الأحد , 22 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ماذا ننتظر وينتظرنا؟…بقلم هبا علي أحمد 

ماذا ننتظر؟ ولماذا ننتظر؟ وماذا ينتظرنا؟.. وغيرها الكثير من التساؤلات التي تبقى مُعلقة من ‏دون إجابات كافية ووافية وموسعة، وكلها مرتبطة بالانتخابات الأميركية المُرتقبة غداً.. فسواء ‏فازت الديمقراطية كامالا هاريس أو فاز الجمهوري دونالد ترامب فالنتيجة واحدة، عداء مُطلق ‏للمنطقة في مقابل دعم مُطلق لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والفرق بين الاثنين هو مستوى الشدّة ‏في التعامل مع منطقتنا.‏
‏.. أي بمعنى إذا فازت هاريس فالتعامل أقلّ تشدّداً هكذا يُشاع، أما مع ترامب فإن التصعيد ‏سيكون سيّد المشهد أكثر مما هو عليه الآن، وبالتالي أكثر تطرفاً وتشدّداً وتعميق الصراعات ‏والانقسامات.. وإذا فازت هاريس أو فاز ترامب، وإذا لم يمضِ الكيان في مخططاته الراهنة ‏فمن البدهي أن يُساعده الرئيس الأميركي القادم في إعادة إنتاج مخططات واتفاقات جديدة ‏بمختلف المستويات العسكرية منها والسياسية والاقتصادية بما يحقق أمن الكيان، ويضرب ‏الفوضى في المنطقة، ويعمّق انقساماتها، ويجرّ المزيد من دولها إلى معسكر التطبيع، وكل ذلك ‏لتعويض حجم الهزيمة والإذلال الذي مُنيّ به الاحتلال على مدار عدوانه على غزة ولبنان.‏
‏.. من هنا لا يمكن التعويل كثيراً على نتيجة الانتخابات الأميركية، فهي محسومة أساساً ومُسبقاً ‏لمصلحة كيان الاحتلال ولمصلحة شرعنة عدوانه على غزة وعلى لبنان وعلى المنطقة عموماً ‏ومحور المقاومة من خلال التأكيد الأميركي على مواصلة إمداد الكيان بالأسلحة ودعمه أياً ‏تكن العواقب والتداعيات.‏
على مدار الفترة الماضية دار الحديث عن وقف إطلاق النار وعن مفاوضات حوله في غزة ‏ولبنان، ودارت التساؤلات حول إن كان سيتم قبل الانتخابات الأميركية أم بعدها؟ ليتضح – ‏رغم إدراكنا ذلك- أن تلك الأحاديث والمفاوضات مُجرد مناورات وخدع، وليس مُستغرباً أن ‏نكون أمام خدعة ما بعد الانتخابات ولاسيما في ظل التحذيرات من فوضى تعقبها إذا لم يَفُز ‏ترامب، بمعنى يُصار إلى أن تنشغل أميركا بشؤونها الداخلية، وتُرحّل أمور المنطقة إلى ما بعد ‏ترتيب الفوضى، وعندها يبقى موضوع وقف إطلاق النار مُؤجلاً، هذا إن كان على القائمة ‏أساساً.‏
ورُبما لا تحدث الفوضى الأميركية ويبقى وقف إطلاق النار مُؤجلاً.. وفي الواقع سيبقى كذلك ‏حتى يشعر الأميركي بأن كيانه حقق إنجازاً ما لاسيما فيما يخص لبنان بعد الضربات ‏الموجعة والنوعية التي يتلقاها من المقاومة اللبنانية/ حزب الله، ويذهب إلى فرض وقف إطلاق ‏النار بشروطه، أما أن يُحشر الكيان في الزاوية فإن وقف إطلاق النار يكون حاجة مُلحة أيّاً ‏تكن التنازلات.. طبعاً لا ننسى أن كل النتائج والخواتيم ستصب في كل الساحات المُشاركة في ‏جبهة الإسناد لغزة والدفاع عن لبنان، لاسيما إيران لكونها الساحة الرئيسة في الصراع.‏
للانتخابات الأميركية حديث، أما الفصل والحكم فيبقيان دائماً للميدان.‏

شاهد أيضاً

ترامب ما بعد حرب غزة قد لا يكون ما قبلها…بقلم إبراهيم أبراش

قانون عام يحكم كل الأنظمة الديمقراطية وهو دورة النخبة، بمعنى تخير النخب السياسية الحاكمة مع …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024