المقاومون العرب…ندرك ان امكانياتكم محدودة, وتسعون الى رفع الظلم والذل والمهانة عن الشعب الفلسطيني, الذي يرزح تحت نير المستعمر لما يقرب من الثمانية عقود, وانكم تفعلون كل في وسعكم لاسترداد الاراضي المغتصبة, سعيتم الى امتلاك الآلات والادوات والمعدات لأجل تحقيق ذلك ,ربما تعيشون شظف العيش لتوفير ما يلزم لمقارعة الاعداء ,في المقابل نشكر ايران على مساعدتها لكم بمختلف انواع الاسلحة والعتاد والذخائر وربما التدريب, ولكن ألا ترون معي ان مقارعة الاعداء وهم كثّر صعبة ولكنها ليست مستحيلة.
الحديث عن العمل على ايجاد شيء من توازن الرعب مطلوب, والعمل على تحقيقه غاية تدرك, ولكن يتأتى ذلك ببناء القوة في المجالات المختلفة ومنها الاستخباراتية, وهذه تتطلب جهود مضنية وتدريبات شاقة واموال طائلة, ربما حققتم بعض الانتصارات, وأثخنتم العدو وجعلتموه يحسب عواقب أي عمل ينوي القيام به, ربما تضعون خطوطا حمراء لأجل اخافة العدو وثنيه عن المبادأة, ولكن الاعداء كثّر وليسوا هينين ويعملون كما تعملون لأجل الفوز ,المؤكد ان امكانياتهم تفوق امكانياتكم ولكن ذلك بالطبع لا يدعوا الى الاستكانة.
ندرك ايضا كما تدركون ان الحكومة الحالية للصهاينة لا تتورع عن فعل أي شيء ,لأنها محمية من اكبر قوة على وجه الارض وهي امريكا اضافة الى بعض الدول الغربية, ولأنكم لا تريدون كما تعلنون ذلك ان تتوسع دائرة الحرب, فان الصهاينة يريدون ان يجروا كل الاطراف الى حرب, أمريكا ومن على شاكلتها تعلنها صراحة بانها تؤيد الصهاينة في كل ما يريدون فعله تحت بند حق الرد, بينما يطالبكم هؤلاء عبر ساستكم بضبط النفس لئلا تتوسع الحرب.
طوال العشرة اشهر من عمر الحرب حاولتم الا تنجروا, ربما تتغير الادارة الامريكية وبالتالي تضغط على الصهاينة ولكن خلال الفترة الماضية ألحق بكم الصهاينة خسائر فادحة في الارواح والممتلكات وبالأخص استهداف قادة سياسيين وميدانيين تركوا فراغا في التنظيم, ترى الى أي مدى يمكن الاكتفاء بالرد غير المتوازن والذي لا يرضي جمهوركم؟, المناوشات لم تفلح في ثني العدو عن القيام بأعماله الاجرامية ,القطاع على وشك السقوط الكامل عسكريا وامنيا, والدور آتِ عليكم واحدا تلو الاخر, ان يستهدف اكثر من زعيم مقاوم في بيروت في منطقة تتبع الحزب, يعني ان هناك انكشاف امني خطير, أن يقتل زعيم حركة حماس في وسط طهران يعني ايضا ان الوضع الامني الاستخباراتي في ايران هش جدا ولا يشيء الى دولة تريد مقارعة الاعداء.
لقد خذلكم اخوة الدم والدين.. الرؤساء العرب, وأداروا لكم ظهورهم, بل وللأسف ان بعضهم شارك في تجويعكم واضطهادكم, فاضطررتم الى اللجوء الى غيرهم من العجم من اجل الحصول على رصاصة او ثمنها لتحرير المقدسات التي تخلى عنها الحكام العرب.
نعتقد بل نجزم ان وضع خطوط حمر دون الحفاظ عليها, يفقدكم شعبيتكم وجمهوركم المقاوم, التلكؤ في اخذ القرار سيكون قاتلا ,لأن العدو لن يتباطأ في تحقيق مايريده,في ظل فترة الجمود السياسي بالإدارة الامريكية,انتظارا لمن يدخل البيت الابيض, وفي كل الاحوال سيكون سيد القصر صديقا للصهاينة.
لا نريد ان نثبط من عزائمكم, فانتم رجال هذه الامة وحماتها, الخطوط الحمر تعني انها معمدة بالدماء ممنوع تجاوزها أيا يكن الامر, لم يعد هناك بد (عذر)من استعمال كافة الاوراق التي تملكونها, والا فإنها ستتساقط من ايديكم كما تتساقط اوراق الخريف.