الأربعاء , 27 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

حول جريمة القتل على خلفية الرسوم المسيئة للنبي في فرنسا: من يزرع الريح يحصد العاصفة؟!

بقلم محمد النوباني |

 

لا شك بأن عملية القتل التي نفذها طالب مسلم يبلغ من العمر 18 عاماً بحق أستاذ مدرسة عرض رسوما مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم هي عملية بشعة ولكن إدانتها بمعزل عن السياق الذي جاءت فيه هو نفاق لا يعالج سببها الحقيقي بل قشورها مما يسمح بتكرارها.

فالمسؤول عن تلك العملية هو الرئيس الفرنسي آيماناويل ماكرون شخصيا الذي إعتبر مؤخراً بان الديانة الاسلامية تمر بازمة و ايد قيام مجلة “تشارلي ايبدو” الفرنسية بإعادة نشر رسوم سبق لها ان نشرتها بهذا الخصوص؛ رغم ان نشرها ادى إلى مذبحة، معتبراً بأن ذلك يندرج في إطار التعبير عن حرية الرأي المكفولة بموجب القانون الفرنسي وهاجم الدبن الإسلامي من عاصمة عربية هي بيروت .

ومن يتحمل وزر تلك العملية هم المشرعون الفرنسيون الذين سنوا قوانين تسمح بالتجديف بالاديان وشتم الانبياء والرسل وحتى بالتطاول على الذات الإلهية ولكنها تجرم وتحاكم من يعارض سياسات اسرائيل وينتقد الصهيونية أو يشكك بالمحرقة اليهودية “الهولوكوست”.

وفي هذا السياق يخطئ من يعتقد بأن من يقومون بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد (صلعم) بفعلون ذلك من منطلقات دينية مسيحية فهم بنفس الطريقة التي يسيرون بها الى محمد بن عبد الله(صلعم) يسيرون ويشتمون عيسى بن مريم عليه السلام..

وقصدهم حينما يسيؤون الى النبي محمد هو استدراج غضب الشباب المسلم في فرنسا والغرب والعالم ودفعه للرد على ذلك باعمال عنف بشعة تستخدم وتوظف للإساءة للأسلام كدين وللمسلمين كاتباع لديانة محبة وسلام.

وكيف لنا ان ننسى في هذا المجال او نتناسى ان الراسماية الفرنسية المتوحشة هي التي تتعاون مع التيارات الاسلامية المتطرفة مثل الوهابية السعودية الخارجة عن تعاليم الإسلام المحمدي وتمدها بالسلاح وتشترك معها والى جانبها في قتل الشعب اليمني .

إن من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي قتل فيها الأستاذ والطالب هم حكام فرنسا وامريكا والغرب الذين دعموا داعش والنصرة في سوريا والعراق واليمن وسهلوا وصولهم إلى هناك لسرقة خيرات تلك البلدان وحماية مصالح إسرائيل في المنطقة.

فمن يحكم فرنسا تاريخياً هم عصابة من اللصوص الباحثين عن الذهب بزعامة ماكرون الذي ارسل قوات بلاده إلى جمهورية مالي الإفريقية لسرقة الذهب المالي وسلفه ساركوزي هو الذي شن الحرب الظالمة على الشعب الليبي من اجل سرقة ذهب وفضة ليبيا والاستيلاء على اموال صندوقها السيادي مما أدى إلى قتل وتشريد اعداد كبيرة من ابناء شعبها وتحويلها إلى دولة فاشلة، والذي سيقدم قريباً إلى المحاكمة في بلاده بتهم سرقة وتلقي رشى مالية، كما كشفت عن ذلك وثائق البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون التي افرجت عنها الخارجية الامربكية قبل ايام.

ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.

 

 

شاهد أيضاً

(شارلي إيبدو) وصمة عار على جبين فرنسا…بقلم محمد الرصافي المقداد

عرفنا فيما مضى صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية بمواقفها العنصرية المتطرفة، حيث لم يردعها شيء عن …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024