الجمعة , 29 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

“مارين لوبان” والعقدة التاريخية من الجزائر ..

في خضم الاحتفاء بالذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال والحرية بالجزائر والحدث البارز بعودة أربعة وعشرين من رفاة شهداء المقاومة الشعبية الذين وريوا تراب وطنهم الذين ضحوا من أجله وسقوا أرضه بدمائهم ، لم تستوعب السياسية الفرنسية المتطرفة وريثة أباها في الجبهة الوطنية الفرنسية ( اليمين المتطرف ) وراحت تنفث سمومها بتغريدة على صفحتها – مرفقة بالمقال – أثارت غضبا واسعا لدى الجزائريين خاصة بتوقيت تصريحها حيث أعابت على المسؤولين الجزائريين طلبهم الاعتذار عن الماضي الاستعماري الفرنسي لتغطية الواقع المزري لاقتصاد منهار و شباب ضائع بعد ستين سنة من الاستقلال عن فرنسا …؟؟؟!!!.اذا تصريح وتغريدة لمرشحة اليمين المتطرف للرئاسيات الفرنسية لسنة 2017 وصاحبة المرتبة الثانية بعد الرئيس الحالي ” ايمانويل ماكرون ” بوقاحة و تدخل سافر .

اذا تعالوا معي لنبحث قليلا ونفهم كثيرا خلفيات تغريدتها المثيرة لأنه إذا عرف السبب بطل العجب كما يقال ونبدأ بـ “مارين لوبان” التي أزاحت والدها ” جان ماري لوبان ” من رئاسة الجبهة الوطنية سنة 2011 ، هذا الوالد ذا التاريخ الأسود والاجرامي الذي شارك في حرب الجزائر بين سنتي 1956 و 1957 في فرقة المظليين إلى جانب المجرم” بول أوساراس ” –جنرال حرب فرنسي بالجزائر معروف باستخدامه التعذيب الوحشي – و مارس معه التعذيب وحول فيلا بمنطقة الابيار بالجزائر العاصمة الى مقر تعذيب وكان يرش ضحاياه من المدنيين الجزائريين بالبنزين قبل أن يتلذذ بإشعالهم بشعالة سجائره – رغم انكاره ذلك في عديد القضايا التي رفعت ضده – وقد كتب ” لوبان” ما يدينه في مذكراته بالقول : “الجيش الفرنسي كان قد عاد من الهند الصينية حيث شهد فظائع مروعة تفوق التصور ليبدو أمامه انتزاع الأظافر عملا إنسانيا (…). مهمتنا كانت وضع حد لهذه الفظائع، لذلك، نعم لجأ الجيش الفرنسي إلى هذه الممارسة من أجل الحصول على معلومات خلال معركة الجزائر، لكنه استخدم أقل الأساليب عنفا قدر الإمكان ومضى يقول “كان هناك الضرب والصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق لكن دون أي بتر” انتهى كلام والد” مارين لوبان” المجرم الذي يفتخر دون حياء بماضيه الاستدماري ومن هنا نفهم جليا الخلفية والحقد الدفين والعقدة التاريخية لهذه العائلة على الجزائر شعبا وحكومة وماقاله المحامي ووزير العدل السابق ” اريك دوبان مورتي ” لمارين لوبان” أحسن دليل حيث قال: ” أباكي في تطرفه تولى اليهود وأنتي تتولين الان المسلمين ”
نعم هذه هي الخلفيات للتطاول من المتطرفة “مارين لوبان ” التي ليس لكلامها إجماع بفرنسا ففي عملية سبر للاأراء قامت بها “جريدة لوفيغارو”على صفحتها الرسمية مؤخرا – قبل أسبوع من الآن – شارك فيه 183 ألف مصوت كانت نتائجه 77 بالمائة من الشعب الفرنسي مع الاعتذار عن الماضي الاستعماري لفرنسا و23 بالمائة ضد الاعتذار وهذا هو اللوبي الاستعماري وأذياله بكل مكان ، حيث يستمر هذا اللوبي في مواقفه المخزية والمتطاولة على الأحرار أحفاد المجاهدين الشرفاء والمتعارضة مع كل قيم الإنسانية ، وما مواقف ” ماري لوبان ” الا لتزيد الجزائر شعبا وقيادة إصرارا على مسار المطالبة بكل ما يريح شهداء الجزائرويثلج صدور الشعب الجزائري ، وينصف ذاكرتنا التاريخية، على غرار استعادة جماجم المقاومين بعد 170 عاما من الحجز القسري ، والتي تمثل رسالة متجددة لكل أصحاب الحقوق بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب، وأن المقاومة متوارثة جيلا بعد جيل .

نعم حقيقة الجزائر الجديدة التي انتخبت رئيس جديد وخلعت جذور عصابة مافيو سياسية ومالية بعد حراك الشعب الجزائري في 22 فيفري 2019 ، ورثت اقتصاد مدمر من طرف تلك العصابة التي تربطها مع ” مارين لوبان ” علاقات صداقة متينة اختارت هذه العصابات ضخ ملايير من الدولارات والاوروهات بالبنوك الفرنسية لإنقاذ الاقتصاد الفرنسي الذي سينهار حتما دون الأموال الجزائرية والإفريقية واستفادت فرنسا من الخيرات الجزائرية في وقت عصابة نهبت اقتصاد الجزائر دون رحمة واشترت به الذمم وهجرت الشباب لتبقى بالحكم وتستمتع بخيرات الوطن وأما الشباب الجزائري اليوم فمنذ حراكه المبارك كما سماه الرئيس الجزائري المنتخب ” عبد المجيد تبون ” استعاد الثقة من جديد وتقلصت الهجرة غير الشرعية لأقل مستوياتها وبدأت الجزائر الجديدة تتنفس الصعداء .

وأخيرا ماذا تريد أن تقنعنا هذه المتطرفة أو تقنع نفسها أو بقية العالم بأن استعادة السيادة الوطنية و الاستقلال شيء سيء ..؟ وعليه نحب أن نرى أونسمع من “مارين لوبان” ماذا لو بقيت فرنسا تحت وطأة الاستعمار الألماني النازي ؟؟ ونريد أن يعلم الشباب الفرنسي الذي لا يزال يعطي صوته لهذه الجبهة ورئيستها المتطرفة ما كان عليه تاريخ والدها الدموي ، ما يحول أبدا دون تولي هذه المتطرفة رئاسة فرنسا لأنها تبقى في نظر كثير من الفرنسيين والأربعة ملايين جزائري بفرنسا ابنة المعذب والمعادي والذي عنده فوبيا وعقدة من الجزائر بالرغم من محاولاتها واتصالاتها بلوبيات يهودية أمريكية – أيباك – في أوج حملتها الانتخابية ووعدها لهم بتطهير فرنسا و أوروبا من العرب والمسلمين في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية التي أقفلها عليها الرئيس” ماكرون ” بالاستثمار في التنوع اللوني و العرقي والثقافي لفرنسا .

 

شاهد أيضاً

على مشارف الذكرى السبعون للثورة الجزائرية: وزارة المجاهدين تنظم ملتقى الذاكرة واشكالية كتابة التاريخ الوطني…بقلم ياسين شعبان

يُكتب (بضم الياء) التاريخ في جانب منه من الذاكرة وكلما نشطت الذاكرة وأبدت القدرة على …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024