تحيي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، اليوم الذكرى السنوية للوفاة المأساوية لوزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى سنة 1982. وعبرت عن ذلك بقولها “ستبقى أمريكا ممتنة إلى الأبد لبن يحيى وزملائه الدبلوماسيين الجزائريين لتوسطهم في إطلاق سراح الاثنين وخمسون دبلوماسيا أمريكيا، الذين احتجزوا كرهائن لمدة 444 يوما بعد أن اقتحم متظاهرون السفارة الأمريكية في طهران”. الحقيقة الواضحة تماما هي أن الجزائر في عهد الراحل كانت في موقع الريادة في العمل الدبلوماسي والسياسي، كانت حقا معلما لكل حساب في العلاقات الدولية واستطاعة السياسة الخارجية الجزائرية في ذلك الوقت أن تحتل المراتب الأولى عربيا وإفريقيا وإسلاميا ، وليس ذلك إلا لأنها دبلوماسية الوضوح والصراحة وبعد النظر وفق رؤية متكاملة بها تتعامل مع مختلف القضايا .ولقد جسد الراحل جوهر هذه الرؤية وبلورة للعيان مما جعل الجزائر تعاود دورها التاريخي الذي ما انفكت تمارسه مؤثرة في السياسة الدولية .كان رحمه الله في جميع مراحل حياته السياسية بسيطا ، يتمتع بقدرة فائقة وبصفاء ذهني وبهدوء، يتميز بثباته على المبادئ والإصرار على بلوغ الأهداف وإيمانه بالعمل بطول النفس. كان عال الكعب في ميدان فض النزاعات وتسويتها وتفانيه في إنجاز المهام الموكلة إليه على أحسن الأحوال وأوفق الظروف ، وكان معروف بصاحب المهمات الصعبة ، ويكفي شاهدا على ذلك أنه استشهد وهو يقوم بمهمة حل أكبر مشكلة عرفتها منطقة الشرق الأوسط والمتمثلة في احتجاز الرهائن الأمريكان في طهران.لهذا وذاك كانت الدبلوماسية الجزائرية تتحرك في كل الاتجاهات .
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ، سيظل خالدا في النفوس على مر العصور، رحمه الله وأمثله من المخلصين الخلص ، الذين بذلوا للجزائر النفس والنفيس وما ادخروا جهدا ، وشكرا للسفارة الأمريكية في الجزائر على هذه الالتفاتة الطيبة .