ماذا ننتظر؟ ولماذا ننتظر؟ وماذا ينتظرنا؟.. وغيرها الكثير من التساؤلات التي تبقى مُعلقة من دون إجابات كافية ووافية وموسعة، وكلها مرتبطة بالانتخابات الأميركية المُرتقبة غداً.. فسواء فازت الديمقراطية كامالا هاريس أو فاز الجمهوري دونالد ترامب فالنتيجة واحدة، عداء مُطلق للمنطقة في مقابل دعم مُطلق لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والفرق بين الاثنين هو مستوى الشدّة في التعامل مع منطقتنا.
.. أي بمعنى إذا فازت هاريس فالتعامل أقلّ تشدّداً هكذا يُشاع، أما مع ترامب فإن التصعيد سيكون سيّد المشهد أكثر مما هو عليه الآن، وبالتالي أكثر تطرفاً وتشدّداً وتعميق الصراعات والانقسامات.. وإذا فازت هاريس أو فاز ترامب، وإذا لم يمضِ الكيان في مخططاته الراهنة فمن البدهي أن يُساعده الرئيس الأميركي القادم في إعادة إنتاج مخططات واتفاقات جديدة بمختلف المستويات العسكرية منها والسياسية والاقتصادية بما يحقق أمن الكيان، ويضرب الفوضى في المنطقة، ويعمّق انقساماتها، ويجرّ المزيد من دولها إلى معسكر التطبيع، وكل ذلك لتعويض حجم الهزيمة والإذلال الذي مُنيّ به الاحتلال على مدار عدوانه على غزة ولبنان.
.. من هنا لا يمكن التعويل كثيراً على نتيجة الانتخابات الأميركية، فهي محسومة أساساً ومُسبقاً لمصلحة كيان الاحتلال ولمصلحة شرعنة عدوانه على غزة وعلى لبنان وعلى المنطقة عموماً ومحور المقاومة من خلال التأكيد الأميركي على مواصلة إمداد الكيان بالأسلحة ودعمه أياً تكن العواقب والتداعيات.
على مدار الفترة الماضية دار الحديث عن وقف إطلاق النار وعن مفاوضات حوله في غزة ولبنان، ودارت التساؤلات حول إن كان سيتم قبل الانتخابات الأميركية أم بعدها؟ ليتضح – رغم إدراكنا ذلك- أن تلك الأحاديث والمفاوضات مُجرد مناورات وخدع، وليس مُستغرباً أن نكون أمام خدعة ما بعد الانتخابات ولاسيما في ظل التحذيرات من فوضى تعقبها إذا لم يَفُز ترامب، بمعنى يُصار إلى أن تنشغل أميركا بشؤونها الداخلية، وتُرحّل أمور المنطقة إلى ما بعد ترتيب الفوضى، وعندها يبقى موضوع وقف إطلاق النار مُؤجلاً، هذا إن كان على القائمة أساساً.
ورُبما لا تحدث الفوضى الأميركية ويبقى وقف إطلاق النار مُؤجلاً.. وفي الواقع سيبقى كذلك حتى يشعر الأميركي بأن كيانه حقق إنجازاً ما لاسيما فيما يخص لبنان بعد الضربات الموجعة والنوعية التي يتلقاها من المقاومة اللبنانية/ حزب الله، ويذهب إلى فرض وقف إطلاق النار بشروطه، أما أن يُحشر الكيان في الزاوية فإن وقف إطلاق النار يكون حاجة مُلحة أيّاً تكن التنازلات.. طبعاً لا ننسى أن كل النتائج والخواتيم ستصب في كل الساحات المُشاركة في جبهة الإسناد لغزة والدفاع عن لبنان، لاسيما إيران لكونها الساحة الرئيسة في الصراع.
للانتخابات الأميركية حديث، أما الفصل والحكم فيبقيان دائماً للميدان.
الوسومالانتخابات الرئاسية الامريكية هبا علي أحمد
شاهد أيضاً
ترامب ما بعد حرب غزة قد لا يكون ما قبلها…بقلم إبراهيم أبراش
قانون عام يحكم كل الأنظمة الديمقراطية وهو دورة النخبة، بمعنى تخير النخب السياسية الحاكمة مع …