الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

سوريا ….تكالب اممي وانحطاط عربي…بقلم ميلاد عمر المزوغي  

بعد ان دجّنوا مصر على عهد الرئيس المؤمن النور السادات، ودهسوا العراق بمختلف انواع الاسلحة بحجة امتلاكه اسلحة الدمار الشامل، لم يجدوا اسلحة، جعلوه مدمرا على مختلف الاصعدة، الوطنية والفكرية والأخلاقية، ومن ساعتها لم تقم له قائمة، قرروا التوجه الى سوريا حيث يتعايش سكانها بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية في سلام ووئام، والحجة اجتثاث نظام البعث الشمولي ومن ثم صون حقوق الانسان المزعومة، صبوا جام غضبهم وحممهم على السكان الامنين، اختلقوا معارضة خارجية هشة، عقدوا عديد المؤتمرات، افلحوا في اخراجه من الجامعة التي لم تعد عربية، اتهموه باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، فبركوا عديد الافلام لإدانته، ومع مرور الوقت دحضت منظمات دولية تلك المزاعم ووجهت اصابع الاتهام الى الغرب الاستعماري وأعوانه بالداخل.

في اوج تدخلهم السافر واستخدامهم مختلف انواع الاسلحة، نظم النظام انتخابات رئاسية وتشريعية العام 2014 ، نال خلالها ثقة الشعب، سواء اولئك الذين صمدوا بالداخل وكانوا عونا للنظام لمجابهة الاعداء والعملاء، او اولئك الذين اجبرتهم الحرب على مغادرة مدنهم وقراهم، لقد ادرك الشعب من البداية انها مؤامرة تهدف الى تمزيق سوريا التي ظلت على مبادئها وفية للقضية الفلسطينية، مؤمنة بالسلام العادل والشامل وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعودة الذين اجبروا على ترك مدنهم وقراهم الى حضن الوطن لينعموا بخيراته.

التدخل الروسي والإيراني افسد عليهم خططهم، انقلبت موازين القوى لصالح النظام، بدا في تحرير المدينة تلو الاخرى، دحرت (المعارضة)المسلحة الى اطراف البلاد والتي تضم مجاميع غير سورية مسلحة ادخلها الغرب عبر تركيا الراعي الرسمي للإرهاب والمستفيد الاوحد من تفتت سوريا، حيث انه تم تفكيك العديد من المصانع في الشمال السوري ونقلها الى تركيا، كما ان الاتراك لم يغفروا للقوميين في سوريا وقفتهم ضد الاتراك للاستقلال عن الامبراطورية العثمانية.

اليوم وبعد عشر سنوات ونيف من الغزو الغربي العثماني لسوريا، لم نعد نسمع عن المعارضة التي طبلوا لها وزمروا، وأرادوها ان تمسك بزمام الامور في سوريا، لقد تلاشت غالبية مكوناتها،  لقد تم الزج بها (فاق عددهم العشرون الف مرتزق)من قبل اردوغان في  الازمة الليبية، وقد اغدقت عليهم السلطات الليبية الاخوانية الاموال الطائلة بالعملة الصعبة وكان لاردوغان نصيب منها. انه تكالب اممي وانحطاط عربي مخز.

منذ ايام مضت جدد السوريون بالداخل وبعض المقيمين بالخارج ممن سمحت لهم سلطات الدول المضيفة بالحق الانتخابي، ثقتهم بالنظام، ليثبتوا للعالم اجمع ان اللعبة قد انكشفت وان الحديث عن الحرية والديمقراطية لم تكن سوى شماعة علق عليها الغرب اطماعه لحماية كيان العدو المغتصب لفلسطين وضرب العرب في مقتل بعد ان قضوا على كافة الانظمة التي ناوأتهم العداء لأنها لم ترض بالهيمنة الغربية واستلاب مقدراتها.

المؤكد ان الغرب لم يتركوا سوريا تتعافى، فعمدوا الى اقتطاع شرق الفرات وقد وجدوا ضالتهم في بعض الخونة من الاكراد وآخرون في شمال غرب البلاد لينغصوا على الشعب فرحته، لكن المؤكد ايضا ان السوريين وحلفائهم الاقليميين، سينجحون في اعادة اعمار سوريا وتضميد الجراح ولملمة الوطن وستعود سوريا كما كانت، بلد الحضارات واحد روافد التحرر العربي من ربقة المستعمر الذي خرج يد الابطال الاشاوس ويحاول اليوم العودة على ظهور المرتزقة بائعي الضمائر والأوطان بابخس الاثمان.

mezoghi@gmail.com

شاهد أيضاً

ماذا بعد قرار تجريم قادة الصهاينة؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

بفعل الجهود الجبارة التي بذلها الحكام العرب على كافة الاصعدة, تبنت الامم المتحدة اواخر القرن …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024