ويعود الوجه الشاحب الحزين مكسواً بالألم.. يعود للزمان ولكن بألف وجه..
وجه هنا ووجه هناك وكلها وجوه باكية تندب الحظ المتعثر .
تتدفق الاصوات المتحشرجة وتنعي الحسين متسائلة كيف بهم على بضعة من الرسول ينثرون البلاء!!
وتتعالى الاصوات لقول لما في هذا الزمن عادت كربلاء ؟!!
عادت في جور الظالمين، وبغي المتحجرين، وصلف المتكبرين، عادت من جديد لتحارب الحق ولتخرسه ..
ولكن هيهات ان نهان او نُذل او ننكسر ففي كل عصر لنا حسين…
عادت كربلاء بوجه ملك جائر، وصاروخ فتاك، عادت بوجه صفقة سلاح، وفي فلول المتأمرين .
عادت في وجه الجوع وكسرة الخبز التي لا تُشبع.. عادت في وجه المرض الذي منع عنه الدواء، عادت في اشلاء ممزقة، وطفولة مستباحة، وامومة محروقة، عادت في شباب كزهور البيلسان تذبل وتذبل حتى تموت !
عادت كربلاء وتحالفهم اهدانا الأحتضار..
تحالف قوماً علينا سفاهة وشدوا العزم على نشر البلاء.
فكم من ارواح سرقوها دون رحمة، زرعوا فينا الشقاء.
اتعود كربلاء اليوم ونعيش كل لحظات العناء؟!
باتت الايام كلها تشبه عاشوراء ..
لازالت كلمات الحسين ترن في مسامعنا وفي داخلنا تثور.. لازالت هم في ارواحنا يدور..
اعطانا الحسين الكثير من العزم و الإرادة اعطانا القوة والصمود اعطانا الاندفاع. منه تعلمنا الصبر وكيف امام النوائب نتجلد .
وان كثرت سواقي الدماء فالحق منصور ومجددا ستعود وتعود في كل جيل كربلاء..