الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ماهو مؤشر السياحية الترابية لتقييم الترابات السياحية؟ “Indice de touristicité territoriale” …بقلم د. فتحي بوليفه

تسعى الترابات لتحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية من خلال تثمين مقوماتها الطبيعية و البشرية في عدة قطاعات إنتاجية عصرية مثل السياحة، لذلك ابتكر بعض الخبراء في الاقتصاد و بعض المؤسسات المتخصصة في النشاط السياحي بعض النماذج و الطرق و البرمجيات لتقييم السياحية للتراب، مثل مؤشر السياحية الترابية. فماهي خصائص هذا المؤشر؟ و كيف يتم استعماله؟

1- مؤشر السياحية الترابية

برز مؤشر السياحية الترابية Indice de touristicité territoriale)) عن طريق “نادي المؤشرات” Club indicateurs)) الذي ينتمي لديوان السياحة الفرنسية منذ سنة 2013 الذي أنجز منصة رقمية أو برمجية تسمى “بيلوت” PilOt “نموذج” سنة 2019 تهدف إلى مساعدة دواوين السياحة على:

  • المقارنة بين نتائج برامجها لتحسين المردود السياحي
  • المقارنة بين نتائج البرامج التنموية للترابات
  • المساهمة في تكوين معيار موحد
  • حصول كل تراب على مؤشر السياحية الترابية (ITT)
  • تثمين وزن و نوعية و نجاعة الشبكة السياحية
  • تحديد مسار لتنمية النشاط السياحي

تستفيد الدواوين السياحية التي شاركت و أدرجت معطياتها في هذه البرمجية بالحصول على مؤشرات ترابية تمكنها من معرفة المقومات السياحية لتراباتها. تنتج هذه البرمجية عدة مؤشرات مثل ((ISEC) Indicateurs Socioéconomiques Clefs)): المؤشرات الاقتصادية و الاجتماعية المفاتيح التي تساعد على الحصول على مؤشر السياحية الترابية (ITT).

مؤشر السياحية الترابية هو مؤشر تأليفي يتراوح بين 0 و 100. يقيس الموارد السياحية لتراب ما. يتم احتسابه انطلاقا من 103 خاصية حول أربعة محاور: العرض السياحي للإقامة، العرض السياحي للجولات، جاذبية التراب و النفاذية.

يلخص مؤشر السياحية الترابية تنوع الأبعاد السياحية للتراب. يمكّن هذا المؤشر من قياس الضغط السياحي على التراب و معرفة إنتاجية الأسرّة المستغلة في النزل أي عدد الليالي المقضاة. يمكّن هذا المؤشر من قراءة مختلفة للمقومات السياحية للتراب للتوجه نحو تمش جديد للتنمية السياحية ترتبط بالواقع السياحي لهذه الوجهة.

تستعمل دواوين السياحة موارد بشرية و موارد مالية لتنمية السياحة في التراب حتى يكتسب التنافسية القصوى. مع ذلك يتدخل عامل إنتاج ثالث في هذه العملية، انه التراب في حد ذاته و مقوماته السياحية. لقيس تلك المقومات و جاذبيتها نستعمل مؤشر السياحية الترابية.

اعتمد هذا المؤشر على نموذج القدرة التنافسية السياحية لريتشي Ritchie و كراوتشCrouch  2003. من خلال أربعة أبعاد تتلخص في جاذبية و نفاذية التراب و عرضه السياحي للإقامة و سياحة الجولات تتفرع عدة عوامل أخرى يتم إدراجها في برمجية بيلوت مثل طاقة الإيواء، عدد المواقع السياحية، عدد المسافرين عبر الجو و البحر و البر… و يتم إسناد نقاط لكل هذه التجهيزات و المواقع لتقييم حالة الموارد السياحية للتراب ثم يقع تصنيف الترابات حسب عدد النقاط على النحو التالي:

محرار سياحية الوجهة

تكمن أهمية هذا المؤشر في التعرف على نقائص بعض الترابات السياحية و محاولة تقييمها لوضع استراتيجيات لتثمين المقومات غير المثمنة أو المستغلة جزئيا أو سيئة الاستغلال. أحيانا نلاحظ وجود ترابات تتحصل على نفس مؤشر السياحية، لكن المردودية الاقتصادية تختلف بينها، عندها وجب تحديد أسباب تلك الاختلافات و العمل على تحسين تلك المردودية في الترابات الأقل نشاطا و مردودية.

2– تقييم المقومات السياحية لمدينة فاس المغربية من خلال مؤشر السياحية

لتقييم المقومات السياحية لمدينة فاس المغربية من خلال مؤشر السياحية تم الاختيار على النموذج الذي اقترحه خبراء “أليانس” Alliance 2014 الذي يرتكز على دمج أربعة مكونات هامة لتثمين التراب سياحيا وهي:

  • المردودية الاقتصادية،
  • طاقة و جودة الاستقبال،
  • المحيط الطبيعي، التجارة، الصحة و الأمن
  • جودة الحوكمة المؤسساتية
 

مؤشر السياحية الترابية

المردودية الاقتصادية
طاقة و جودة الاستقبال
المحيط الطبيعي، التجارة، الصحة و الأمن
جودة الحوكمة المؤسساتية

2-1- منهجية البحث

اعتمد الخبراء في هذه الدراسة على البحث الميداني و تحليل 150 تعليق لسياح زاروا هذه الوجهة بين شهريْ أفريل و جويلية 2017 (عن طريق مواقع شبكة الأنترنت) ثم تم تحليل هذه التعاليق نوعيا لمعرفة المميزات السياحية لهذه المدينة. في البداية تمت معالجة هذه المعطيات إحصائيا بواسطة برمجتيْ Tropes و Iramuteq، ثم المعالجة اليدوية للتعرف على المقومات التي استقطبت السياح.

لتقديم النتائج تمت في مرحلة أولى دراسة المعطيات حسب المحاور الأربعة سابقة الذكر ثم الدراسة الإجمالية لكل التعاليق.

2-2- نتائج البحث

خلصت الدراسة إلى أن العينة التي تم اعتمادها في التعاليق سالفة الذكر أثنت على المقومات التاريخية و الثقافية لمدينة فاس التي تقع في الوسط المغربي و شهدت تعاقب عدة حضارات، خاصة الإسلامية.

مكن التحليل الإحصائي لتعاليق السياح من استخراج 20 عنصرا رئيسيا في إعجاب السياح بهذه الوجهة. مكن تجميع مختلف هذه المعطيات من استنتاج وجود 4 عوامل لسياحية هذه المدينة و تم تقسيم 20 عنصرا على هذه العوامل الأربعة حسب نموذج التنافسية السياحية لـ Ritchie و Crouch (2000): الموارد الرئيسية لاستقطاب السياح، العوامل و الموارد الداعمة، حسن حوكمة الخدمات و المكملات السياحية.

وزن أبعاد سياحية الوجهة فاس (نتائج المعالجة الإحصائية)

المؤشرات المحتوى الحاصل التردد
المردود

الاقتصادي

التأثير الاقتصادي 345 16 % 27 %
التنافسية 229 11 %
 

 

طاقة

و جودة

الاستقبال

النقل 32 1 %  

 

 

47 %

طاقة الإيواء السياحية 234 11 %
جودة الاستقبال 151 7 %
الطاقات البشرية 121 6 %
التراث، المتاحف و التظاهرات 136 6 %
الرياضة و الترفيه 62 3 %
الأعمال و الدبلوماسية 28 1 %
الصحة و العيش الحسن 36 2 %
التسوق 11 1 %
الأكلات المحلية 189 9 %
الأرياف و المناطق الداخلية 24 1 %
 

المحيط الطبيعي، التجارة، الصحة و الأمن

الحركية التجارية 86 4 %  

15 %

جودة المحيط الطبيعي 134 6 %
جودة الصحة و الأمن 108 5 %
 

جودة الحوكمة المؤسساتية

الاستقبال في الإدارة السياحية 54 2 %  

11 %

الرؤية الاستراتيجية 112 5 %
النهوض المؤسساتي 68 3 %
ميزانية السياحة 12 1 %
المجموع 2172 100 %

المصدر: Hmioui A, Alla L, Bentalha B, (2017), « Pilotage de la touristicité territoriale au Maroc : Proposition d’un indice de touristicité pour la destination Fès », Ouvrage collectif publié par la FP Taza, 1, « édition du Colloque international entrepreneuriat, Innovation, Gouvernance et développement territorial.

يبيّن الرسم البياني التالي تفاوت وزن الأبعاد أو المحاور البحثية الأربعة التي تم اعتمادها في هذه الدراسة لتقييم سياحية مدينة فاس حيث يولي السياح أهمية كبرى لطاقة و جودة الاستقبال بنسبة 47 % من مجموع التعاليق، أما بقية الأبعاد فنسبهم أقل من 30 %. لذلك تحث هذه الدراسة على مزيد دعم المحيط الطبيعي و التجارة و الصحة و الأمن و خاصة جودة الحوكمة المؤسساتية أضعف الأبعاد نسبة (11 %)  حسب هذه العينة.

من خلال هذا المؤشر التأليفي لتقييم سياحية التراب تتفاعل و تتداخل عدة عوامل و مقومات في تحقيق التنمية السياحية التي تنعكس على كل القطاعات الاقتصادية لتحقيق التنمية الشاملة في التراب.

* أستاذ باحث في الجغرافيا بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة، جامعة سوسة

fathyboulifa@gmail.com

شاهد أيضاً

إلى متى ستتواصل مهزلة تحيل TLS والقنصلية العامة لفرنسا على التونسيين في السطو عن أموالهم للحصول على “الفيزا”؟

د.فتحي بوليفه: أستاذ-باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة كنت أسمع دوما عن تذمر المواطنين التونسيين …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024