الجمعة , 29 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

“لا قمم عليها القيمة من دون سورية”…بقلم: د.تركي صقر

إذا سارت الأمور كما هو مقرر فإن القمة العربية الاقتصادية ستعقد في بيروت هذا الشهر وبعدها ستعقد القمة العربية الدورية العادية في الشهر الثالث في تونس وتنشغل أوساط بعض الأنظمة العربية الرسمية بجدل مطوّل حول توجيه الدعوة إلى سورية لحضور هاتين القمتين وعودتها إلى العمل العربي المشترك بعد سبع سنوات عجاف من قرار تجميد عضويتها في الجامعة العربية في تشرين الثاني عام 2011 نتيجة انحراف الجامعة عن الحد الأدنى من دورها القومي المنوط بها، وتحولها إلى أداة طيعة في خدمة مخططات التفتيت والتدمير الغربية.
وبينما يحتدم الجدل والنقاش لدعوة سورية إلى الجامعة العربية ممن تبارى بعضهم بالأمس القريب وزايدوا على بعضهم بعضاً في المطالبة بتجميد عضويتها لا يلقى كل هذا الصخب الدبلوماسي والإعلامي اهتماماً من المعنيين في دمشق التي مضت بإصرار وتصميم لا مثيل لهما لاستكمال هزيمة جحافل العصابات الإرهابية على أراضيها وتحقيق الانتصار التام عليها من دون الالتفات إلى الذين باعوا أنفسهم وثرواتهم وعروبتهم للأمريكي والإسرائيلي ودعموا بالمال والسلاح بلا حدود جرائم وفظائع الإرهابيين.
ومع الأسف تحولت الجامعة العربية عندما غابت عنها سورية إلى هيكل كرتوني فارغ همّه تقديم التنازلات للكيان الصهيوني والانقلاب على ميثاقها وأسس وجودها وغدت منصة لمحاصرة أي مقاومة، أو مشروع مقاوم، أو مشروع ثقافي مناضل، أو أي شكل من أشكال التنوير ومواجهة التخلف وليصل الأمر بها إلى أن تتخذ قراراً يسمح لصواريخ «ناتو» بأن تدمر الدولة الليبية ومؤسساتها ومن ثم أن تمزق الشعب الليبي ومضت في جريمة قتل السوريين إلى النهاية وتمضي في قتل اليمنيين وتدمير دولتهم والفتك بأطفالهم.
وأخيراً فإن سورية ليست متلهفة للعودة إلى جامعة عربية في حال ظلت ألعوبة بأيدي البعض ممن باعوا القضية بأبخس الأثمان، وسورية لا تستجدي حضوراً في هذه القمة أو تلك ولا تنتظر موافقة من أحد كي تستعيد مقعداً هنا أو كرسياً هناك، لأن سورية هي الحجر الأساس في المعادلة العربية، ولقد أثبتت ذلك طوال وجودها في الجامعة وخلال كل القمم التي عقدتها الجامعة منذ إنشائها وكانت فيها نبض القضية المركزية وضميرها الحي وحالت دون التفريط بها, ورغم كل ما جرى فإنها لا تتأخر ولن تتأخر عن المساهمة بأي عمل عربي مشترك فاعل وحقيقي وتدعو الجميع إلى كلمة سواء تأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن المشروع الإرهابي الذي تورط به البعض قد هزم على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وشعبها وأن أي قمة من دون سورية وألق انتصاراتها التي سطعت على الجميع لا قيمة لها على الإطلاق.
tu.saqr@gmail.com

 

شاهد أيضاً

كتب د. تركي صقر: إفريقيا تتحرر

كشفت الانقلابات التي حدثت في القارة الإفريقية وآخرها انقلاب الغابون أن زمن الاستعمار قد ولى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024