الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب محسن النابتي: هل الموقف من تركيا وطني اولا أم ايديولوجي؟

الموقف من تركيا ليس اديولوجيا، وان كان للاديولوجيا حضور في المواقف بين الدول وفي العلاقات بين الشعوب والأمم، فالموقف من تركيا وطني أولا بغض النظر عن اديولوجية حاكم تركيا، فلا نقبل من تركيا مهما كان من يحكمها أن تجتاحنا اقتصاديا ومن يقبل عجزا تجاريا مع دولة اجنبية بـ 2.5 مليار دينار ويقبل تدمير صناعات بلاده لصالح صناعة دولة و اجنبية ومن يقبل ان يغلق حرفي او مصنع تونسي لصالح تركيا ومن يقبل ان يفلس فلاح تونسي لصالح فلاح تركي فهو عميل او مافيوزي ( تقلصت المساحة المزروعة مثلا من “عباد الشمس” قلوب السوداء من 24 الف هك الى 4 هك اي تراجع بنسبة 96 %) وأن تصل الأمور الى “الملصوقة الجاهزة” التي تقتات على صناعتها الاف النساء التونسيات فهذه لم تعد شراكة وانما اصبحت احتلالا، ومن يقبل فهو عميل كان قبوله لموقف ايديولوجي او لمصالح، ومن يرفض يجب أن يرفض من موقف وطني للحفاظ على الاقتصاد الوطني وعلى مواطن الشغل بغض النظر عن ايديولوجية حاكم تركيا، فلا يتصور احد منا أنه لو سقط اردوغان والاخوان في تركيا وجاء اخرون ليبراليون او يساريون سيتراجعون عن مكاسب شعبهم في تونس لصالح التونسيين، فحذاري من يقبل هيمنة تركيا على اقتصادنا اذا لم يكن حاكمها اخواني فهو لا يختلف عن الاخوانجية في شيء.
الموقف ايضا من تركيا في سياساتها الخارجية ليس ايديولوجي هو موقف وطني فالدولة التي تزيح البضائع التونسية نهائيا تقريبا من السوق الليبية لا يمكن ان يكون منها موقف ايجابي والموقف من الدولة التي تتمدد على حساب مصالحنا في افريقيا والوطن العربي لا يمكن ان يكون ايجابي الا لعميل او صاحب مصلحة، وعدم منافستها ومناكفتها ومواجهتها اقتصاديا وسياسيا هو استهتار بمصالحنا ان لم اقل عمالة.
من يدعم سياسة تركيا وغزوها الاقتصادي بلا حدود هم اصحاب المصالح من مافيا التوريد قبل “شعب الاخوان” فشعب الاخوان من البسطاء هؤلاء مساكين اما مافيا التوريد فهي صاحبة اليد الطولى في الدفاع من خلف الستار.
حتى نفهم ورشة صناعة احذية او معمل ملابس او ورشة نجارة او حتى ورشة صغيرة لامرأة في حي تصنع الملصوقة او تعد البرغل هي جهد وعمال وبيوت مفتوحة يأتي مافيوزي يقضي على الكل هو فقط يستورد ماركة جاهزة من الملابس مثلا ويعرضها في فضاء ويشغّل فتاة من الفجر حتى اول اليل في الاغلب بالعقد المعروف cvpيعني المجموعة الوطنية تدفع لها، واذا طلبت زيادة يطردها وياتي بغيرها يعني يخدم في المضمون بدون ادنى مخاطر ( بدون ريسك اصلا) هؤلاء هم عملاء تركيا الدائمين اما جمهور الاخوان فيمكن ان يفكوا ارتباطهم بتركيا وبضاعتها ومسلسلاتها بمجرد خسارة حزب العدالة والتنمية في أي انتخابات قادمة.
هذا الامر ليس خاصا بتركيا لذلك نطالب بمراجعة الاتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي وحتى الغائها ان لزم الامر فالاتحاد الاوروبي معه اكبر عجز ميزان تجاري وهو يتعامل معنا من موقع هيمني لا من موقع الشراكة، وايضا الصين اذا أرادت علاقات قوية مع تونس ما عليها الا بحث مسألة عجز الميزان التجاري وارساء شراكة تفيد تونس خاصة في مجال توطين التكنولوجيا والبنية التحتية.
وطبعا في الاول والاخير نحن ندافع عن بلدنا بموقفنا ولكن ما كان لا لتركيا ولا للاتحاد الاوروبي ولا غيرهما أن يحولنا الى سوق اسبوعية لعرض بضائعه لو لا خيانة الكثير من حكامنا وضعف وجبن البقية …

شاهد أيضاً

كتب محسن النابتي: قراءة من زاوية أخرى في إغتيال السيد

إغتيال السيد هو خسارة كبيرة من حيث القوة المعنوية للحزب وللمــ ـقاومة عموما، الشهيد كان …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024