الأحد , 17 نوفمبر 2024
Breaking News
مجزرة الحجاج في مكة عام 1987

ضريبة البراءة من المشركين…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم تكن حركة الحجاج الإيرانيين المحترمين، التي بدأت منذ انتصار ثورهم الاسلامية المباركة، منذ أوّل موسم حج سنة 1979 إلى غاية 1986، والدّاعية إلى إحياء الشعائر الإسلامية في الحج، من واجب البراءة من المشركين، والدّعوة إلى الأخوة والوحدة الإسلامية، والتضامن لحل القضية الفلسطينية، لتسمرّ تحت سلطة نظام عميل لأمريكا والكيان الصهيوني، معادٍ للفكر الإسلامي الذي تبنّاه الشعب الإيراني، إلى درجة أن حقدهم عليه ظهر ببشاعة فاقت التّصوّر، وجاءت لكشف عن وجه نظام متواطئ مع الشرك، غارق في موالاته له، ولا يهمّه من أمور المسلمين وقضاياهم المصيرية شيئا، وجميع ادّعاءاته التي كان يطلقها عبر إعلامه المأجور في أغلب الدّول العربية والاسلامية، هي محض بهتان وزور.

مرّت تظاهرات البراءة من المشركين، التي يقيمها الحجاج الإيرانيون، تحت إشراف بعثتهم العلمائية وتنظيمها الدقيق، قبل بداية موسم الحج، في ثماني مناسبات( 1979/1986) بدون أن يحصل شيء من جانب السلطات السعودية، عدا التضييقات والمراقبات، التي تفرضها عادة القوات الأمنية بلباسها المدني وزيّها الأمني، كطوق أمنيّ محكم صعب الإختراق، على بعثة الحج الإيرانية ومكان تواجد الحجاج الإيرانيين، لمنع تواصلهم مع بقية حجاج البلدان الإسلامية، وبالتّالي التضييق عليهم أثناء تنقل جموعهم داخل مكة المكرّمة وداخل المدينة المنوّرة.

وطبيعي أن تكون بعثة الحج العلمائية الإيرانية صاحبة رسالة إسلامية، حمّلها إيّاها قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني رضوان الله عليه، يدعو فيها مسلمي العالم الإسلامي إلى العمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من التجاوب مع شعائر الإسلام وقضاياه العالقة، وفي مقدّمتها مسألة البراءة والولاية مفهوما وتطبيقا، ونصرة القضية الفلسطينية، وتقديم مختلف أنواع الدّعم لشعبها المظلوم، وبما أنّ موسم الحج يُعتبَرُ أكبر تجمّع إسلامي في السنَة، فإنه يجب أن يكون منبرا لمطارحة القضايا الإسلامية والعالقة، وتحسيس المسلمين بمسؤولياتهم تجاه دينهم، وتنبيههم بدورهم الذي يجب أن يكون إيجابيا تجاه قضايا أمّتهم، وليس العكس كما هو حاصل.

إزاء تلك التحوّلات الكبيرة التي طرأت على الحجاج الإيرانيين، بعد ثورتهم الإسلامية في 11/02/1979، وتحمّلهم مسؤولية التبليغ العملي لأفكارها، واهتماماتها وقضاياها التي لم تخرج عن إطارها الإسلامي، استشعرت القوى الغربية المهيمنة على العالم خطر هذه الدّعوة، وعملت على محاصرة مصدرها بالعقوبات والدعايات من أجل افشال مشروعها، ثم انها قررت في سنة 1987 الايعاز لنظام آل سعود بإنهاء تظاهرات البراءة بأي شكل كان، ومهما كانت النتيجة.

تظاهرات تلك السنة كانت أكثر تنظيما وإحكاما، فقد شارك فيها ما يزيد على 150 ألف حاج أغلبهم إيرانيون ولكن كان معهم حجاج آخرون من جنسيات إسلامية أخرى، تحدّث عنها رجل مسلم شرق أوسطي قادم من أستراليا، ليكذّب مزاعم السلطات السعودية في أن التظاهرة كانت فوضوية وعدوانية ومعطّلة لحركة السّير، في محاولة بائسة للتغطية على الجريمة الفظيعة، المُعَدّة سَلَفا لنسف الجهود الإيرانية في توعية الأمّة، وبيان جانب مهمّ من الحج بقي مهملا قرونا طويلة ويجب إحياؤه، تحدّث الحاجّ عن تلك الحادثة فقال:

كانت الإنطلاقة سيراً على الأقدام من العزيزية، إلى منطقة العبابدة، أمام مقر مندوب قائد الثورة وبعثة الحج، لأن السلطات السعودية أبلغت جميع سائقي السيارات والحافلات، عدم السماح لأي حاج ينوي المشاركة في المسيرة، بالصعود داخل السيارة أو الحافلة، وأية مخالفة يتعرّض صاحبها للعقوبات والغرامات، وكان الطقس حارّاً جدّاً، تلفح وجوهنا حرارة الشمس الحارقة، وصلنا إلى ساحة التجمع، وكان الجمع غفيراً، يعد بعشرات الآلاف، حتى بلغ العدد لاحقاً مئات الآلاف من الحجاج، رجالا ونساء وشبابا وشيوخا، ومجرّد أن دخلنا في المسيرة، أصبحنا في سجن كبير، لا يسمح لنا رجال الأمن المدجّجين بالسّلاح بالخروج منها، حتى ولو لقضاء حاجة!!! وكأنّ الأمر دُبّر بليل بهيم، لارتكاب تلك المجزرة الرهيبة.

المشهد مهيب، مُجسّمٌ ضخمٌ كبيرٌ للمسجد الأقصى الشريف، أعدّه الحجّاج الإيرانيون، بشكل يحتاج لعدد كبير من الحجاج لحمله، والسّير به خلال المسيرة، يافطات كبيرة وصغيرة مكتوب عليها: الله اكبر/ لا اله إلا الله/ اللهم صلِ على محمد وال محمد/ يا أيها المسلمون إتّحدوا إتّحدوا/ وحدة وحدة إسلامية لا شرقية لا غربية/ الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل/ تبت يدُ المشركين من بلاد المسلمين/ إقطعوا أيدي الإستعمار الأمريكي والصهيوني/ إسرائيل عدوة المسلمين/ لقد آن وقت النهوض يا مسلمين.

عندما غصّت المنطقة المذكورة، والشوارع المحيطة بالمتظاهرين المؤمنين، وبالتوقيت المحدد حوالي الرابعة بعد الظهر، بدأت المسيرة بتلاوة مباركة لآيات بينات من القران الكريم، بعدها تُلِيت فقرات مترجمة لنداء الإمام الخميني، الموجه إلى حجاج بيت الله الحرام، ألقاها عريف الإحتفال بطريقة حماسية صادقة، ثم تحدّث مندوب الإمام في الحج، عن أمّهات مشاكل العالم الإسلامي وقضاياه، وبيّن حاجة المسلمين إلى الوحدة والتكاتف، واهمية المشاركة في هذه المسيرة، واعتبر المشاركة في مسيرة البراءة من المشركين، مظهراً عمليّاً من مظاهرها، من خلال تواجدهم ومشاركهم الفعالة.

خلال إلقاء الكلمات، ومحاولة التلفزيون الإيراني الإخباري توثيق المسيرة، من على شرفة المنصة، كان الأمن السعودي يستخدم مرايا، تعكس أشعة الشمس على الكاميرات، لمنعها وعدم تمكينها من تسجيل وتصوير الحدث، فقام الحجاج الإيرانيون ومن نفس مكان التصوير، بإستخدام مرايا لتعكس أشعة الشمس، المنبعثة من مرايا الأمن السعودي، لتعود إليهم كالنار المحرقة، حتى يتمكن الفريق الإعلامي الإيراني من مواصلة تصويره للمسيرة، وكان موقعي الجغرافي في المسيرة قبل إنطلاقها قريبا في قلبها، وقريباً من مجسم المسجد الاقصى الشريف، وكنا في غاية الإنشراح النفسي والروحي، والحمد والثناء لله سبحانه وتعالى، الذي وفّقنا للمشاركة في هذه المسيرة العظيمة، التي تعتبر المشاركة فيها جزء من العبادة، وتأدية فريضة الحج بأكمل وجه.

حوالي السادسة بعد الظهر انطلقت المسيرة، في خط سيرها المقرر من قبل، متجهة إلى شارع المسجد الحرام، تحركتْ بشكل رائع ومنظّم، الشارع الأيمن للرجال والأيسر للنساء، والمقدمة كانت ثلاثة صفوف متشابكة الأكفّ من المسؤولين عن تنظيم المسيرة، والمشرفين على تحركها وسلامة إنضباطها، وخلفهم طابور من عجلات الكراسي المتحركة، يستقلها معوقو الحرب الظالمة المفروضة على الجمهورية الاسلامية، والذين التقيتُ بهم في المدينة المنورة، عند زيارة جنة البقيع، كنا نردّد الشعارات والهتافات التي يطلقها عريف المظاهرة، لأن مكبّرات الصوت كانت متصلة ببعضها البعض، من مقرّ البعثة إلى حيث نهاية المسيرة.

من أروع الشعارات والهتافات التي علِقتْ في ذهني، وإختلطت في لحمي وجرت في دمي، كان هتاف عريف المسيرة: (برادران ) لا إله إلا الله “، فنردد نحن الرجال خلفه بصوت واحد ” لا اله الا الله “، ثم يهتف ( خاهران ) ” محمد رسول الله، فتردد الأخوات خلفه بصوت واحد ” محمد رسول الله “، كنت أشعر أنّ وادي مكة والعالم كله يردّد، ويهتف معنا هذا الهتاف الوحدوي المقدس، وكذلك نردّد خلفه ” الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” وبقية الهتافات والشعارات التي ذكرتها سابقاً.

المسيرة كانت تُشعرك بالعظمة والوحدة والأخوة بين المسلمين، كان الكثير من الحجاج في الأبنية على حافة الشارع العام، يريدون النزول إلى الشارع للمشاركة معنا في المسيرة، ولكن الأمن السعودي الذي كان يطوق المسيرة يمنعهم، ويصدّهم إلى داخل الأبنية، وصلنا إلى مكان يقع قبل الجسر، هذا الجسر الذي انتشر فوقه رجال الأمن السعودي بلباس مدني، وإنهالوا برمي الحجارة (الكبيرة)على رؤوس الحجاج، ومن الجهة اليسرى، كان هناك عدد كبير من المواطنيين السعوديين والأجانب يرشقون الحجارة، المعدة سلفا على رؤوس الحجاج.

توقف سير المسيرة، وإنقطعت الهتافات بسبب قطع مكبرات الصوت، وهنا بدأت المسيرة تتراجع إلى الخلف، وكان آخر المشاركين في المسيرة، لا يعلمون ماذا يحدث في مقدمتها، ويتابعون سيرهم، بعد لحظات قليلة بدأنا نسمع أصوات الرصاص الحي، وبما أننا كنا نسير متشابكي الأيدي سألني المرحوم الحاج ابو علي عيسى، الذي وافته المنية العام الماضي 2015 : هل الرصاص حي ؟ قلت له: عندما تصيبنا رصاصة نعلم بذلك “. صعد عدد من الحجاج الشباب، الذين كانوا قربين جدا من الجسر إلى الأعلى وإشتبكوا بالأيادي مع رجال الأمن، الذين كانوا يرمون الحجارة على رؤوس الحجاج، هنا حصلت الكارثة، فكل من أصابه حجر برأسه، سقط أرضاً ولم يستطيع النهوض، بسبب إندفاع الحجاج المتظاهرين من كل صوب وناحية، في هذه الأثناء إشتد الحصار على المسيرة.

مقدمة المسيرة تتراجع إلى الوراء، بسبب دفع المتظاهرين عنوة بواسطة القوات الأمنية المرتزقة، الذين إستخدموا كل وسائل القمع من الرصاص الحي والهراوات، المسيرة من الخلف يدفعها الأمن السعودي الإرهابي إلى الأمام، مستخدما خراطيم المياه الساخنة، وكان هناك مواطنون سعوديون ومن جنسيات مختلفة، يقومون برمي الحجارة على الحجاج، من موقف للسيارات من الجهة اليسرى بشكل عنيف، وهذا دليل على الإعداد المسبق للإعتداء على المتظاهرين الآمنين، إضافة إلى رمي الحجارة من أعلى أسطح البنايات، التي كانت كذلك جاهزة وحاضرة ومعدة مسبقاً، في ذلك المكان المحدد لارتكاب تلك المجزرة الرهيبة.

أصبحتْ أدوات القتل تنهال على المتظاهرين من كل جانب وناحية، حجارة من أعلى الجسر، حجارة من مواقف السيارات، حجارة من أعلى أسطح البنايات، الرصاص الحي، خراطيم المياه القوية التي تدفع الحجاج دفعاً قوياً، الهراوات، والقنابل المسيلة للدموع، الحصار من كل جانب، حتى أصبحنا وسط دائرة ضيقة، نلتف حول بعضنا البعض، ويسقط ضعيف البنية وكبير السن أرضاً، مسلماً نفسه للشهادة.

أصبحتُ في وسط دائرة متدافعة، تشكل أشد قوة، من محاولة التدافع للوصول إلى الحجر الأسود في الكعبة المشرفة، مع ثلاثة حجاج من الأخوة القادمين من أستراليا، ومن شدة الحر والعطش والتدافع، وعدم التمكن من الخروج من المسيرة، بسبب الحصار إستسلمت للشهادة، وكدت أن أسقط أرضا بسبب ضيق التنفس، فرفعني أحد الأخوة وأنقذني، لأنه بمجرد أن يسقط أي حاج على الأرض يُصبح في عِداد الشهداء، بعدها بدقائق وأنا أصارع الموت، رأيت فسحة في الشارع، ظننت أنني أستطيع إستنشاق الهواء فيها، تقدمت إلى الشارع بقواي الخائرة، وبدلاً من استنشاق الهواء الطلق، إستنشقت الغاز السام المنبعث من القنابل المسيلة للدموع، التي لم أتعرض إليها مرة في حياتي من قبل، حتى أني أجهل محتوياتها وتأثيرها، وبما أنني كنت أعاني من ضيق التنفس ( الربو ) في تلك السنين أغمي علىّ، وسقطت في وسط الشارع .

في تلك اللحظة المؤثرة ” ظننت بانها الشهادة، وكم كانت لحظة شعرت فيها بسعادة الفوز بالشهادة والرضوان، وآخر صورة تذكرتها قبل الإغماء عليّ كلياً، هي صورة عائلتي وأطفالي الأربعة علي وفاطمة محمد وزهراء “، لا أعلم كم كانت المدة التي كنت فيها فاقداً للوعي، ولكني بدأت أشعر بأن الحياة قد عادت الي من جديد، إبتداء من رأس أصابع أرجلي إلى بقية جسدي ” هنا سألت نفسي بين الوعي واللا وعي، كيف عدت حياً وقد رزقني الله الشهادة قبل قليل ؟ “، فتحت عيناي، فلم ارى حولي إلا حجاجاً مثلي مرميين على الأرض لا حول ولا قوة لهم، هممت أن أرفع رأسي وإذا برجل أمن مجرم ضربني على كتفي بهراوة، لأعود مستلقياً على الأرض من جديد، وكان كل من يريد أن ينهض عن الأرض يتم ضربه على راسه أو كتفه.

كاد العطش يقتلني، باللحظة التي شعرت بها بالعطش الشديد، تذكرت عطش الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وعطش أولاده وأصحابه، وفعلا كانت الساحة تشبه ساحة ومعركة كربلاء، لكن من دون مقاومة، وبينما كنت مرمياً على الأرض شاهدت أحد الحجاج الإيرانيين وبيده قنينة من الماء، يبلل بها عطش المرميّين على الأرض، برغم الضرب على رأسه لم يسقط ولم ينهار، ناديته لأقول له إني عطشان فلم يسمعني، ثم عاودت الكرة، وكنت أعرف كلمة “ماء” بالفارسية، فناديته بصوت خافت، وكان قد إقترب مني ” آب آب “، انتبه إليّ تقدم مني، واسقاني قليلا من الماء، وفرك على شفتاي، رغم عدم توقف رجال الأمن عن ضربه على كتفيه وراسه، هذا المشهد لذلك الحاج الإيراني لن أنساه طيلة حياتي، ولم أجد له تفسيرا لحد الآن.

بعد لحظات شاهدت سيارة إسعاف تسير بسرعة مندفعة نحونا، ثم توقفت على بعد عشرات السنتيمترات من راسي، ترجّل منها شخصان بسرعة، وأصعدوني السيارة مع 5 آخرين من المصابين المتواجدين حولي، ولم أعد أستوعب ما يدور حولي، وكنت أسأل نفسي ” لماذا يقتلوننا ثم ينقذوننا ؟ ” وكانت المفاجأة أن رجال الأمن السعودي بدأوا بضرب سيارة الاسعاف بالهراوات، لمنعها من متابعة المسير، إنطلقت سيارة الإسعاف بسرعة هائلة بعد أن صعدنا إليها، بحيث سمعنا صوتاً قوياً،عند صدمها لرجلين من الأمن السعودي، حاولا منعها من الوصول إلى المستشفى، خلال مسيرها بسرعة جنونية، كادت أن تصطدم بالاشارة الضوئية، لأنها كانت ملاحقة من قبل سيارات رجال الامن السعودي، في هذه الاثناء سمعنا السائق والمعاون معه يهتفون نداء ” يا مهدي ادركنا “، عندها أدركنا أن سيارة الإسعاف تابعة لبعثة الحج الإيراني، ودخل الإطمئنان إلى قلوبنا.

وصلت سيارة الإسعاف، وتوقفت أمام مبنى قد تم إعداده كمستشفى ميداني للحجاج الإيرانيين. هناك كانت الصدمة الكبرى، أخرجونا من سيارة الإسعاف وأدخلونا المستشفى، هناك شاهدت هول المجزرة، من خلال مشاهدتي لعدد كبير من الشهداء والجرحى، والدماء تملأ المكان، وكانت إصابتي طفيفة جداً، مقارنة مع إصابة الاخرين، بعد خضوعي لعلاج سريع، أخذني أحد الحجاج العراقيين المتطوعين إلى مكان إقامته، قدم لي ثياباً نظيفة، لأن الدماء كانت قد ملأت ثيابي، ومن ثم رافقني إلى مكان إقامتنا في العزيزية، وكانت الساعة تشرف على الثانية ليلا. حين وصلت إلى المبنى، أخذني المرحوم والدي بالأحضان، واستقبلني بالدموع، وكذلك الوالدة اللذان كانا يرافقاني، كانوا في أداء فريضة الحج، وينتظران عودتي سالما بفارغ الصبر، بعد أن وردت الأنباء عن إستشهاد عدد كبير من الحجاج الايرانيين وغير الايرانيين، ثم بعدها بنصف ساعة، عاد بقية الأخوة سالمين، ما عدى المرحوم الحاج يحيي، الذي أصيب في راسه، ورفض المستشفى السعودية علاجه، ولكن عندما قال لهم بأنه يحمل جواز سفر استرالي، تم علاجه وأغلق جرحه المفتوح.(*)

هذه حقيقة ظلّت غائبة وسط طوفان من الأكاذيب والدّجل الإعلامي، وتلك الجريمة ودماء شهدائها موثقة عند الله والعارفين بما جري في ذلك اليوم الحزين، نسأل الله أن يخلّص مكة والمدينة وسلطان بني سعود ووهابيتهم، فإنّهم عقبة في طريق الصحوة الإسلامية، قد فاقوا الصهيونية في حقدهم على مشروع الاسلام المحمّدي الأصيل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

المصدر

(*)مقارنة بين مجزرة الحجاج في مكة عام 1987 ومجزرة الحجاج في منى عام 2015

https://ar.hawzahnews.com/news/346609/

Check Also

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024