في الوقت الذي يعاني منه الشعب الاميركي (بعماله وفقرائه والمشردين في الشوارع والساكنين جوانب الطرقات ومواقع المزابل)، من وباء الكورونا تنهال سوقية حاكم البيت الأبيض الصهيوني ترامب على الشعوب الأخرى، والمنظمات العالمية وكأنه آل كابوني أو كليوني أو زعماء الكلولوكس كلان، فقرر اللص الوقح دونالد ترامب أن يعاقب منظمة الصحة العالمية لأنها كالت المديح للصين، وطريقة معالجتها لأزمة الكورونا ونجاحها في ذلك.
عاقبها بوقف دفع حصة الولايات المتحدة التي تدفع لها كمنظمة من منظمات الأمم المتحدة وبذلك يعمل على عرقلة وتعطيل فاعلية المنظمة الدولية في محاربة الفيروس كورونا ويعرقل مساعدة هذه المنظمة المتواضعة لشعوب العالم (خاصة الدول الفقيرة)، على اقتناء أجهزة وأدوية تساعدها على التصدي لفيروس كورونا .
ليس هذا فحسب بل يجبر أجهزة الاعلام الاميركية التي تسيطر عليها جهات معروفة أهمها وكالة الاستخبارات الاميركية على تكرار كل التفاهات التي يتلفظ بها، فعلى سبيل المثال كررت ما ادعاه هو من أن منظمة الصحة العالمية أخطأت في خريطتها لمحاربة الكورونا بينما أثبتت وجهة نظره هو صحتها!!، والكل يعلم أنه فشل فشلا ذريعا وحتى هذه اللحظة في تخبطه والحاقه الضرر بالاميركيين جراء آرائه ومواقفه، فالكل يعلم عدم الجاهزية التي مازالت تكيل للاميركيين مئات القتلى كل يوم، ودولة كبرى عظمى يتغنى بها ترامب تعجز عن تأمين كمامات صحية وأجهزة تنفس ودواء (وهذا لايصدق ولابد أن في الأمر خططا لسرقة الشعب الاميركي)، ويتبجح باصرار (رغم معارضة كافة الجهات الطبية والمؤسسات المسؤولة عن التأكد من صلاحية الدواء – أي دواء )، على اعطاء النصيحة بتناول دواء الملاريا وهو غير مخول وغير مؤهل لهذا، وهذه بحد ذاتها جريمة يجب محاكمته عليها فهي قد تسبب الأذى لمن يتناول هذه الأدوية غير المبرهنة، ويدعي النجاح الكبير والجميع يعلم أن عدد القتلى يزداد وعدد المصابين يزداد وأن المستشفيات والفرق الطبية تشكو هذه اللغوصة، والمهزلة التي نشاهد فصولها كل يوم في مؤتمر صحفي يستهلك ساعات من وقت ترامب ونائبه ووزير الصحة وغيرهم حتى يقذفوا بالكذب والاحتيال والتضليل على العالم من خلال أجهزة اعلام لم يتجرأ واحد من مندوبيهم على توجيه سؤال حول عدم انسانية استمرار قرار العقوبات والحصار المفروضة على شعوب تتصدى للكورونا وهو بأمس الحاجة للأجهزة والأدوية التي يمنع ترامب الشركات والدول من تصديرها لهذه الدول والشعوب التي تعاني من الوباء، وفي ظل فصول المهزلة هذه وهدر أرواح البشر واعتبار الدولار أهم من الانسان تبرز فضائح حول كيفية توزيع التريليون التي أقرها الكونغرس ولمن تصرف ؟!! ….
كمامات مفقودة وأجهزة تنفس مفقودة والدواء بعيد المنال والأبحاث لاتدعم للاسراع … ويتحدث ترامب عن النجاح !!، وليس هذا فقط بل يرمي بكل الثقل تحضيرا لمعارك عسكرية وكأنه يقول اذا لم تستطع واشنطن أن تحافظ على تزعمها للعالم عبر محاربة الفيروس فستتزعمه بالقوة العسكرية، وتظهر هذه جلية فيما نطق به بومبيو العبيط نيابة عن معلمه اللص، واذا استمع أحد له أمس فسيرى أنه يتعامل مع العراق كمستعمرة من القرن التاسع عشر وأن ترامب هو الذي يقرر للعراق من هو رئيس وزرائه، وأين يقيم قواعده العسكرية وينصب صواريخ باتريوت دون اذن من أحد ….. من يسمح لترامب بهذا ؟؟
كل المسؤولين العراقيين الذين يهادنون المحتل ويتعاونون معه ويتآمرون على الشعب العراقي خدمة لمصالح المحتل …. هؤلاء هم الذين يسمحون للعبيط بومبيو أن يتحدث عن الشعب العراقي البطل بهذه الطريقة المهينة، وحري برجال المقاومة أن ينتزعوا عن هؤلاء رداء المشيخة بعباءة الطائفية، وأن يتوجهوا للعراقيين بغض النظر عن الطائفة أو الدين أو القومية ليطالبوهم بتطهير العراق كافة، ومن ضمنها المؤسسات التي أنشأت سياسيين واحزابا بعد احتلال الاميركان للعراق !!، فالاميركيون يعتمدون على جيش من العملاء والمرتشين والفاسدين، ونجد أحزابا انضمت هي الاخرى في الفساد فنشبت الخلافات حول الحصص التي ينهبها كل تنظيم من ثروة الشعب، والشعب يجوع ويعاني من تراجع الخدمات العامة المقدمة له بسبب هذا النهب، والأدهى أن هؤلاء يدفعون ثمن ما ينهبونه من مال الشعب – أكثر من نصف دخل العراق لزعماء اللصوص، وأهمهم ترامب وجونسون .
يا الله ياشعب العراق …. هيا ثر وقاوم واقطع دابر الفساد والفاسدين، فنوري السعيد كان أقل فسادا، وأكثر ولاء للعراق … على كل مقاوم شريف أن يعلم أن عمليات نهب ثروة العراق … ثروة شعب العراق هي عمليات مترابطة جدليا : –
نهب الاميركان والانجليز لثروة العراق مرتبط بتمكين فئة معينة من الحكم مقابل رشوتها بمبالغ الفساد وتكاليف مشاريع لاتراها الا في الورق والخرائط، ولاوجود لها على الأرض … تتحكم اميركا بالعراق بالاحتلال، ومن خلال هذه الفئة التي تحتل مراكز اولى في الصف الأول في المؤسسات العسكرية والتشريعية والتنفيذية، وهذا لايعني أن الجميع فاسد، بل يعني أن مفاتيح المحتلين هي تلك العناصر القيادية الفاسدة التي تتغطى بالأحزاب والكتل والتكتلات والمرجعيات والمشيخة والطائفة !!! .
رحم الله المهندس البطل وأمد بعمر رفاقه الشجعان، فقد أيقن منذ البداية أن وحدة صف العراقيين هو سر نجاح المقاومة، وأن لا طريق للانتصار سوى تحشيد العراقيين كونهم أبناء الشعب دون تمييز طائفي، وتحرير الموصل شاهد على هذا فوحدة الصف بين كافة العراقيين وبين مؤسسة الجيش والحشد، هي التي دمرت داعش في الموصل وليس التحالف الذي كان يقصف مواقع الجيش والحشد تحت عنوان مساعدتهم !!!
والآن يطلقون من كان لديهم ولدى الأكراد من مجرمي داعش ليعيثوا فسادا، وليحولوا جهود المقاومة بعيدا عن أهدافها التي تتركز في طرد القوات الأجنبية، ومحاربة التغلغل الصهيوني في العراق، ولاشك أن معركة اخرى تلوح في الأفق لطرد قواعد اميركا واسرائيل من كردستان العراق، فهذا أمر خطير يحاول عملاء اميركا واسرائيل في صفوف قيادات معينة ألا يثيروه، أو حتى أن يعلقوا عليه.
أمام الحشد وفصائل المقاومة مهام كبيرة تتطلب وضع تصور لحرب عصابات كبيرة فيها عمليات مركزة وقوية، كما كان يخطط القائدان سليماني والمهندس.
كاتب وسياسي فلسطيني