حنان العبيدي
تمرّ يوم 6 فيفري الذّكرى السّادسة لاغتيال الشهيد شكري بلعيد، أمين عام حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد وأحد أبرز مؤسّسي الجبهة الشعبيّة. نحيي هذه الذّكرى، في غياب أيّ مؤشر على أنّ الحكومات المتعاقبة جادّة في كشف الحقيقة، بل إنّ أغلب المؤشرات تذهب في اتجاه طمس الحقيقة من خلال رفض التعاطي الجدّي مع هيئة الدّفاع عن الشهيدين، خاصة بعد ما قدّمته من معطيات دامغة (ملفات وتصريحات لأحد الموقوفين) تثبت تورّط أحد الأحزاب الحاكمة في الجريمة. نحيي ذكرى اغتيال الزعيم الوطني ومسار كشف الحقيقة مازال يراوح مكانه، بعد ستّ سنوات من المناورات والمؤامرات ومن التعطيل القضائي، ليبقى القتلة وداعميهم والمخططّين للجريمة أحرارا طلقاء.
إنّ حزب العمال، إذ ينحني أمام ذكرى الشهيد الرمز شكري بلعيد ويجدّد العهد له ولكلّ شهداء الحرية والثورة على مواصلة الطريق حتى الانتصار النهائي للشعب ولقضاياه العادلة، فإنه:
– يعتبر أنّ هذا التلكّؤ في كشف الحقيقة، وخاصّة حقيقة الجهاز السرّي وملفّ التسفير إلى بؤر التوتّر، هو قرار سياسي من قبل الائتلاف الرّجعي الحاكم (نداء – نهضة – الشاهد) لطمس معالم هذه الجريمة للحفاظ على “حبل الودّ” بين هذه الأحزاب الحاكمة.
– يعتبر أنّ هذا التعطّل هو دليل إضافي على كون السلطة القضائية في بلادنا مازالت أسيرة التبعية للسلطة التنفيذية وللائتلاف الحكومي القائم، ويدعو القضاة الشرفاء إلى رفع أصواتهم عاليا لرفض التدجين والتسلط.
– يحمّل الحكومة المسؤولية السياسية والأخلاقية في تواصل التعتيم على كشف حقيقة الاغتيالات، ويعتبر أن لا تقدّم في إرساء المسار الديمقراطي إذا تواصل التكتّم والتّواطؤ على كشف حقيقة الاغتيالات السياسيّة.
– يطالب القوى التقدمية السياسية والمدنية والاجتماعية بمضاعفة الجهد ورصّ الصفوف من أجل فرض كشف الحقيقة باعتبارها مطلبا شعبيا وباعتبارها مدخلا لفهم حقيقة تسرّب الإرهاب واستيطانه ببلادنا منذ أواخر 2011.