تتابع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة الأكاذيب والافتراءات وتضع نفسها في موقع المظلوم مع أنها تلاحق معظم دول العالم بالاتهامات والحصار والعدوان العسكري والسياسي والاقتصادي وتصادر حق الشعوب في تقرير مصيرها وتتحالف مع الإرهاب التكفيري لتقويض سيادة الدول وتخنق كل الأنظمة الديمقراطية وتتحالف مع الأنظمة العبودية والمتخلفة مع أنها ترفع شعارات “نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان”، ولعل الموجة الجديدة من الأكاذيب والافتراءات التي لاقت استهجان القاصي والداني تلك الاتهامات الباطلة التي وجهتها لروسيا “بدفع أموال” لحركة “طالبان” الأفغانية “بغية استهداف” الجنود الأمريكان في أفغانستان, وما يثير السخرية والاستهجان أن هذه الافتراءات جاءت بعد عدة أشهر من الاتفاق الذي رعته الدوحة بين أمريكا وحركة “طالبان” التي تحظى بتمثيل دبلوماسي ورعاية خاصة من قطر.
إن التحالف الأمريكي مع تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” يعود لأربعة عقود من الزمن, وكانت أمريكا وبعض ممالك ومشيخات النفط والغاز مسؤولة عن كل العمليات العسكرية والتفجيرات والعمليات الإرهابية التي كانت تستهدف الجنود السوفييت في أفغانستان وهي من أطلقت على هؤلاء الإرهابيين الذين جندتهم لمواجهة الاتحاد السوفييتي آنذاك لقب “المجاهدين” وحولت أفغانستان إلى “مدرسة” للتدريب واكتساب الخبرات الإجرامية لنشر الفوضى و”ثقافة” التفخيخ والتفجير و”ثقافة” الساطور والمنشار والتي ورثها وأوغل باستخدامها “داعش والنصرة ” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي مارست وتمارس أبشع أنواع الجرائم تحت لافتة مايسمى (الربيع العربي) وعززت نزعة العدوان لدى أمريكا التي استخدمتها ذريعة للوجود العسكري غير الشرعي في العراق وسورية وأفغانستان وفي غيرها.
ما يعانيه العالم من فوضى وإرهاب وجوع واختلال بيئي ومناخي يعود بالدرجة الأولى لسياسات إدارة ترامب والسياسات التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة, ولن تستطيع أمريكا تسويق افتراءاتها ضد روسيا وسورية وإيران والصين وفنزويلا وغيرها من الدول والقوى الأخرى التي تحارب الإرهاب المصنع والمدعوم أمريكياً حيث بات العالم والأمريكيون أنفسهم يدركون استراتيجية الأكاذيب والافتراءات الأمريكية التي باتت تهدد الأمن والسلم في جميع أنحاء العالم.
تشرين