الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

 لبنان..اليوبيل الذهبي للاستقلال المزيف!!

مع ذكرى حصوله على الاستقلال في 22 نوفمبر1943(رحلت القوات الفرنسية بعد 3 سنوات؟)، يشهد البلد ولأكثر من شهر ثورة عارمة ضد الطبقة الفاسدة التي تتحكم في مقدرات الشعب على مدى عقود، فهل يفلح في ازاحة هذه الطبقة المتجذرة في الفساد بفعل النظام الطائفي؟ .

بلد لم يعرف طعم الاستقلال منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي،  يتحكم الآخرون في مصيره بالترغيب أو الترهيب،  بفعل الحروب الأهلية غادره معظم أبنائه، حملوا هموم الوطن إلى بلاد الغربة يعيشون التيه، أما من تبقى فان غالبيتهم يتاجرون بالوطن أعلنوا عمالتهم للعدو، لم تعد تهمهم العروبة ، تنكروا للثقافة الإسلامية، نزعوها من عقولهم، فصاروا مجرد كيانات حية، يتسابقون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، سرقوا جهد المواطن الكادح الذي لم يعد باستطاعته تامين رزقه، يختلق النواب الذرائع، يمددون لأنفسهم كيفما يشاءون، ليظلوا أسيادا محصنين بقانون القوة التي يمتلكونها.

لبنان يتحكم فيه القاصي والداني بالهمز واللمز وعن بعد وفق الظروف، ويتبجح مسئوليه بأنه بلد مستقل! فعن أي استقلال يتكلمون؟ تمر أيام وأشهر دونما رئيس للحكومة أو رئيس للجمهورية، مجلس نيابي معطل، لا يقدمون على فعل شيء ولو كان بسيطا إلى أن تتم الطبخة بين اللاعبين الإقليميين.

اطلقوا عليه سويسرا الشرق وبدلا من ان يزدهر البلد ويعمه الرخاء، لكنه تحول الى ساحة صراع للقوى الاقليمية العربية، اجتاحه كيان العدو وسيطر على اكثر من نصف مساحته ومنها العاصمة وبتواطؤ بعض اطراف الصراع  المحلي (الحرب الاهلية التي استمرت 15عاما)تمكن العدو من اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، وتم توقيع اتفاق الذل والعار بين لبنان الكتائبية والكيان المحتل في السابع عشر من مايو 1983 وبفعل القوى الوطنية تم الغاء الاتفاقية في 5 مارس 1984.

اللبنانيون يعيشون أعواما حالكة السواد بفعل تصرفات ساستهم، التي تنم عن عدم قدرتهم إن لم نقل رغبتهم في تلبية احتياجات المواطن والحد من التدخل الخارجي في الشأن الداخلي اللبناني،لم يعد لبنان بلدا موحدا بل 18دولة أو يزيد حسب طوائفه ومذاهبه. كل زعيم طائفة يتنازل لابنه عن الزعامة(توريث) وكأنما الطائفة قطيع من الحيوانات الاليفة يسوقه حيث يشاء، وان حاول احد من الرعية عدم الانصياع للزعيم اعتبر محرضا على اختلاق الفتن بين ابناء الطائفة والسعي الى شرذمتها لئلا يكون للزعيم(السياسي المتدين) منافس، وللأسف فان غالبية زعماء لبنان لا يزالون يدينون بالولاء التام لمستعمر الامس فرنسا، ويقصدون باريس (ويطوفون بالبيت العتيق-قصر الاليزيه)عند الحاجة، ليس للمشورة بل لتلقي الاوامر بالخصوص، ثلاثة ارباع القرن ولا يزالون قصّر ان لم نقل فاقدي اهلية.

يعتمد لبنان كليا على السياحة والمعونات الاقتصادية التي عادة ما يذهب جلّها الى جيوب الزعماء،  مشاكل الكهرباء لم تحل بعد رغم صرف الملايين من الدولارات، هناك اكثر من 200الف عاملة غالبيتهن من التبعية الاثيوبية، يعملن كخدم منازل لكبار الساسة ورجال الاعمال، الذين يعيشون حياة الرفاهية ولا يدفعون الضرائب للدولة ما جعل الدين العام يتراكم عاما بعد اخر ليجاوز المائة مليار دولار، الانهار اصبحت مجرى لمخلفات المصانع فتلوثت المياه الجوفية، والشواطئ فلم تعد صالحة للاصطياف، القمامة تكدست بمختلف الشوارع والميادين فأصبحت احد المعالم للبنان المعاصر.

بينما مياهه الاقليمية(الجرف القاري) بها احتياطي هائل من النفط والغاز لو استغلت لتم القضاء على العجز المالي، وساهمت الايرادات في تحسن الاوضاع المعيشية بإقامة المشاريع الانتاجية والخدمية.

 

شاهد أيضاً

قمة الرياض المزدوجة…ما الذي سينبثق عنها؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

كثيرة هي القمم العربية والاسلامية حول الامتين, ولكن هل استطاعت تلك القمم رغم امكانيات دولها …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024