السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

قلق الاستشراف: أي دولة زمن الليبرالية المتوحشة المستجدة في عصر الجراثيم والإنسان الفيروسي والسلطة الاصطناعية السارية؟

بقلم السيد صلاح الداودي: منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية|

 دولة العناية والرعاية، دولة الحق والعدل، دولة القرار والاقتدار، دولة المناعة والسيادة، الدولة المسؤولة والمتضامنة، دولة العقل والعلم، دولة الرسالة والانسان

تؤدي الحرب التي يخوضها البشر ضد كوكب الأرض والكواكب الأخرى وضد الإنسان والطبيعة، تؤدي حتما إلى اصطناع عدوها من داخل نفس الاحشاء بصرف النظر عما اذا كان عملا إرهابيا إجراميا منظما تحت غطاء العلم والتكنولوجيا والمصلحة والربح أو كانت فائض عجز وفائض تخريب لنظام الطبيعة والحياة والانسان لا يستطيع تحمله بالطريقة المتناسبة. وهكذا وفي كل الحالات نكون حقيقة في حرب ذكية خبيثة أو في حرب اصطناعية وبائية كما تخاض تخاض وفي صراع السبب والنتيجة والمسبب والضحية وفي صراع سباق الوسائل التي يشترك في القتال عليها من يفتح باب الخراب على الإنسانية ومن يقف ليقاومه.

هذا هو عصر الجراثيم من كل الأنواع وهو العصر المرشح لإنتاج أكثر ما يمكن من أوبئة ومن جوائح. وهذا هو الإنسان الفيروسي على كل المعاني التأويلية والهرمينوطيقية الممكنة وهذا هو عصر السلطة الاصطناعية بكل معاني الاستراتيجيا والفلسفة السياسية والعلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي… وغير ذلك من المجالات المتقاطعة.

لقد واجه الإنسان نفسه وواجه الإنسان الإنسان منذ عصر الحيلة والحاجة والفطرة والطبيعة. وعصر الغابة والتاريخ. وعصر سلطة الكهنة ثم الشرطة والجيش ثم الطب والعلم ثم القانون. ثم السوق والمال والسلاح والإعلام والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ثم ما نرى من الممكن تسميته السلطة الاصطناعية شبه الافتراضية والتي تسير نحو أن تصبح هي الواقع الأول بمفهوم جديد لا ينفصل عن الجيل الخامس والسادس من الحروب ومن هندسة التحكم في العالم ومصيره.

إننا هنا بين قلق الاستشراف الريبي من جهة والايديولوجي من جهة أخرى ويقين الشرق العقائدي والحضاري والانساني. ولا نرى فائدة هنا من تجميع بعض ما قاله مفكرون من نوع آلان باديو وجاك رونسيار ونعوم تشومسكي واردغار موران وسلافوي جيجك وباولو فيرنو وطوني ناغري وروبارتو اسبوزيتو ودجورجو اغمبان وغيرهم كثيرون ولا ما قاله قادة مقاومون في المنطقة العربية والإسلامية وفي العالم.

وبرغم موجات التناحر الدولي والعدوان المتصاعدة بمقابل موجات التضامن والمقاومة المتصاعدة أيضا، وبرغم الحيرة الكبرى التي تبدو على العالم الجاد العلوم على الانتصار للبشرية والطمأنينة الكبرى التي تبدو عند اقلية جادة من المؤمنين بانتصار البشرية، تابعنا في الشرق والغرب والشمال والجنوب نزوعا بشريا تسوناميا في الرأي وخاصة على مستوى التواصل الاجتماعي، نزوعا نحو اسوة حسنة عرفتها البشرية وتعرفها إلى حد الآن بميتوبات ومفاهبم مختلفة، اسوة دولة العناية والرعاية التي نرى بعض ما يفيدها في عالمنا الراهن في دول على غرار الدنمارك والسويد والنرويج وكندا وهولندا وفلندا وايسلندا… في القيم والامكانيات على حد السواء. ودول مثل كوبا وفنزويلا وإيران والصين وروسيا وسوريا والجزائر.. في القيم عند بعضها وفي الإمكانيات عند بعضها الآخر وهذه كلها تمثل الدولة المسؤولة والمتضامنة
التي ماكان لها أن تكون كذلك لو لم تكن في نموذج دولة القرار والاقتدار ولا يتم لها ذلك دون أن تكون دولة سيادة ومناعة، مع ان الانتقال من الاجتماعي إلى الاقتصادي إلى السياسي انتقالا تكاملبا شبكبا مشتركيا لا يكون دون أسس فكرية وعقاءدية وقبمية سياسية وأخلاقي تقوم على مفاهيم
دولة الحق والعدل ودولة الرسالة والانسان ودولة العقل والعلم.

إن كل ما تقدم أمر وما نراه من تهافت أمر آخر. وعلى ذلك ندعو كل مهتم بشأن نموج إنساني أرقى في هذا العالم أن لا يتسرع ولا يركن للمياه التي قد تسري تحته دون استشعار ولا شعور.

الرأسمالية هي التي تحرك الأسواق في كل العالم حتى الآن. والرأسمالية هي اللاعب العالمي الوحيد حتى الآن وشركات العالم الكبرى هي التي تسيطر افتراضيا على الأسواق أو تسيطر على الأسواق الافتراضية وهي التي تراكم الأرباح والرأسمالية المعولمة تجهز كل يوم لما بعد كورونا.
نعم هي تخسر بشدة. نعم العالم سيتغير. ولكن بمقاومة الرأسمالية المتوحشة في كل عثورها وكل أشكالها وليس بهذه العطلة العالمية الاجبارية.

ربما يدفعون كلفة نسبية اليوم هي أصلا ليست لهم، ولكنهم يخططون لتحميل عمال العالم الكلفة الغالية غدا. أجل ثمة فرق أيضا بين الرأسمالية المعولمة وبين دول معينة. وفرق بين الدول وبين قطاع من القطاعات. وفرق بين الرأسمالية وشكل الرأسمالية الذي سيتغير حتما.

شاهد أيضاً

كتب صلاح الداودي: ندعو الغنوشي للاستسلام الهادئ

  كان الغنوشي وأتباعه ينوون دفع النهضة إلى النهاية في الشارع أو عن طريق الشارع …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024