نقلت لنا كتب التاريخ انه تم اجلاء اليهود (بنو قريضه و بني قينقاع) من المدينة المنورة التي كانت تسمى يثرب لانهم اخلّوا بالعهود والمواثيق مع المسلمين وممارسة المكائد ضدهم, ننظر الى اليهود كديانة وليس الى عرق, وهم منتشرون في كافة انحاء العالم, لسنا في وارد ذكر سبب الانتشار, والمؤكد انهم متواجدون بكل البلاد العربية والاسلامية,اشتهروا بكراهيتهم للعرب والدين الاسلامي ووجدوا الفرصة من خلال وعد بلفور المشؤوم فاصبحوا يمارسون مختلف انواع الاضطهاد والقتل والتهجير بحق جيرانهم الفلسطينيين على مدى سبعة قرون من تمكنهم بالبقاء بارض فلسطين التاريخية,لايقف الامر عند هذا الحد فيبدو ان سلالة بني قريضه قد انتشرت في ربوع بلداننا العربية او لنقل ان فكرها العنصري قد لاقى اذانا صاغية لدى جيرانهم فاصبحوا سواء لا يمكن التفرقة بينهم .
لقد كشفت لنا احداث غزة ان جيرانها من يدعون انهم عربا, هم من سلالة بني قريضه او المتشبعين بفكرهم, لأول مرة في تاريخ الحروب بالمنطقة يتخاذل العرب حكاما ومحكومين عن نصرة اخوانهم في الدين والعرق, أبناء غزة المحاصرين منذ العقدين من الزمن يقاتلون بمفردهم وتتساقط على رؤوسهم مختلف انواع الاسلحة بينما جيرانهم العرب يشاهدون ما يحدث وكأن الامر لا يعنيهم ,مصر(حكومة وشعبا) التي كنا نسميها الشقيقة الكبرى تقف عاجزة!؟ عن ادخال المساعدات عبر معبر رفح الحدودي الذي يدخل ضمن الاعتراف الدولي بفلسطين وفق قرار التقسيم, الأردن على الجانب الشرقي تراقب الوضع عن كثب مظاهرات هزيلة وتصريحات رنانة من قبل السلطة بمؤازرة غزة لكنها لا تعدو مسرحية ذات الرقصات الفلكلورية من خلال القاء سلات غذائية جوا لاتسمن ولا تغني من جوع.
بينما حكام دول الخليج (بعد اعتمادهم الديانة الابراهيمية واقامة المعابد اليهودية على اراضيهم) يحاولون ايهامنا بانهم يسعون من اجل وقف القتال في غزة عبر عديد اللقاءات اللامحدودة مع زعماء الصهاينة, الذين يقيمون معهم افضل العلاقات, والنتائج سلبية, ونجزم بانهم يريدون اطالة امد الحرب حتى يتم القضاء على المقاومين ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية(وأدها) او في افضل الاحوال كانتونات فلسطينية مبعثرة تحت سلطة الاحتلال, آخذين بعين الاعتبار الخط البري لنقل البضائع الى الصهاينة بدءا من دبي مرورا بالأراضي المقدسة ومملكة الاردن الهاشمية التي يدعي مؤسسيها انهم من السلالة الشريفة, وانتهاء بالأرضي المحتلة عقب منع عبور البواخر المتجهة الى الصهاينة عبر مضيق باب المندب من قبل اليمن.
تبقى سوريا ولبنان, وهاتان الدولتان اصبحتا ضعيفتان جدا ولم تقويان على درأ المخاطر عن نفسيهما بسبب التدخلات الخارجية وتامر الحكام العرب ضدهما تنفيذا لأوامر امريكا التي قال زعماء في اكثر من تصريع بان حكام الخليج ليس بإمكانهم البقاء لأكثر من اسبوع بالسلطة ان نفضت امريكا يدها منهم.
وبعد.. ماذا يمكننا ان نقول عن واقعنا المزرى…المقاومون في غزة وعلى مدى 170 يوما هم شرفاء الامة, وشعب غزة رغم الماسي والتجويع هو الاجدر بالحياة, والخزي والعار للحكام العرب المتواطئين وللشعوب العربية التي خرجت بعض الوقت ثم اختفت في جحورها, لا نقول انها مغلوبة على امرها, بل ارتضت معيشة الذل والمهانة, وتبقى غزة صامدة منتصبة تقارع الاعداء وان بمفرها تكتب التاريخ وتسطر اعظم ملاحمه البطولية.