بقلم محمد ابراهمي
مشهد سياسي و حزبي اقل ما يقال عنه انه عقيم و مفلس بكل المقاييس يدل على فشل عميق في المشهد السياسي و داخل الأحزاب في حد ذاتهم نتيجة الصراع و التشتت و أزمة عميقة و متجذرة تتجه نحو نفق سياسي مظلم و القفز في المجهول..
فأزمة الشقوق لا تزال تطارد بعض الأحزاب التي تعاني نقص المناعة السياسية المكتسبة و حب الزعامتية في مشهد يعكس حالة التشرذم والتأزم مما فجر هاته الأحزاب إلى شقوق و تصدعات ، وأدت إلى صراعات متواصلة أساسها الصراع على الزعامة و بحثا عن المناصب و المصالح الشخصية و الفئوية الضيقة و تتبع سياسة الهروب إلى الأمام و اللامبالاة ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻧﻘﺎﺷﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻻخر ﺷﻴﻄﻨﺘﻪ بحثا عن الفرقعة الإعلامية .. فهاته الإنشقاقات و التصدعات و الصراعات ان دلت فهي تدل على رداءة الساسة في مشهد سياسي عقيم طغى عليهم الجدل و الصراع والنقاشات البيزنطية وترويج الإشاعات السخيفة الغير صحيحة لمحاولة إرباك المشهد السياسي و الخارطة الحزبية.. مما يؤدي إلى صعود أحزاب و تأرجح أخرى و تشهد متغيرات و مفارقات ربما أحدثت تغييرا جذريا في الخارطة الحزبية و المشهد السياسي من بينها آخر استطلاعات للرأي حول نوايا التصويت، أظهر تراجعا للأحزاب الحاكمة مقابل صعود شخصيات وأحزاب حديثة العهد إما بوعي الشعب بالمشهد السياسي او إستعملوا ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ” ﺷﻌﻮﺑﻴﺔ ” ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻮﻕ ﺻﻮﺭﺓ و ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻟﻐﻀﺐ الشعب ﺇﺯﺍﺀ الفشل العميق و ضبابية المشهد السياسي و ﻛﺴﺐ ثيقته و يبقى الشعب رهينة المتاجرة السياسية الرخيصة و يظل مجرد سلعة إنتخابية ، بعض الأطياف السياسية همهم الوحيد الوصول للسلطة بالإنتهازية والنفاق والتملق ، فاحذروا من عودة الاستبداد على يد نخب وأحزاب لازالت تتبع الدكتاتورية والإقصاء حتى في إدارة شؤونها،
فالأزمة السياسية و المصالح الشخصية الضيقة تتمثل في الانتهازية ومراهنة البعض على الشعبوية السياسية و الخاسر الوحيد في هاته المعركة هو الشعب في حد ذاته رغم أنه الوحيد القادر على تغيير المشهد السياسي و معاقبة النخب و الأطياف السياسية الفاشلة من خلال الإقتراع فالصندوق هو الفيصل ..
فالجشع السلطوي و التكالب على المناصب يقودان البلاد للهاوية و نتائجهم وخيمة ..
فمن القادر اليوم على إعادة المشهد السياسي لمساره و من القادر على حلحلة الأزمات الخانقة للخروج من عنق الزجاجة المتعفنة !
و ﻣﺘﻰ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻮية الضيقة ﻭﺻﺎﻧﻌﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍلمشهد السياسي ليصفوا ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ أنظار الشعب ؟
فالبلاد غير قادرة على تحمل المزيد من الهزات و التقلبات تزامنا مع إقتراب موعدالإستحقاقات الإنتخابية ..و يجب على النخب السياسية أن تجتمع على الهدف الرئيسي وهو الإنتقال الديمقراطي الشفاف ووضع برامج جدية وواقعية للخروح من الأزمة السياسية والإقتصادية ..
و لا يجب ان تستفرد فئة معينة على الحكم و إتباع سياسة الإقصاء فهو يدل على الرجوع لمربع الدكتاتورية و قتل للديمقراطية ، فيكفي إنتهازية و خطابات شعبوية و من يرى نفسه غير قادر على ان يقدم إضافة للبلاد يرحل و يترك مكانه لمن يرى نفسه قادر على التغيير و البديل لتونس من الرداءة إلى الريادة ” نفسوها لبلاد ترتاح 5 سنوات” و من الأولويات الملحة إصطفاف كل الأطياف السياسية لوضع خارطة طريق لإنقاذ تونس من الأزمات ، بعيدا عن المصالح الشخصية المقيتة و تغليب المصلحة العامة و ان يكون التجميع حول برامج و رؤية و ليس سياسة “أسمع و فزع ” و تضيع الدولة بين مصالحكم الشخصية !!