الأحد , 24 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

بيادق الغرب الإعلامية ضد إيران…بقلم محمد الرصافي المقداد

عندما يكتب (أمير طاهري)(1) و(هدى حسيني) (2) عن إيران وحزب الله، فليس بدافع مبدئي كما يتبادر لأذهان من اغتر بمقالاتهما، وإنّما بما تمليه عليهما مصالح أعداء النظام الإسلامي من دوافع، تدخل في إطار الحرب الخفيّة التي يشنوها عليه، وعلى مشاريعه التحرّرية في المنطقة، وبالتالي فإنّهما لن يقولا خيرا بشأنهما، والدافع لو نظرنا فيه بعمق، دون أن نمر عليه مرور الكرام، كما يفعله عادة المطالعون للمقالات التي تنشر ضد إيران وحزب الله، اعتقادا منهم بأنهم يقرأون لكبار الكتاب والصحافيين، ولو أنّ كل قارئ تحرّى رشده واحترز لنفسه في تلقّي المعلومة، وبحث عن حقيقة هذه الشخصيات، التي تصدّرت صحفا عالمية غربية، وأخرى عربية معروفة، فسوف ينكشف له من وراء كل اسم شخصية، حقيقة ولائها وتاريخها المعادي للنظام الإسلامي في إيران وحزب الله اللبناني، يسهل عليه تبيّن الغرض من تهجماتهما، والكتابة في هذه الصحف المصنّفة كبيرة، ليس متاحا إلّا لمن اصطف في خندق أعداء إيران، والحوافز المقدّمة من أجهزة الإستخبارات الغربية، تسيل لعاب كل رخيص باع مبادئه، وأغرق ضميره في قذارة لا يطهّرها شيء.

عندما يكتب (أمير طاهري)(2) على صفحات الاندبندنت The Independent (3)، فلأنّ أغلب كتاباته ذات صيغة متطابقة مع السياسة البريطانية الغربية العدائية لإيران، وعندما يفتتح موقع اندبندنت عربية() موقعه الإلكتروني الموجّه ضدّ ايران بشكل خاص في 24/1/2019، وهو النسخة الإلكترونية المترجمة للصحيفة الأمّ إلى أربعة لغات، هي العربية والفارسية والتركية والأردية، تقدّم فيه المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (2) ندرك جيّدا مدى العداء المترسّخ في سلوك أنفسٍ عميت، بحيث لم تعد تُدرك مدى خطورة معاداة نظام شرعي، قام على أثر ثورة شعبية عارمة بعناوينها الإسلامية، قادها فقيه طرح نظريّته الحكْمِيّة، ودعا بصوت صريح، سمِعه العالم بأسره حكومات وشعوبا، إلى مناصرة القضية الفلسطينية، والوقوف بصدق إلى جانب شعبها، وإنهاء وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

قد تأمل دول الغرب في إسقاط النظام الإسلامي في إيران، بمختلف الطرق التي تسلكها – ولا يزال حلمها قائما إلى اليوم – لكنها لا تملك نسبة ولا ضمانا بتحقيق ما تهدف إليه، كل ما أيدي هذه الدّول وبإمكانها القيام به، هو حبك المؤامرات ونشر الفوضى، لعلّها تصل إلى مبتغاها دون أن يكلّفها ذلك أثمانا لا تقدر عليها، بناء على ما يقدمه لها كتاب باعوا ضمائرهم، وسخّروا أقلامهم خدمة لسياسات إرباك وعرقلة مسيرة الشعب الإيراني، في طريق نموّه وتحقيق اكتفاءه واستقلاله.

وعندما تكتب (هدى الحسيني) في نفس السياق الدعائي المغرض، بلقبها الحسيني – وما أبعدها عن ذلك اللقب – فهي بدورها تعبّر عن مشاعر عدائية غربية، منسجمة مع حملاتهم الداخلية، في تشويه سياسة إيران الداخلية والخارجية، ومحاولة إدانة حزب الله، بتحميله مسؤولية الوضع  الاقتصادي المتردّي الذي أصبح عليه لبنان، وتلقيب هذا الحزب المقاوم بأنّه ذراع إيران، هي جملة تهم هو بريء منها تماما، وأن الذي تسبب فيما آل إليه الوضع اللبناني من تردّي الأوضاع الإقتصادية، هم عملاء الغرب أنفسهم داخل لبنان، وليسوا بالتأكيد حزب الله المدافع عن حرمة لبنان، أمام غطرسة الكيان الغاصب لفلسطين، هؤلاء الذين مازالوا يعرقلون إلى اليوم انتخاب رئيس الجمهورية، بما يزيد الوضاع تأزما والدولة عجزا وتفككا، بما شكّل فضيحة لا نظير لها في العالم بكل المقاييس، ومع ذلك يواصل الإعلاميون المأجورون تمرير أكاذيبهم رغم افتضاحها.

(أمير طاهري) و(هدى حسيني) هما مَثَلين أذكرهما في هذا المقال، من بين مئات بل آلاف الأسماء، لشخصيات رأت أنّ أقصر طريق مؤدٍّ إلى الكسب الرخيص، لا يكون إلّا باتباع أساليب شيطنة إيران وحزب الله، وهي سياسة أمريكية غربية، استجاب لها هؤلاء الصحافيين، تنفيذا لأهداف رسموها ودعوا حلفاؤهم للعمل عليها، مع أنّ ما يروج من خلالها من معلومات مغرضة بحقّ إيران، لا أساس لها من الصحة، وهي محض إفتراءات سمجة(5)، مجرّد سلسة من الأكاذيب المتواصلة، تعوّدوا على إطلاقها باستمرار، لدق إسفين عدم ثقة، قد تؤثر على تمساك المجتمع الداخلي في إيران ولبنان، وتشويه صورتيهما الخارجية لدى المجتمعات العربية والإسلامية والعالمية.

وعندما يكتب آخرون من جنسيات مختلفة عربية وغربية وفارسية وصهيونية، بدوافع شتى شخصية وأيديولوجية، مدفوعين بهوس الرغبة في إيذاء النظام الإسلامي في إيران، والإدّعاء عليه بشتّى الدّعاوى الباطلة، فقد أعلنوا ضمنيّا أنّهم متوافقون، وفي خطّ واحد من معادات هذا النظام، واجتماعهم على ضرب إيران إعلاميا، يدخل تحت عنوان الحرب الناعمة، التي ما فتئت هذه الفئات من الكتاب والإعلاميين يخوضونها، بكل الوقاحة التي تفتّقت بها قرائحهم المريضة بالكذب والبهتان.

دول الغرب وزعيمتهم أمريكا يدركون جيّدا، أن أقوى سلاح يملكونه، ويضعونه تحت تصرّف سياساتهم، وهو أخطر من ترساناتهم النووية، وله تأثير كبير على العقول هو الإعلام بجميع أدواته، ومع ما رصدوه من أموال طائلة، لتسخير من ذّلت عليهم أنفسهم، ابتغاء تحصيله بأقلامهم وأفواههم، فملكوا بذلك أفئدة السفهاء، وعادة السفهاء اتّباع كل ناعق، تستهويهم الدعوات الشاذّة، وتشدّهم الإشاعات والأخبار الزائفة، ولا يهمّهم في نهاية المطاف إن كانت المقالات والأقاويل غير صحيحة، ولا ينجو من طوفان الأكاذيب المروّجة إعلاميا ضدّ إيران، سوى من تحصّن منها بقرار حاسم، في إدانة كبريات مؤسسات الإعلام العالمي، وتبيعها الاعلام المحلي في بلداننا العربية والإسلامية، وكسب حصانة من تأثيراته الخبيثة.

المراجع

1 – أمير طاهري صحفي إيراني من أزلام النظام البائد، من مواليد سنة 1942 بالأهواز، شغل في عهد الشاه رئيس تحرير تنفيذي لصحيفة (كيهان) المؤيّدة للشاه، من سنة 1972حتى سنة1979، أي سنة سقوط نظام الشاه وانتصار الثورة، حيث انتهت صلوحيته بسحب الصحيفة، لتصبح مناصرة للثورة والنظام الاسلامي، بعدما ضُرب على أيدي أنصار النظام البائد،  ولأجل ولائه للشاه شغل عضوا في معهد أمناء المعهد الإيراني للدراسات السياسية والاقتصادية الدولية بطهران، من سنة 1973 حتى سنة 1979، ثم انخرط في الحملة الاعلامية المضادة للنظام الإسلامي في إيران بعد ذلك بعد مغادرته البلاد، وشغل مراسل صحيفة صنداي تايمز البريطانية (1980/1984)، كتب في الدايلي تلغراف، والجارديان، وديلي ميل، وعضوا في المجلس التنفيذي لمعهد الصحافة الدولي من 1984 إلى 1992.

2 – هدى الحسيني صحافية لبنانية معروفة بكتاباتها المعادية لإيران وحزب الله، لا تخرج عن سياقات الكتاب الذين باعوا أقلامهم وضمائرهم للغرب من أجل رواتب ضخمة يتلقونها من جهات معروفة بالإنفاق على الإعلام الموجّه ضد إيران وحزب الله

3 – أمير طاهري https://www.independentarabia.com/articles-author/

4 – اندبندنت عربية https://ar.wikipedia.org/wiki/

5 – سمجٌ بمعنى قبيح

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024