الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ما الذي أصاب حكام العرب ومنهم تونس؟…بقلم محمد الرّصافي المقداد

كما علمنا منذ الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الاثنين 3/1/2022، بعد أن انتشر الخبر بسرعة النّار في الهشيم، باعتباره سابقة لم تحدث من قبل، وتحوّلا نوعيا للمقاومة اليمنية الأبيّة، في مجال الدفاع عن بلادها، من عدوان تحالف عربي، لا يملك دواعي حقيقية لأفعاله الإجرامية، بحق شعب عربي شقيق، استضعفوه واستباحوا بعد ذلك أرضه، ودمّروا بناه وقتلوا شعبه.

ما جدّ في السبوع الماضي، ومثّل مفاجأة لقوى العدوان، الذي تقوده كل من السعودية والإمارات، قيام عناصر عسكرية بحرية من الجيش الشعبي اليمني الشرعي من رجال الضفادع، بالسيطرة على سفينة شحن إماراتية قبالة ميناء الحديدة، واجبار طاقمها على تحويل وجهتها والدخول بها إلى الميناء، وما إن بلغ الخبر لسلطات الإمارات، حتى سارعت في محاولة يائسة، لتطويق العملية، وانقاذ السفينة من اكتشاف شحنتها، ويبدو أنها على الأرجح تحمل اشياء ثمينة، زيادة على ما على متنها من المعدّات العسكرية، وهنا أدعوا اليمنيين إلى تفتيش السفينة بكل دقة، فقد تخفي في داخلها أموالا ( ملايين الدولارات مثلا)، كتبن الحقول الذي لا عدّ له في  موسم الحصاد.

فقد جاء في بيان الخارجية المصرية أن الذي حصل من وجهة نظرها عملية ارهابية تُشكل خطرًا حقيقيًا على حرية الملاحة وسلامتها في البحر الأحمر، فضلًا عما تمثله من انتهاك سافر لقواعد القانون الدولي، داعيةً في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن السفينة.(1)

وكان منتظر ان تعبّر دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي مثل البحرين، عن تضامنها مع الإماراتذكرت الخارجية البحرينية في بيان لها، اليوم الإثنين 3/1/2022- نقلته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية- أن  ما قامت به جماعة الحوثي هو قرصنة بحرية تشكل خطرا كبيرا على حرية الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر، ويبرهن على إصرارها على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.(2)

ولم تتخلف الأردنّ عن تقديم عربون التضامن مع الإمارات فقد أدانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، بـ”أشد العبارات تعرض السفينة للقرصنة والاختطاف من قبل ميليشيا الحوثي”، مطالبة بإطلاق بـ”إخلاء (سبيل) السفينة فورا لاستكمال مسيرها”.

وكذلك أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي (تضم 57 دولة ومقرها في جدة/ السعودية)، عن “إدانتها الشديدة لعملية القرصنة والاختطاف والعمل الإجرامي”، مطالبة بـ”إطلاق سراح السفينة فورا”.

وسارعت الإمارات إلى الإدّعاء، بأنّ السفينة تحمل معدّات طبيّة ومشفى ميداني، لكنّ الحكومة اليمنية الوطنية في صنعاء، وعلى لسان الناطق باسم قواتها المسلحة (يحي سريع) أثبتوا، أن السفينة معبأة بالأسلحة والذخائر والآليات العسكرية، وقاموا بتصوير ذلك وتوثيقه مباشرة بعد رسوّها على رصيف الميناء، مثبتين كذب الإدّعاء الإماراتي.

وطبعا سارعت جوقة الدّول العربية، التي تعوّدت على استرضاء دولة الإمارات، إلى ادانة العملية – ليس لأن الإمارات على حق وهم في قرارة انفسهم يعلمون أنها معتدية وظالمة – طلبا لما ستتفضّل به خزانة آل نهيان من ملايين يقتسمونها بينهم، وهي علاوات لا تذهب إلى شعوب تلك الدّول قطعا، بل تمرّ في الخفاء، في تعاملات مشبوهة وفاسدة لو علمت الشعوب مدى انحرافها لتبرّأت منها، وعملت على إجبار حكوماتها، على الكف من أساليب بيع الشرف والضمير.

في وقت سابق الإثنين 3/1/2022، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، خلال مؤتمر صحفي، عن “احتجاز سفينة شحن إماراتية قبالة سواحل محافظة الحديدة، على متنها معدات عسكرية وتمارس أعمالا عدائية”. بينما قال المتحدث باسم التحالف العربي، العميد تركي المالكي، في بيان، إن “السفينة كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى (جنوبي اليمن)، إلى ميناء جازان السعودي، وتحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني في الجزيرة.(3)”.وعلى ذكر جزيرة سوقطرى فإن اهتمام الامارات بموقعها الاستراتيجي حملها على احتلالها والسفينة كانت متجهة هناك لإفراغ شحنتها من المعدّات العسكرية.

تورّط الامارات وانكشاف محتوى شحنة الأسلحة على متن السفينة حملها للإيعاز للناطق باسم التحالف إلى اتهام الجيش اليمني ولجانه الشعبية إلى الادعاء بانهم قاموا بنقل المعدّات العسكرية لمغالطة الرأي العام الدّولي بأن السفينة محمّلة بالأسلحة كتبرير لاحتجازها، وهذا من السخافة بما كان، تماما كما أعلنوا في وقت لاحق، بأن التحالف دمر مخازن صواريخ بميناء الحديدة، وعرض فيديو على أنه حقيقة، لكنه تبين بعد كشفه أنه مقتطع من فلم أمريكي (4)

المستغرب هنا يخصنا في تونس، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: لماذا تأخرت الخارجية ببلادنا تسعة أيّام كاملة من الحدث ( من 3 الى 12/1/2022)، للإنضمام إلى جوقة التودّد للإمارات، وتشجيعها على الإستمرار في ظلمها بحق اليمن وأهله؟ فهل إن الخارجية بمطمّ طميمها لا تعلم أولا تعي ما حدث هناك منذ قرابة الثماني سنوات؟ فذلك لا يناسب المنحى الإنساني والثوري للحكومة التونسية، بعد ثورة الحرّية والكرامة، التي ينتظر منها الشعب، أن تكون حكومته الجديدة أكثر عدالة وواقعية من العهدين السابقين، كنّا نتمنى أن تنأى بلادنا عن ممارسات دنيئة، أقل ما يقال عنها أنها لا تشرفنا أبدا، من شأنها أن تزيد من اصرار قادة تحالف العدوان على اليمن ( السعودية والإمارات) على مواصلة انتهاكاتهم وجرائمهم بحق اشقائنا اليمنيين.

ويستمر ظلم الشعب اليمني تحت عنوان الحوثيين واعتبار تصنيفهم الأمريكي الظالم جماعة إرهابية أمرا معتبرا، كما حصل لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وهي حركات وطنية صادقة، مدافعة عن شرف الأمة، وحقوقها في الحرّية والانعتاق من تبعية الغرب الإستعماري، ذو النزعة العنصرية والصهيونية.

المراجع

1 – مصر تدين اختطاف الحوثيين سفينة شحن إماراتية في اليمن

https://www.masrawy.com/news/news_publicaffairs/details/2022/1/3/2152430/

2 – البحرين تدين اختطاف جماعة الحوثي سفينة شحن تحمل علم الإمارات

https://extranews.tv/extra/category/25/topic _Extra

3 – دول عربية تدعو الحوثيين الى اطلاق سفينة اماراتية فورا

https://www.aa.com.tr/ar /2464444

4 – الحوثي يرد على فيديو للتحالف عن صواريخ بميناء الحديدة: مفبرك من فيلم أمريكي

https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2022/01/11/houthi-response-hudaidah-missiles

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024