ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من إيران، وماذا تريد «إسرائيل» من ترامب حيال إيران؟.. هذا هو السؤال المركزي الذي يطرح نفسه في ظل ما تقوم به أمريكا ومعها «إسرائيل» ودول خليجية من مواقف عدائية وعدوانية واستفزازية لإيران، وهي مواقف تكشف عن توتير الأجواء إلى حدّ الغليان لفرض سياسة تضييق الخناق، بالمقاطعة والحصار، على الشعب الإيراني، لكن من الواضح أن الرئيس ترامب ومنذ أن وجد أن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لن يضع إيران في مصيدة، بدأ يبادر «أولاً بأول» في طرح المشروع الذي أراده من وراء هذا الانسحاب، والمتمثل تحديداً بخلق حالة تفاوض ثنائية أمريكية- إيرانية يجري خلالها تحقيق مقايضات تتعلق بالدرجة الأولى والأساسية بموافقة إيران على التراجع عن دورها ومسؤولياتها حيال أوضاع المنطقة، وأن تمنح الولايات المتحدة وعداً بأنها لن تهدد الأمن الإسرائيلي، وربما لن تكون جزءاً من محور المقاومة ومشروعه النضالي في المنطقة.
ولأن إيران تدرك أبعاد هذا المخطط الأمريكي- الصهيوني الجهنمي وأخطاره وأضراره، فإنها تتمسك بثوابتها وتتحدى الخطط والسيناريوهات الأمريكية، ورفضت حتى التفاوض مع الولايات المتحدة في كل ما هو خارج نطاق الاتفاق النووي ورفع العقوبات والحصار عن إيران، ما يعني فشل المشروع الأمريكي الذي تعرض لهزيمة ماحقة.
لقد بات واضحاً أن أمريكا فجّرت أزمتها مع إيران بالاتفاق النووي، لكن الهدف الأساس والمركزي للولايات المتحدة هو منع إيران عن مواصلة دعم حقوق شعبنا الفلسطيني وإسقاط كل مشروعات «تصفية» القضية الفلسطينية، لأن إيران كما هو الحال مع أطراف محور المقاومة، ترى أن الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع مصير ووجود، ومع ازدياد حدة وسخونة حرب الناقلات في منطقة الخليج، يكشف غاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وعرّاب «صفقة القرن» أن (واشنطن ستفرج عن أموال إيرانية مجمدة مقابل تراجع إيران عن موقفها إزاء «صفقة القرن»)، وتريد الولايات المتحدة من وراء هذه الطروحات أن تكشف في المقابل عن دور تتبناه وتعمل على تنفيذه، وهو تطويب منطقة الخليج للكيان الصهيوني، بحيث تتكفل «إسرائيل» بحمايته، إما بالوكالة عن الولايات المتحدة وإما بالشراكة معها، وعلى هذا الأساس ستكون إيران في عين العاصفة، كما تريد أمريكا لها أن تكون، وهو لن يتحقق أبداً.
الوسومأحمد صوان الحرس الثوري
شاهد أيضاً
حرب من ضدّ من !؟
حين تسارع “محميات” الخليج، التي تنتشر على أراضيها وفي موانئها عشرات القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية …