تتّصف التدخّلات التركية باستفزاز نافر في جميع بلدان المشرق العربي، فالعثماني الجديد يتنمّر على بلدان المنطقة وحكوماتها، وهو تابع للغرب الأطلسي وللولايات المتحدة بالذات، ينفّذ الأوامر ويتلقى التعليمات وينتفخ بادّعاء دجّال، لينتحل حجما مزعوما، يستر به تبعية وارتباطا بالإمبراطورية الأميركية وهيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمخابراتية.
تتّسم سلوكيات الحكومة التركية بانتفاخ وتورّم عنجهي مقزّز، وشتان بين عثمانية كانت قوة عملاقة وشرقية وغير مستتبعة، رغم قبح ما اقترفت من جرائم بحقّ شعوب منطقتنا العربية، وبين مسخها العميل، الذي هو بيدق أطلسي كريه، ينفّذ تعليمات وأوامر واشنطن كوكيل وتابع لها في المنطقة العربية.
أذرع التدخّل التركي التخريبي في العراق وسورية ولبنان، التي يمدّها أردوغان، تستوجب سحقها وردعها، وليس فحسب تقطيعها. ومن حقنا الموجب على الشقيقة ايران أن نطالبها بموقف حازم، يتناسب مع أخوّتنا وشراكتنا المصيرية في محور المقاومة والتحرّر، وهي الأقدر بين شركاء الشرق على ردع العربدة التركية، التي ليست سوى فعل وكالة عن الاستعمار الغربي وعمالة مكشوفة للأميركي البشع.
إن إنهاء التدخّلات التركية في سورية والعراق وفي لبنان أيضا، هو ضرورة ملحة لتعافي بلدان المشرق وتقدّمها. ومن الواضح أن هذا الدور الوكيل يجسّد مشيئة الهيمنة الأميركية اللصوصية، وهو يتحرّك بأوامرها في جميع التفاصيل.
لا يمكن للعلاقات البناءة أن تقوم وتنمو بين الأمم والشعوب وتثمر إلا على أساس الندّية وتنمية المشتركات في مناخ صحي بعيد عن الإكراه والعدوان. وإذا كانت العلاقات الصحيّة والطبيعية بين العرب والأتراك هي الغاية المنشودة لصالح المنطقة بجميع بلدانها، فإن من واجب الدول الفاعلة جذب القيادة التركية نحو إعادة تقييم شاملة لسلوكها ونهجها في الجوار، واتجاه بلدان لم تكن مبادرة لأي افتراء أو استفزاز أو عدوان، وهي تدفع وتتحمّل كلفة متزايدة للتدخلات والاعتداءات المغلّفة بغلاف من الصلافة والعنجهية.
بمعونة الشقيقة إيران يمكن تصحيح العلاقات التركية بسورية والعراق ولبنان، وتوفير الوقت الضروري لتصحيح الأمور، ونقلها من حالة التنافر والخراب الى منظومة تعاون وتكامل إقليمي، ستكون حاضنة لمصالح وتطلّعات مشتركة قابلة للتبلور. وفي اطار هذه الصيغة، يمكن تخطّي شتى المشاكل والعقبات وتذليل الصعوبات التي تعترض مسارات التنمية.
المطلوب والملحّ، هو تنقية الدور التركي من أي شبهة تخريب أو تسلّط وهيمنة لبناء الثقة، وفتح صفحة جديدة بروح التعاون والتكافؤ والمصالح المشتركة. وهنا ترتسم مسؤولية إيرانية مباشرة اتجاه كلّ من سورية والعراق ولبنان، وكذلك اتجاه تركيا، التي ستكتشف ثمار العلاقات الصحية وقيمتها الحضارية وعائدها النوعي في جميع المجالات على سائر دول المنطقة، وقابليتها لتأسيس إطار إقليمي جماعي في التصدّي للتحدّيات المشتركة بتطلّع مستقبلي منفتح.
الوسومالتدخل التركي في العراق الجمهورية الاسلامية الايرانية العدوان التركي على سوريا غالب قنديل
شاهد أيضاً
الحرس الثوري الإيراني عقدة الإستكبار والصهيونية…بقلم محمد الرصافي المقداد
لن تتوقف دول الغرب عن دعاويها المضللة للرأي العام العالمي – بدبلوماسيتهم الخبيثة وادّعاءاتهم الكاذبة …