منذ أمد طويل ومسلمو كشمير يتعرضون لاسوأ انواع الظلم ويدفعون ثمن النزاع الهندى الباكستانى الذى بذر فتنته ورعاها الاستعمار الانجليزى البغيض كما هو دأبه فى كثير من المناطق التى احتلها ولم يخرج منها الا برعاية الفتنة وتشجيعها والحرص على منع سبل الوصول الى حلها . مسلمو كشمير فى الشق الهندى من الاقليم المتنازع عليه ظلوا يتعرضون لقمع وحشى يفوق حد التصور ، ويجهل كثيرون فى العالم مأساتهم والمؤسف ان اخوانهم المسلمين لا يتابعون اخبارهم وغير مطلعين على معانانهم ولايعرفون ماتقوم السلطات الهندية من فظائع صادمة بحق هؤلاء الأهالي الابرياء. الكاتب طارق علي من أهم المُتخصّصين في شؤون جنوب آسيا، وسبق له نشر العديد من المقالات والدراسات حول النزاع في شبه القارة الهندية وأفغانستان، وقد كتب مؤخرا مقالا حول هذا الموضوع في موقع “نيويورك ريفيو أوف بوكس” اشار فيه الى ما يعانيه سكان كشمير محذرا من مصيرهم جراء قمع السلطات الهندية لهم. وسنورد بعضا مما كتبه – بتلخيص غير مخل – نقلا عن عربى 21 التى ترجمت المقال الاصلى … قال : الهند –المتبجحة بأنها أكبر ديمقراطية في العالم– فرضت تعتيما إعلاميا كاملا على الاوضاع فى كشمير وقطعت الاتصالات عنها مما جعلها معزولة تماما عن العالم. فى ظل هذا الوضع المزرى فان الجميع يخشون ان يقابل السكان مصيرهم السيئ فى ظل البطش الحكومى الكبير. ولنا ان نتصور ما هو مصير من يعترض على بطش السلطة ان كانت قد وضعت أكثر الزعماء السياسيين تنازلاً وتعاوناً معها تحت الإقامة الجبرية فما مصير من يحتج ويرفض السياسات المتبعة ياترى ؟ ويجهل الكثيرون انه فى ظل حكم وحشى ظالم قاسى قبعت كشمير لما يقارب النصف قرن وفى عام 2009 تم اكتشاف ما يقرب من ألفين وسبعمائة قبر مجهول في ثلاثة فقط من محافظات المنطقة الاثنتين والعشرين، الأمر الذي أكد شكوكاً طالما دارت في الأذهان من وجود تاريخ طويل من الاختفاء القسري وعمليات القتل خارج القانون. . ونظراً لأن الجيش الهندي فعلاً فوق المساءلة القانونية فإن جنوده يمارسون جرائم فظيعة من الاغتصاب والتنكيل بالنساء في ظل شعور بالأمن من المساءلة والمحاسبة، ولذلك لم يحصل حتى الآن أن وجهت لأحد تهم بارتكاب جرائم حرب. فى العام 2004 تحركت النسوة فى ولاية مانيبور في أقصى شمال شرق الهند، واللواتي يتعرضن بشكل دائم للاغتصاب من قبل أفراد الجيش الهندي، ونظمن تظاهرة كانت الأكثر صدماً والأشهر على الإطلاق بين كل التظاهرات الشعبية – حيث تجردت مجموعة مما يزيد قليلاً عن عشرة نساء تقريباً، تتراوح أعمارهن بين الثامنة والثمانين، من ملابسهن تماماً وتجمعن أمام المقر المحلي للجيش الهندي وهن يحملن لوحات كتب عليها شعار تعنيفي ساخر يقول “تعالوا واغتصبونا”. كانت تلك التظاهرة الاحتجاجية قد نظمت للتعبير عن سخط النساء في الولاية على ما جرى للناشطة الهندية ثانغجام مانوراما التي مُثل بها وأعدمت بعدما تعرضت لاغتصاب جماعي يعتقد بأن مرتكبيه كانوا عناصر من مجندي كتيبة بنادق آسام السابعة عشر. رغم تعرض نظرائهن في كشمير لممارسات مثلها، بل وربما أسوأ وأبشع منها، إلا أنهن لا يجرؤن على التظاهر مثلهن لما يعشن فيه من رعب شديد. ونعلم ان الهند ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تمارس نمطاً من الاحتلال العسكري الاستعماري، من خلال منظومة تستشري فيها الرشوة وتمارس فيها التهديدات وإرهاب الدولة والإخفاء القسري، وكل ما يخطر بالبال من فظائع. وما من شك في أن الحكومة الهندية تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك. ولا يمكن لمن اراد معرفة الازمة وحقيقة الوضع فى كشمير ومعاناة اهلها ان يلم بالتفاصيل دون ثمة حاجة لرؤية الصراع من خلال منظور تاريخي، وهو الصراع الذي تمخضت عنه حربان بين الهند والباكستان وإجراءات قمع داخل الإقليم يشيب لسماع فظاعاتها الولدان .
الوسومكشمير محمد عبد الله
شاهد أيضاً
قضية كشمير ترى النور في الأمم المتحدة…بقلم رابح بوكريش
قال الراحل محمد على جناح ـ مؤسس دولة باكستان، وأبو الشعب الباكستاني ـ أن كشمير …