabiya.net/north-africa/2021/05/07

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024