بقلم: محمد إبراهمي-ناشط سياسي |
الدول التي تحترم نفسها هي التي تحترم شعبها.
23 سنة تحت حكم بن علي، الشعب يعاني الإستبداد والقمع، الظلم السياسي وإقصاء تعدد الأحزاب والإيديولوجيات والإمتثال لمنطق حكم الحزب الوحيد، فتغولت دكتاتوريته وخاض حربا ضد الإسلاميين، ثم ضد كل المطالبين بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، والقمع لحرية الفكر والرأي تحت شعار “التجمع الدستوري الديمقراطي ” فتولدت إنتفاضة جماعية يوم “17 ديسمبر 2010” بإسم ثورة الحرية والكرامة وخرج الشعب يندد بإسقاط النظام الدكتاتوري الظالم وانتهت بخروجه يوم “14 جانفي 2011” ثورة الحرية والكرامة.
فالشعب صاحب إرادة ثورية، ورغم تتالي أو تعاقب الحكومات ولم يتغير شيء سوى تجاذبات ومصالح ضيقة والتكالب على المناصب ناسين او متناسين مطالب الشعب المشروعة التي قامت عليها الثورة.
إﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﻴﺮﺍً ﻹﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ، ﻭﺃﻥ ﺣﻖ الشعب ﺑﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ دون أن ﻳﻨﺪﺛﺮ ﺗﺤﺖ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﻄﺶ، وان يكون الشعب عنصرا مكملا للحلقة السياسية دون سياسة الإقصاء المتعمد أو عن غير قصد، فالتداول السلمي والديمقراطي الشفاف والنزيه يشمل كل الأطياف الحزبية بمختلف توجهاتهم وإيديولوجياتهم وكافة مكونات المجتمع طبعا وفقا لمعايير يضبطها القانون، فتونس دولة القانون والمؤسسات، وللشعب إرادة ثورية وان يعيش ﻮﺍقعا ﺩﻳﻤﻘﺮاطيا حقيقيا، قبل تعمق ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭتزايد ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺗﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﺎﻫﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﻠﺸﻌﺐ.
فالأﻳﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﺮﺋﺔ ﻻ ﺗﺒﻨﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻭﻻ ﻭﻃﻨﺎ.
ويجب القطع مع الماضي وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة، والكف عن سياسة التجاهل والتهميش والإلهاء التي تمارس على الطبقة المهمشة، فالشعب في حد ذاته في عزوف رهيب عن الحياة السياسية وإنعدام الثقة بينه وبين كل القوى السياسية نتيجة التهميش والتفقير ودون تحقيق مطالبه المشروعة، فأين سيادة الشعب ؟ كفاكم تسلطا واستهتارا ومتاجرة بآلام الشعب والبروباغندا والوعود الإنتخابية الزائفة، وإلتفتوا للطبقة المهمشة ويكفي بيع الأوهام والحملات التسويقية
فالعالم من ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻃﺮق ﺍﻟﻌﻴﺶ، وبلادنا تشهد إضرابا واضطرابا والساسة طغت عليهم الصراعات على المناصب بدون مشروع واقعي وشفاف للإستقرار لتعود دواليب العجلة الإقتصادية، فالبلاد بحاجة لتكاتف كل الأطياف السياسية للخروج من هاته الأزمات وتطبيق حكومة رشيدة وتأميم ثرواتنا.
فلن تستطيعوا اصلاح وطنكم إلا إذا أصلحتم انفسكم