الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

لا شغل ولا حرية ولا كرامة وطنية دون #ثورة_تصحيحية

بقلم: صلاح الداودي |

قد يحدث قريبا… حذار من تحويل الانتفاض إلى فوضى سلبية… حذار من التسليم بنظام الفوضى المفتعلة وعدم مواجهتها، من الادانة إلى التحدي إلى إثبات الهدف الثوري وفرضه على الواقع

مختلف المعطيات التي حاولنا الحصول عليها من عدة مناطق لفهم ما يجري تقول انه خليط وما يجمعه هو الغضب، من الثائر السياسي إلى الغاضب الرياضي إلى الناقم الاجتماعي إلى صاحب المآرب الخاصة إلى عشاق المشاهد الساخنة من كل الأنواع.

 

من المعروف ان الغضب يمكن أن يكون ثوريا ومن الممكن ان لا يكون. ولكن لا أحد يستطيع أن ينظم كرنفالا على مزاجه، إلا إذا أنجز هدفا شعبيا فينتظم المزاج العام من تلقاء نفسه.

 

ما بين 17 ديسمبر و14 جانفي 2011 رأينا، بل عشنا كلنا كل المظاهر الغاضبة بما فيها أعمال الهجوم على كل ما يمثل السلطة واعمال افتكاك كل ما يمكن أن يمثل الثروة. بالطبع لا نستعمل هنا مصطلحات موجهة مثل مهاجمة الدولة وسرقة الممتلكات وغيرها لأن هذه المصطلحات البوليسية المسيسة لا تستقيم الا عندما نتحدث عن جماعات إجرامية موصوفة واضحة لا تهدف إلى التغيير ولكن تهدف إلى تثبيت ما يسمى استقرار الحكم لأصحابه مقابل ما يسمى فوضى، عن قصد أو عن غير قصد. غير أن المشهد الذي طغى على 2011 هو مشهد الغضب الثوري على النظام وكان ذلك واضحا من حيث ترابط حلقات الاحتجاج في كل الأوقات وانتظامها في إطار شعارات ومطالب واضحة ولا تكاد تغيب عن التظاهرات وترافق ذلك مع حضور ميداني لوجوه نعرفها ونتواصل معها ونحن جزء منها.

 

في الحقيقة، ومن الناحية العلمية لم توجد ثورة في التاريخ لم تشهد احداث انقلاب واحداث دفع داخلي وخارجي واحداث عنف من جميع الأنواع ولم توجد ثورة لم تحدث فيها فوضى بالمعنى الايجابي. ولكن الفارق بين الفوضى الايجابية والفوضى السلبية وبالتالي الفارق بين اتجاه الثورة وبين الفوضى المحض هو تمكن الثورة من تنظيم نفسها والخروج في مشهد واحد إلى وضع جديد وتخبط الفوضى في وضع واحد ونهايتها دون أي نتيجة.

 

في الواقع أيضا وبعد سنة 2011 وفي سياق الاستراتيجيات الجديدة الهجينة والبديلة وماهو عن بعد والتي دخلت مجال الأمن والوسائط الإلكترونية وادوات التحريك والتحكم والسيطرة ووسائل الاصطناع والتزييف والتحريف والتوجيه والتلوين … لم يعد من الممكن إنجاز اي ثورة دون أن تدخل عليها عناصر التوظيف المستجد ومن بينها العامل الإرهابي بتمظهراته غير التقليدية والعامل الاجرامي المنظم بمختلف اجنداته السياسية المحلية والاقليمية والدولية. فكل ثورة الا وترافقها الفوضى المراقبة والمحررة وكل فوضى أيضا يمكن أن ترافقها قوة ثورة وتقلبها إلى ضدها أي تحولها إلى ثورة.

 

داخل كل هذا، يوجد حل بسيط جدا لغلق باب اللغط وتحمل مسؤولية المواجهة وتصعيدها أو غلق باب الأحداث والانفصال عنها. وهو النزول المنظم إلى الشارع بعنوان واضح وبرنامج واضح. وقتها سيتوضح اذا ما كان الناس على استعداد للانتفاض الجماعي العام والشامل وتبني رؤية الشارع المنظم ودفعها إلى الأمام أم لا. غير أن الصعب وغير البسيط مطلقا هو تحويل التظاهر المنظم والواضح والمسؤول الذي يريد أن يتحول إلى انتفاض شامل، تحويله إلى فوضى والضغط عليه بوسائل إحداث الثغرات والتشويهات وتحريك آلة الاجهاز على الفعل الثوري وادانته والاطاحة به. وهذا قابل للوقوع قريبا وفي كل وقت.

 

هذا وعلى الجميع، نقصد من يعنيه أمر التغيير، الانتباه الجيد إلى ما يلي: غالبية الناس لا تؤمن انه بإمكانها الحصول على حقوق ما، لها ولكل المجتمع من داخل برامج سياسية معارضة، ويرى كل حقه فيما يقع تحت أعينه وبيديه وبأي طريقة. هذه معضلة كبرى لا تحل إلا ببناء وعي عام وطني ومقاوم داخل معاقل ومحتشدات القتل الممنهج للعقول والقلوب والحيوات.

 

أما عن نظام الحكم الحالي فهو عدوان حقيقي على الوطن والشعب وهو اكبر تخريب واكبر كلفة تدمير للبلد على كاهل عموم الشعب، تدمير للدولة بكل مقدراتها المادية والمعنوية وآثار هذا النظام أخطر واكبر وأكثر ضررا من ألف انتفاضة ومن الف انقلاب ومن الف ثورة. ان مثل هذه الحكومات جريمة دولية منظمة في حق تونس؛ جريمة دولية وإقليمية منظمة في حق الوطن والشعب؛ جريمة ينفذها الوكلاء المرتزقة نيابة عن أعداء الوطن المحليين والاقليميين والدوليين وهم ذاتهم اعداء الامة وأحرار الإنسانية. وبإمكانك ان تعتبر انها جريمة شاملة: من الجريمة الانتخابية التي خلقت هذا الوضع إلى الجريمة الوجودية التي تهدد كيان الوطن.

 

أما الرئاسة وبقية مؤسسات السلطة المرتبطة بالبرمان والحكومة والهيئات الأخرى فكلها أصبحت حقيقة حجر عثرة أمام التغيير والإصلاح بما انها أصبحت وبصرف النظر عن تضاربها أو توافقها، أصبحت آخر معاقل حماية الاستعمار والتبعية والإرهاب والفساد والتجويع والتطبيع.

 

لا ينفع تحوير ولا حوار مع حكومات الاستعمار.

لا ثورة ولا انتصار ولا سيادة دون تنظيم وبرنامج وقيادة.

لا أمل ولا مستقبل دون تيار وطني مقاوم.

لا إنقاذ دون انتفاض.

من أجل #حركة_وطنية_مقاومة

من أجل تنفيذ #برنامج_حكم_وطني_سيادي للإنقاذ

إن كلفة الانتفاض أقل بكثير من كلفة التدمير الممنهج لعشر سنوات وربما لعشرية ثانية.

لا صلح مع نظام الاستعمار والتخريب والتبعية والإرهاب والفساد والتجويع والتطبيع.

لا عودة لنظام الاستعمار والاستبداد والاستعباد والفساد.

 

شاهد أيضاً

كتب صلاح الداودي: ندعو الغنوشي للاستسلام الهادئ

  كان الغنوشي وأتباعه ينوون دفع النهضة إلى النهاية في الشارع أو عن طريق الشارع …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024