تونس تودع سنة كانت صعبة على التونسيين لإستقبال سنة حبلى بالإكراهات أمام الطبقة السياسية٠٠
بعيدا عن المحاصصة الحزبية و التشتت نأمل ان تتشكل الحكومة في أقرب الآجال للخروج من هذا المأزق السياسي لأن تعطيل المسار هو إستهتار كامل بمصلحة الدولة بعد أن طالت مرحلة التذبذب والإرتباك والفوضى والإستهتار أكثر من اللزوم وتواصل تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ، والسياسية ،
الشعب نسي مشاغله جراء تعفن المشهد السياسي و ﻓﻘﺪ الثيقة ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺭفض ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ..
المشهد السياسي يأخذ منحى معقدا و ضبابيا خصوصا أزمة مأزق تشكيل الحكومة التي طال إنتظارها و لايزال ﻣﻠﻒ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ ، ﺃﻣﺮ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﺷﻌﺒﻴﺎ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺣﺎﺭﻗﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ٠٠ بعد ﺗﺴﺮﻳﺐ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺠﻤﻠﻲ و أدت إلى شك و تململ ﺟﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺷﺮﻃﺎ ﺍﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺔ للعبور من باردو إلى القصبة ، ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﻤﻠﻲ ﺑﺎﺕ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﻋﻦ ﺗﻤﻠﻤﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ رئيس الحكومة المكلف ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺍﻓﺾ ﻟﻬﺎ خصوصا بعد فشل المفاوضات مع الأحزاب و يتجه الجملي لحكومة ” كفاءات مستقلة ” وهو ما يتعارض مع الخيار الحزبي للحركة بإعتبارها تمتلك الأغلبية داخل البرلمان ٠٠ حكومة الكفاءات المستقلة بين مطرقة “الرفض” و سندان “الموافقة”و بالتالي تحتاج لحزام سياسي و برلماني قوي لضمان عبورها للقصبة ٠٠
__ سؤال يطرح نفسه هل ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺠﻤﻠﻲ ﻋﻦ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻠﻤﺮﻭﺭ؟ أم سيتمكن من المرور للبرلمان للتصويت و نيل الثيقة و بالتالي لا بد أن تكون حكومة كفاءات مستقلة وفق معايير الكفاءة والنزاهة والاستقلالية عن الأحزاب حتى لا تقع في مأزق عدم منحها الثقة و بالتالي تعود حليمة إلى عادتها القديمة و يكون حل البرلمان هو القرار الأنسب للخروج من هذه الأزمة ٠٠
أرى أن في تعطيل مسار تشكيل الحكومة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد سيزيد في تأزيم الأوضاع و ضروري على كل النخب و الطبقة السياسية تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة ما يمكن أن ﻳﻨﺠﺮ عن ﻣﺰﻳﺪ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﻔﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ تداعيات في ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ٠٠٠