الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

انت “عنصريا” بكل المقاييس يا سيادة الرئيس!!..بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمره الصحافي، إنه ليس عنصريا، ومؤكدا أن فيروس كورونا المستجد جاء من الصين وبالتالي ليس خطأ تسميته بالفيروس الصيني وأن بلاده في حالة حرب ضده . ولقد اثارت تصريحاته هذه موجة عارمة من الاحتجاجات عالميا وخاصة وانها تاتي في الوقت الذي تعاني فيه دول العالم قاطبة دون استثناء من هذا الفيروس المسجد والذي يشكل خطورة على كل سكان هذا الكوكب دون استثناء ودون تمييز بين دولة وما زال يحصد الارواح هنا وهناك والتقديرات الواردة من العلماء المختصين بهذه الامور حول ما ستكون عليه أعداد الاصابات والوفيات نتيجة هذا الفيروس اقل ما يمكن القول تجاها أنها مرعبة الى أبعد حد. هذا عدا عن التداعيات والاثار السلبية على الجانب الاقتصادي العالمي الذي بدأنا نرى ونستشعر بها متدحرجة بتسارع وتنذر بكارثة إقتصادية كبرى لاقتصاد العالم ككل. ولم يرى حرجا هذا المتعجرف حرجا في إطلاق هذه التصريحات المشينة والمعيبة من دولة تدعي قيادة العالم “الحر” وحقوق الانسان، بدلا من الدعوة الى تضامن دول العالم ومراكز الابحاث المختصة في العمل الجماعي الغير ربحي والموجه الى إنقاذ البشر وخاصة الاكثر عرضه لهذا الفيروس.
المراقب لكل تصرفات ترامب ومنذ دخوله الى البيت الابيض يستشف ما لهذه التصرفات والتصريحات من مخزون من العنصرية والكراهية والاستكبار والتي لا يضاهيها ربما اي رئيس أمريكي او مسؤول أمريكي سابق. فموقفه من المهاجرين حتى اؤلئك اللذين يحملون الجنسية الامريكية ووصلوا الى الكونغرس الامريكي ليكونوا اعضاء فيه فقد قالها بالفم الملئان ان عليهم العودة الى بلادهم لانهم اتخذوا مواقف جريئة بتوجيه الانتقادات الى الولايات المتحدة وخاصة ادارة ترامب ودعمه اللامحدود للكيان الصهيوني. وفي بداية دخوله الى البيت الابيض أصدر مرسوما رئاسيا يمنع بموجبه دخول الولايات المتحدة من أكثر من دولة اسلامية مستثنيا بالطبع فقط الابقار الحلوب.
وهو الذي امر بإقامة جدار الفصل العنصري مع المكسيك ووقف ضد كل من وقف ضد قراره بهذا الشأن حتى الكونغرس الامريكي. وهو وزمرته اللذين صرحوا بأن فيروس كورونا الذي انتشر في الصين سيكون له ايجابيات على الاقتصاد الامريكي وهو ما صرح به علنا وزير الخزانة الامريكي ويأتي الان ليحمل الصين مسؤولية انتشار الفيروس ويسميه “الفيروس الصيني” ويجادل في موقفه وهو الجاهل علميا بأن هذه الفيروسات لا تعرف دولة ما او عرق ما او دين ما فهذه الفيروسات عابرة للقارات ولا تميز بين دولة وأخرى. وبدلا من الدعوة الى التضامن مع الصين او خلق حالة من التعاون الدولي لايجاد اللقاح وتبادل المعلومات حول هذا الفيروس وطبيعته لانه يهدد الكون بمجمله نراه يحاول جاهدا ان يشتري حق إكتشاف اللقاح من شركة المانية ويعرض عليها اوراقه الخضراء حتى يتم إحتكار اللقاح وتحقيق مليارات الدولارات من الارباح بدلا من أن يعرض اللقاح مجانا لسكان هذا الكوكب الذي نحيا عليه جميعا.
وهو الذي رفض ان يدين الاعتداءات من قبل الجماعات الغوغائية المتطرفة المؤيدة له على المحتجين على سياساته في الولايات المتحدة وتعرضهم للضرب المبرح اثناء حركاتهم الاحتجاجية. وعندما اضطر ان يقول شيئا حول هذا القبيل القى اللوم على كلا الطرفين. ولقد اثارت تصريحاته العديد من الاستنكارات والادانة داخل المجتمع الامريكي. وبحسب التحليلات في الداخل الامريكي فأن الكراهية للمهاجرين وذوي البشرة السوداء والملونة ما بين الامريكيين البيض قد إزداد وازدات معه الاعتداءات عليهم. ويبدو ان ترمب قد نسي ان واجداده هم من المهاجرين والمستوطنين وليسوا امركيين أصلا.
وبالطبع وكالعادة فهو لا يترك مؤتمرا صحفيا دون ان يصرح بمزيد من العقوبات على الصين ولإيران حتى في هذه الاوقات العصيبة. وهو لا يجد حرجا من التدخل لمنع صندوق النقد الدولي من تقديم اية مساعدات لفنزويلا لمكافحة فيروس كورونا وهي أصلا مليارت تم حجزها في البنوك الامريكية لاستخدامها في محاولة إسقاط الرئيس مادورو المنتخب والمجيء برئيس يتقاضى راتبا من أجهزة المخابرات الامريكية والذي ابدى استعداه التام لكي يكون اداة من أدوات الامبريالية الامريكي في أمريكا اللاتينية. ترامب يحكم على الشعب الفنزويلي بالموت سواء نتيجة العقوبات الجائرة ونهب ثروات البلد ومصادرة اموالها الى جانب رفض تقديم اية مساعدات لها لمكافحة الفيروس وهي البلد ذو الامكانيات المحدودة وخاصة بعد وضع القيود على تصدير بترولها الى الخارج وتدهور اسعار النفط حاليا. ماذا تسمي هذا المجرم الذي وعن سبق إصرار يريد قتل الشعوب؟ والحال مع إيران ليس بأفضل من فنزويلا من حيث العقوبات الجائرة ومنع استيراد الادوية اللازمة للتخفيف من الاصابات بالكرونا كله لتركيع الدول.
أبعد كل هذا وغيره أيمكن لاي إنسان لديه ذرة من العقل تصديق هذا الانسان الذي يتميز عن غيره بأنه أكبر كذاب في العالم عندما يقول انه ليس عنصريا!!!!!!

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024