منظّمة الصحة العالمية انتخبت في الـ 28 من أيار الماضي، سوريا لعضوية المجلس التنفيذي في المنظمة، ممثلة عن إقليم شرق المتوسط لمدة ثلاث سنوات مما أثار حفيظة الادارة الامريكية التي تحارب اي مظهر من مظاهر عودة سوريا كدولة سواء في الاقليم أو الساحة الدولية وتفرض عليها حصارا مطبقا من خلال عقوبات جائرة وغير قانونية وبمعنى ادق بلطجة وتصرفات مافيا عالمية.
وفي معرض انتقاد المنظمة لإنتخابها للدولة السورية صرحت كبيرة مستشاري الصحة في وزارة الخارجية الامريكية «يقع على عاتق كل عضو من أعضاء المجلس التنفيذي، واجب النهوض بالصحة العامة، ويُتوقع منه التمسك بالقيم العالمية وحقوق الإنسان. ويشمل ذلك توفير الوصول دون عوائق للإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة، بما في ذلك الإمدادات الطبية، بغض النظر عن مكان إقامة المستفيدين. ولا نعتقد أن أفعال أي من النظام السوري, أو بيلاروسيا تدل على ذلك “.
“واجب النهوض بالصحة العامة” الولايات المتحدة تريد من الدولة السورية النهوض بالصحة العامة وهي التي تفرض العقوبات الاقتصادية وتمنع استيراد الادوية اللازمة للوصول الى سوريا وتمنع شركات الادوية العالمية من إيصال اللقاحات لفيروس الكورونا وتمنع البنوك العالمية من التعامل مع الدولة السورية.
والولايات المتحدة تتهم الدولة السورية بعرقلة وصول المساعدات الانسانية المنقذة للحياة…” الولايات المتحدة التي تسرق البترول الخام من سوريا وتقوم ببيعه في الاسواق العالمية وتحرم الشعب السوري من مشتقات البترول ومن عوائد بيعه وتحرمه ايضا من استيراد المشتقات النفطية…وتقوم الطائرات الامريكية بقصف المناطق الزراعية وحرق المحاصيل وسرقة أو تسهيل سرقة القمح من الصوامع وبيعها عن طريق تركيا او العراق وتتهم الدولة السورية بعرقلة وصول المساعدات الانسانية….هذا الى جانب انه عندما تتحدث الولايات المتحدة عن عرقلة وصول المساعدات الانسانية قد تعني أغلب الظن انها تعني عرقلة وصول الاسلحة للارهابيين المحملة على الناقلات التي من المفترض ان تكون مواد غذائية وتموينية للناس العاديين. رأينا ذلك خاصة في حلب أثناء المعارك التي دارت بين الجيش العربي السوري والارهابيين اللذين كانوا يسيطرون على الجزء الاكبر من حلب.
وتتحدث ممثلة الولايات المتحدة عن حقوق الانسان هذا في الوقت الذي تمنع الولايات المتحدة ومن خلال أدواتها وعملائها في المنطقة منع عودة اللاجئين السوريين الى سوريا الى مناطقهم ومدنهم وقراهم المحررة من قبل الجيش العربي السوري وحتى في الشمال السوري في المناطق التي تسيطر عليها مباشرة او من خلال ربيبتها “قوات سورية الديمقراطية”( قسد) تمنع عودة اللاجئين السوريين الى مناطقهم وتأخذهم كرهينة للضغط على النظام السوري. وتغض الطرفعن قسد التي قتلت 9 من المتظاهرين في منبج لمطالبتهم بحقوقهم المدنية والوقوف ضد ممارسة قسد في فرض التجنيد الاجباري وخطف الاطفال لتجندهم ايضا فهل هذا ينطبق على معايير حقوق الانسان. ولماذا تنظر الولايات المتحدة خارج حدودها على حقوق الانسان وحقوق الملونين من أفارقة والمكسيكيين وما يسموا باللاتينو والمسلمين والاسيويين مستباحة الى حد القتل على ايادي الشرطة وبدم بارد.
ومجرد معلومة لمن لا يدري ان أمريكا قامت بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية زمن ترامب لانه رفضت ان تكون مطية للادراة الامريكية وتتهم الصين بنشر فيروس كوفيد-19 . امريكا تريد ان تقحم منظمة الصحة العالمية في صراعها مع الصين وإدارة بايدن لا تختلف على الاطلاق عن الادارة السابقة بهذا المضمار.
حقا انه عهر سياسي وأخلاقي أمريكي بإمتياز.
كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني
bahij.sakakini@gmail.com