بقلم محمد ابراهمي: الأزمة السياسية و الإقتصادية.. إلى أين ؟

بقلم محمد ابراهمي

هل لي أن أسأل إلى أين تتجه الأوضاع السياسية و الإقتصادية في تونس ؟

بدأ العد التنازلي للمرحلة الإنتقالية القادمة في ظل أن الأوضاع معقدة و ضبابية تسودها صراعات و تنافس على الزعامة و الوصول للسلطة ، فهل لي أن أعرف هل فعلا الأطياف السياسية تملك برنامج سحري لإنقاذ البلاد من الأزمات الخانقة ؟ أو أن ﺃﻃﻴﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎسي ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻢ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺪ، ﻋﺒﺮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﺿﺢ الرؤية ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺻﻌﺐ في ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻮﻧﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮضعية ﻹﻗﺘﺼﺎﺩية بسبب تدهور الأزمة و أصبحت تحتاج لمعجزة لإنقاذها ومع أن الحكومة الحالية لا تملك عصا سحرية لحل جميع المشاكل إلا بتكاتف جهود كل الأطياف السياسية ووضع خارطة الطريق لخروج بالبلاد لبر الأمان ..و تتعافى من الأزمة الإقتصادية و بدورها تحل الأزمة الإجتماعية ..
فاﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻳﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ السياسي في فترة الحكومات المتعاقبة على إثرها تراكمت ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، و من هاته الأسباب تولدت الأزمة السياسية و الإقتصادية و داعياتها على الشعب و على الدولة في حد ذاتها،
الأوضاع الإجتماعية تتفاقم يوم بعد يوم و الإحتجاجات الشعبية هي أكبر دليل على وضع متأزم يدفع الشعب للغليان بسبب الظروف المعيشية القاسية و ضيق سبل العيش الكريم و الإنهيار التاريخي للدينار و كما أن البطالة أصبحت هاجسا يطارد الطبقة المهمشة وأصبح في عزوف رهيب عن الحياة السياسية و إنعدام ثيقته جراء رداءة الساسة و السياسة ..
سؤال يطرح نفسه بشدة هل فعلا الحكومة لا تملك الحل لإنقاذ الأزمة ؟، أو ان الدولة في حد ذاتها غير قادرة على تحمل هاته الأزمات الخانقة، أرى أنه لو إجتمعت الأطياف السياسية و غلبت المصلحة العامة للبلاد على المصالح الشخصية الضيقة لإستطاعت أن تحقق في الخمسة السنوات القادمة ما لم تحققه الحكومات المتتالية في تسعة سنوات ..
من بين المشاكل التى تستدعي الحل الجذري لتجنب الغليان الشعبي ووقف نزيف الإحتجاجات التي تعبر عن فشل عميق و سياسة اللامبالاة للطبقة المهمشة التي أصبحت يهددها غول الموت و شاحنات الطريق ..
الفاجعة التي هزت سيدي بوزيد وأخذت “شهيدات الخبزة” إن دلت فهي تدل على حكومات متعاقبة إنتهازية همهم الوحيد السلطة و النفوذ و المصالح الشخصية الضيقة نسوا أو تناسوا المطالب الشعبية التي قامت عليها الثورة..
أبناء سيدي بوزيد سرقت منهم ثورتهم 17 ديسمبر .. و الآن يدفعون ثمن التفقير و التهميش و التجاهل و تراكم الفقر و الخصاصة و إندثر الشعب تحت ركام البؤس و الفساد و الإنتهازية المقيتة فالشعب الآن أصبح بين مطرقة الحكومة و سندان الفقر والحرمان …
شهيدات الخبزة أخذهن غول الطريق بحثا عن العيش الكريم .. نساء كادحات خرجن في شاحنات الموت يصارعن من أجل لقمة العيش و إستشهدن في غفلة تركن خلفهن أبناءا يتامى ذاقوا مرارة اليتم والحرمان دون ذنب..فأي وطن أصبح لا يستطيع حماية شعبه .. و أي شعب ذاقت به الحياة و أصبحت همومه لا تستطيع حملها الجبال و رغم ذلك لا ينحني للفقر و دفع حياته ثمنا للعيش بكرامة في وطن غالي عليه …
هل لنا أمل في الخروج من عنق الزجاجة المتعفنة أو سنبقى رهينة التهميش و الإنتهازية و المراهقة السياسية الفجة ولا يهمهم شيء سوى مصالحهم وطموحاتهم الشخصية والحزبية والفئوية لا يفكرون بمصالح البلاد والعباد..
فيكفي متاجرة بآلام الشعب و دماء الشهداء و دموع اليتامى ،

تونس دولة القانون و المؤسسات و للشعب حقه في العيش الكريم و تأمين ظروف ملائمة لضمان حقوقه و حرياته ..
فيكفي مماطلة و تسويف وإلتفتوا للشعب ..
فالمسؤولية تكليف و ليس تشريف

عاشت تونس حرة منيعة أبد الدهر

شاهد أيضاً

#تونس : من سيستفيد من “معركة كسر العظام”.. !؟

 بقلم: الناشط_السياسي محمد البراهمي | إلى أين تسير تونس؟ وهل سيتوصل الفرقاء السياسيين إلى حل …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024