المحور العربي
انطلقت ظهر اليوم الأحد، بمعرض طرابلس الدولي في ليبيا فعاليات الدورة الثالثة لمعرض « ليبيا للغذاء » LibyaFood تحت إشراف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وبمشاركة أكثر من 200 مؤسسة من عديد الدول من بينها تونس.
وحضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات والمسؤولين من ليبيا وخارجها من بينهم وزير التجارة والاقتصاد الليبي محمد الحويج ووزير الدولة لشؤون الوزراء عادل جمعة وسفير تونس بطرابلس الأسعد عجيلي وممثلي عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية في ليبيا وممثلي عديد الهياكل الاقتصادية الليبية في مقدمتها الهيئة العامة لتشجيع الاستثمار وشؤون الخصخصة واتحاد غرف التجارة والصناعة والتجارة والزراعة .
وتتميز هذه التظاهرة الدولية التي تتواصل إلى يوم الأربعاء 16 مارس 2022 بمشاركة تونسية لافتة أمنتها غرفة التجارة والصناعة لصفاقس وذلك من خلال حضور 25 مؤسسة تونسية تنشط في شتى اختصاصات الصناعات الغذائية ومسدي الخدمات في المجال إضافة إلى ممثلي عدد من هيكل دعم الاستثمار مثل مركز أعمال صفاقس والمجمع المهني المشترك لمنتوجات البحر وغرفة التجارة لصفاقس.
واعتبر سفير تونس في طرابلس الأسعد عجيلي، في تصريح أدلى به لمبعوث (وات)، أن المشاركة الجديدة للمؤسسات التونسية في التظاهرات الاقتصادية التي تقام بشكل متواتر في ليبيا تندرج ضمن خيار تونس الاستراتيجي لتعزيز الشراكة التونسية الليبية والدفع بها نحو اقتحام أسواق كبيرة مثل الأسواق الإفريقية والأسواق الأوروبية. وأكد أن هذا الهدف الاستراتيجي صار هاجسا مشتركا للقيادة في تونس وليبيا التي أصبحت مؤمنة بضرورة وضع استراتيجية مشتركة في هذا الاتجاه.
وشدّد على أنّ ما يملكه التونسيون من خبرات ومهارات وتقنيات وما يملكه الليبيون من إمكانيات ورغبة جادة وتقاليد في التجارة مع البلدان الإفريقية يمكن أن يخلق قوة اقتصادية مشتركة تكون قاعدة انطلاق إلى أسواق كبيرة وواعدة.
وتتيح المشاركة في التظاهرة، وفق تصريحات متطابقة أدلى بها عدد من العارضين التونسيين لــ(وات) ، الفرصة لتعزيز تموقع البضائع والمنتوجات التونسية في السوق الليبية ومن خلالها في عدد من الأسواق الأخرى الإفريقية والمتوسطية التي يتواجد ممثلوها في التظاهرة بحسب قولهم.
وينتظر أن تشمل الفرص المتاحة للشراكة واقتحام الأسواق الجديدة عديد المجالات في مقدمتها منتوجات الصيد البحري من أحياء مائية (أسماك القاروس والوراطة والغراب وغيرها) والمنتجات المعلبة والمصبرة مثل التن والسردينة ومنتجات تطلبها السوق الليبية مثل الأخطبوط والحبار علما وأن ليبيا تعدّ الوجهة التصديرية الأولى لتونس بالنسبة إلى صنف معلبات منتوجات الصيد البحري وكذلك منتجات الأحياء المائية.
كما يأمل المشاركون في أن تستفيد قطاعات أخرى من الشراكات التونسية الليبية المتاحة على غرار الزيوت النباتية والحلويات والمشروبات ومنتجات الألبان واللحوم والدواجن والأغذية المحفوظة والطازجة والوجبات الخفيفة والمعجنات والبذور والحبوب وتكنولوجيات الأغذية والمبردات، والأغذية المجمدة
وبعيدا عن قطاع الصناعات الغذائية ، يعرف معرض ليبيا للغذاء شراكات أخرى بين الجانبين التونسي والليبي من ضمنها ما يتعلق بالجانب التنظيمي للمعرض حيث طورت إحدى المؤسسات التونسية المختصة في المنظومات المعلوماتية وتطوير البرمجيات بالشراكة مع مؤسسة ليبية تطبيقة رقمية وتكنولوجية خاصة بشارات الدخول للمعرض.
وتتيح هذه التطبيقة عديد المزايا من أبرزها توفير قاعدة بيانات للعارضين عن الزائرين وإعداد الشارات عبر الهاتف الجوال وتخزين المعطيات الخاصة بهم وهي تقنية تعتمد لأول مرة في ليبيا، وفق ما أفاد به (وات) وسام بن عمر صاحب المؤسسة التونسية.
ويأمل منظمو المشاركة التونسية في هذا المعرض في مزيد دفع المبادلات التجارية بين تونس وليبيا علما وأن هذه المبادلات شهدت في سنة 2021 تطورا بحوالي 23 بالمائة مقارنة بسنة 2020 حيث ارتفعت من 1،2 مليار دينار إلى ما يزيد عن 1،5 مليار دينار
ويعكس هذا التطور عودة الحركية للهياكل التونسية ولا سيما الممثلين التجاريين للبعثة التونسية في طرابلس ممثلة في السفارة التونسية التي تمت إعادة فتحها في بداية 2021 ومركز النهوض بالصادرات في أفريل 2021 بحسب الممثل التجاري بمركز النهوض بالصادرات في طرابلس عبد الرزاق المؤدب الذي اعتبر أن المعرض يعد مناسبة جيدة لدفع التبادل بين البلدين وتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود في إطار استثمارات مشتركة تونسية ليبية.
وكانت السنة الفارطة وبداية السنة الحالية عرفت تنظيم عديد المشاركات التونسية في تظاهرات اقتصادية ومعارض في ليبيا منها معرض ليبيا لمنتجات التمور والمنتجات المصاحبة ومعرض الإنشاءات والصحة.
وبالتوازي مع المشاركة في المعرض إلى جانب عدة بلدان من بينها تركيا وفرنسا والبرتغال وسيريلنكا ، يشتمل برنامج عمل الوفد التونسي على لقاءات لدفع الشراكة والتبادل التونسي الليبي وفق ما أكده لـ(وات) مدير التسويق بشركة « الدولية للمعارض والمؤتمرات » الطرف المنظّم للتظاهرة.
وفي هذا السياق أفاد رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس رضا الفراتي ، أن وفد الغرفة سيعقد لقاءات تعاون وشراكة مع عدد من الهياكل المهنية والاقتصادية على غرار غرفة التجارة والصناعة والزراعة بطرابلس بشأن عدد من البرامج المستقبلية المنتظر تنفيذها بشكل ثنائي في الفترة القادمة.
كما سيلتقي الوفد التونسي بمسؤولين في 3 وزارات ليبية تتعلق بمجالات التكنولوجيا والاتصال والطاقة والاستثمار، للنظر في برامج ومشاريع جديد يستفيد منها ممثلو القطاع الخاص في تونس بحسب رئيس الغرفة.
