المؤكد ان اللاعبين الدوليين وبالأخص ترامب الذين جاؤوا به على ظهر فرقاطة ضمن اتفاق الصخيرات المشبوه، اُجبِروا الرئاسي على الخروج علينا ببيانه والذي يظهر من خلاله حرصه الشديد على ارواح وممتلكات الليبيين!، على ان يستأنف تصدير النفط وإيداع الايرادات بالمصرف الخارجي؟ وجعل الجفرة وسرت منطقتان منزوعتا السلاح؟.
الحكومة لم تنل ثقة مجلس النواب وبالتالي فهي ساقطة دستوريا، اربع سنوات ونيف من الحكم المطلق، لأنها لا تخضع لأية سلطة تشريعية او رقابية او محاسبية، فاتسمت تصرفاتها بغير المسؤولة، تم خلالها افراغ الخزينة العامة من محتوياتها، وقد صرفت المليارات على ميليشيات قائمة وأخرى تم تكوينها لان تكون جسما موازيا للجيش الوطني والقوى الامنية، عينت وكنوع من العرفان بالجميل او على سبيل الترضية، أعدادا هائلة من المجرمين وشذاذ الافاق، سفراء ودبلوماسيون بسفاراتنا المتعددة، رغم ان عديد الدول ليست لنا علاقات اقتصادية معها، او رعايا بتلك الدول يمكن ان تقدم لهم الخدمات.
العمر الافتراضي لها انتهى منذ فترة، مُدد لها اكثر من مرة، وخلال مسيرتها سيئة الذكر، تسارع الزمن في ارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب لأنها تدرك ان يوم سقوطها سيأتي ولو تأخر قليلا، تعاقدت مع اردوغان لحمايتها ونهب خيرات البلاد، جلبت عشرات الالف من المرتزقة السوريين وبمرتبات ومهايا خيالية بينما تقوم باقتطاع جزء من المرتب الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع، واعتباره (مجنب-مدخرات) للإيفاء بالتزاماتها نحو المرتزقة في ظل توقف تصدير النفط.اما عن مختلف انواع الاسلحة المشتراة من تركيا فقد تم السداد عبر طرق ملتوية للهروب من المحاسبة التي ستكون يوما ما.
الحديث عن سرت والجفرة منطقتان منزوعتا السلاح امر يشيء الى رغبة الرئاسي في تدويل الازمة الليبية، وتحقيق ما لم يستطع تحقيقه بقوة السلاح والمرتزقة، ولا اعتقد ان الوطنيين والشرفاء يرضون بذلك.
اننا نعتبر البيان هو نوع من الهروب الى الامام والتغاضي عن الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الليبي من قتل وتشريد وتدمير للممتلكات، وتدني مستوى الخدمات المختلفة الى الحضيض وبالأخص القطاع الصحي، حيث تنشر كورونا كالنار في الهشيم رغم رصد (المعلن) اكثر من نصف مليار دينار.
العاصمة اليوم في ذكرى تحريرها، تتحرر من الماء والكهرباء والسيولة النقدية والمحروقات، بينما تنتصب القمامة في مختلف الميادين والساحات شامخة كالجبال.وتغلق الطرق والميادين عند مرور احد الزعماء بموكبه البهيج من سيارات فخمة وأخرى مدرعة، استعراضا للثروة والسلاح الى جانب السلطة التي يستحوذون عليها، ليكتمل مثلث السلطة والثروة والسلاح، الحلم الذي كان يراود من هم في الحكم اليوم، والذي اصبح حقيقة بفعل نذالتهم وبيعهم للوطن بابخس الاثمان، وارتمائهم في احضان المستعمر.
تناغم مجلس النواب مع مبادرة الرئاسي وان بشيء من التمايز يأتي بسبب الضغوط الدولية ونرى ان ذلك يطيل امد الازمة لا حلها، والخاسر الاوحد هو الشعب الذي فقد الامل في العيش الامن والاسقرار.
الحل الجذري للازمة الليبية المستمرة المتفاقمة، يكمن في خروج كافة المواطنين بمختلف انحاء البلاد للمطالبة بتولي مجلس القضاء الاعلى شؤون تسيير البلاد، وتعطيل كافة النظم والقوانين التي من شانها اعاقة عمله، وتشكيل حكومة تصريف اعمال لفترة انتقالية يتم خلالها حل كافة الميليشيات وان لزم الامر بمساعدة دولية، وطرد المرتزقة وابطال كافة الاتفاقيات الدولية التي عقدها الرئاسي، ومن ثم اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق دستور عصري، ومحاسبة كل من اجرم في حق الشعب الليبي من قتل وتشريد وتدمير وإهدار للمال العام والإثراء غير المشروع فهي لن تسقط بالتقادم.
الوسوماتفاق الصخيرات المجلس الرئاسي الليبي ليبيا ميلاد عمر المزوغي
شاهد أيضاً
واخيرا سقطت دمشق مضرجة بالدماء من اجل أمّتها…بقلم ميلاد عمر المزوغي
لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا, سارع الغرب الى اسقاط مصر عسكريا عبر …