المؤكد ان السيد الدبيبة يماطل في تسليم السلطة الى حكومة الاستقرار بحجة ان حكومته مستمرة في عملها الى موفى شهر يونيو المقبل وفق الاتفاقيات الدولية، لو اخذنا بهذا المبدأ هل سيتخلى الدبيبة عن السلطة؟ شطحاته الاعلامية بشان عزمه اجراء انتخابات برلمانية خلال المدة المحددة ، نجزم ان الوقت لم يعد يتسع لإجرائها، وحتى لو قام الدبيبة بأجرائها فهي في احسن الاحوال لن تجرى الا بالمناطق الغربية التي لا يسيطر عليها بالكامل، انفق مئات المليارات من العملة المحلية، لأجل شراء ذمم زعماء الميليشيات للوقوف الى جانبه، المركبات العسكرية تجوب شوارع العاصمة على مدار الساعة تخوفا من حدوث اشياء طارئة.
منتديات جماهيرية في اكثر من ساحة بالغرب الليبي تعلن مساندتها للدبيبة وتخون كل من يريد ان يلم الشمل ويعيد اللحمة الوطنية، اكثر من اسبوعين والتنقل عبر الجو بين شرق البلاد وغربها مغلق بفعل اوامر الدبيبة؟ تصرفات غير مسؤولة لإنسان يرغب يوما في ان يكون رئيسا لكل الليبيين.
المشكلة في ليبيا انه لا يوجد بها رئيس منذ قيام الثورة قبل 11 سنة، من توالوا على السلطة (الاخوان المسلمون ومن يدور في فلكهم)لا يريدون رئيسا للبلاد ليتصرفوا كما يشاؤون وفي احسن الاحوال تحت الضغوط الشعبية والدولية يرغبون في اختيار الرئيس من البرلمان حيث بإمكانهم تقديم الرشى لتنصيب من يحقق لهم مصالحهم المتصاعدة، الرئيس المنتخب شعبيا في اضعف الاحوال اذا تفاقمت الامور يملك بعض الصلاحيات ومنها فرض الاحكام العرفية، وحل البرلمان وتقديم المفسدين والمخلين بالأمن العام الى العدالة والدعوة الى انتخابات جديدة.
إهدار الاموال لن يوصل الى نتيجة ، ارتفاع سعر النفط يجب ان يكون له مردود ايجابي على اسعار الواردات، لكن الذي يحدث هو العكس ، ارتفاع فاحش في اسعار السلع الاستهلاكية لم يسبق لها مثيل ، زيارته لمخازن السلع المملوكة لكبار التجار (سوق الكريمية)لم تردعهم عن الكف في ارتفاع الاسعار، بل فاقمت الازمة، تناوله لبعض الاطعمة الشعبية بالسوق ليجعل من نفسه زعيما وطنيا قوبلت بسخرية وازدراء من قبل الناس، لم تعد اساليبه الرخيصة تنطلي على احد، كنا نتمنى انهاء المراحل الانتقالية ولكن الدبيبة ومن معه يصرون على البقاء بحجج واهية.
نعتقد ان المجتمع الدولي الذي يقول بانه لا يتدخل في الشأن الليبي، عليه ان يرفع اياديه، وان يترك لليبيين تقرير مصيرهم بأنفسهم بعد سنوات القتل والتشريد والدمار .
نقول للذين يضعون العصيّ في الدواليب كفاكم استئثارا بخيرات الوطن، فالناس سئمت الحروب والعيش الضنك، ولتختفي الطوابير على محطات الوقود الذي تهربه العصابات المعروفة لدى النائب العام وكافة الاجهزة الضبطية والرقابية الى خارج الوطن ، وليعد المهجرين والنازحين الى مناطقهم، وينعموا بخيرات بلادهم التي يتحكم بها الاجانب من خلال اصدارهم الاوامر بإنتاج النفط بما يتوافق وسياساتهم.
نجزم ان حكومة الاستقرار المشكلة ليست مثالية ولم تحظى بتوافق كافة الاطراف فإرضاء الجميع من المحال، ولن تملك العصى السحرية، ولكن بتسلمها السلطة ستجس نبض كافة الاطراف ومدى مصداقيتها في لم الشمل والتهيئة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، لأول مرة يوجد بالحكومة وزيرا للدفاع يمكنه التعاطي مع التشكيلات المسلحة بما يحقق الامن والاستقرار للبلاد…. وحدة البلاد على المحك فليغتنمها الخيرون من ابناء الوطن.