لم تكن عواصف التحالف الاعرابي المعتدية على اليمن السعيد من أجل إتعاسه، كافية لتحقيق أهدافها الصهيو أمريكية، في احتواء الثورة اليمنية، وإلحاق الهزيمة بثوارها ، الذين قطعوا العهد على أنفسهم، بأن يتحرر اليمن وشعبه من التبعية المذلة، لذيول العمالة الخليجية للغرب المعادي للاسلام وأمته.
انقلاب الوضع في اليمن منذ فشل التحالف في مهمته الموكلة إليه، أعطى للثوار دفعا معنويا كبيرا، خصوصا عندما بدأت المعارك البرية، واظهر فيها الثائر اليمني على قلة الأعتدة لديه، قدرة فائقة على التعامل مع أعدائه، الذين جمعتهم على اختلاف جنسياتهم، صفة الإرتزاق على حساب دم الشعب اليمني، كما حصل للشعب السوري الذي عانى من ارهاب متعدد الجنسيات، وفشل الارهاب وداعميه، في تحقيق شيء ما، من شأنه أن يقدم خدمة للمشروع الغربي، في تمكين الكيان الصهيوني من مصائر شعوب المنطقة.
التحول النوعي في مجريات المعارك البرية لفائدة الجيش الوطني اليمني بلجانه الثورية، وما تعدد الهزائم التي مني بها المرتزقة، سواء كانزا من اليمنيين المغرر بهم أو من خارجه، إلا دليل على هذا التحول النوعي
معركة مأرب ستكون لها تداعيات هامة وخطيرة ليس على اليمن فقط، بل على المنطقة باسرها، وهي مفتاح رفع المظلمة عليه، ومن اعلان سقوط مأرب بايدي الجيش ولجانه، سيسقط ما أيدي المعتدين ويصطدموا بحقيقة، أنه لم يعد لهم ما يقدموه لأسيادهم، وقد بدأ هؤلاء وعلى رأسهم أمريكا، بالدعوة إلى الحل السلمي للملف اليمني، وأعداء اليمن المتسسبون في مأساته، ذهبوا الى التعبير الضمني، بأن وكلاءهم أصبحوا في عداد المهزومين.
لقد كنا متفائلين الى درجة اليقين، بأن الجيش اليمني ولجانه الثورية، سيتغلبون على تحالف العدوان عليهم، وهذا ليس غريبا على شعب، اثبت رجاله انهم من طينة فريدة، يضرب بها المثل في الصمود والصبر، ثابتون على مبادئهم ومتمسكون بحقوقهم لا يتنازلون عنها أبدا مهما كانت التضحيات، و وأحرار اليمن لا يستسلمون، ومن راهن على ذلك خسر رهانه.
تحدثت التقارير العسكرية أن الجيش اليمني ولجانه الشعبية باتوا على مقربة من مدينة مأرب، وهم يستعدون لدخولها من ثلاثة محاور(1)، وبقرب تحقق ذلك فإن قوات التحالف البرية أصبحت في وضع صعب ليس بمقدورها الاستمرار فيه، حتى لو كثف طيرانها المساند بالقصف العشوائي من غاراته.
بالتزامن مع تحرير مارب، شن الجيش اليمني هجوما جويا بالصواريخ والطائرات المسيرة، على مواقع استراتيجية في عمق دول العدوان، وكانت الاصابات دقيقة رغم التعتيم الاعلامي على نتائجها.
وقد أوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحي سريع في بيان مقتضب أن “سلاح الجو المسير تمكن بفضل الله من تنفيذ عملية هجومية على أهداف عسكرية في مطار أبها الدولي وقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط بثلاث طائرات مسيرة نوع قاصف 2K، مؤكدا أن الإصابة كانت دقيقة.
وأشار العميد سريع إلى أن هذا الاستهداف، يأتى في إطار حقنا الطبيعي والمشروع، في الرد على جرائم العدوان وحصاره المتواصل على بلدنا.
وتأتي هذه العملية بعد أسبوع من تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عملية توازن الردع السادسة والتي استهدفت بالصواريخ الباليستية والطيران المسير العمق السعودي، وقال العميد يحي سريع المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية في بيان مقتضب: بعون الله تمكنت القوة الصاروخية، وسلاح الجو المسير، من تنفيذ عملية هجومية واسعة ب 14 طائرة مسيرة، و 8 صواريخ باليستية. (2)
محافظة مارب معروفة بابار النفط والغاز فيها واحتياطيها من الطاقة كبير، وسيطرة الجيش اليمني ولجانه الثورية عليها، سيسقط ورقة استغلال تلك المخزونات، في غير صالح الشعب اليمني، وبالتالي قطع الايدي التي كانت تأمل تمويل العدوان، من الاستيلاء على تلك الابار، وبسبب ذلك ارتفع صياح شركاء العدوان الغربيين، بوقف الهجوم على مأرب، وهيهات أن يستجيب أحرار اليمن لاي نداء، وستتواصل جهود أبناء اليمن الغيارى، لتحرير بقية أراضيه وتخليصها من دنس المتآمرين.
هذا التحول النوعي المؤثر، في سير المعارك الدائرة على ارض اليمن، سوف يجني ثوار اليمن ثماره قريبا، عندما يقطف ابناءه ثمار النصر المؤزر واستسلام قوى العدوان للامر الواقع والاقرار بفشلهم وهزيمتهم، عندها سوف يكون الحساب وانتزاع حق الشعب اليمني من المعتدين.
المراجع
1- معركة مأرب وسقوط مشروع العدوان..
https://www.almanar.com.lb/7902380
2- بعد أسبوع من عملية توازن الردع السادسة..سلاح الجو المسير ينفذ عملية هجومية في عسير
https://www.almasirah.net/post/182254/