يتوقع الكثير من الخبراء أن الاتفاق الإماراتي الصهيوني الأخير وقرار التطبيع سيترتب عليه حضور وتواجد أكبر للنشاط الصهيوني في هذه المنطقة الحيوية من العالم ، سواءً على الصعيد السياسي والاقتصادي أو حتى على الصعيد العسكري، وذلك نظرا للموقع الجغرافي المهم في منطقة الخليج الفارسي ,وهذا التواجد العسكري الصهيوني لو حصل فان اول تبعاته ستنعكس على الامن الاقليمي في المنطقة , وان الامارات ستكون اول المتضررين من نتائجه , خاصة وان تصريحات المسؤولين في ايران تؤشر الى هذه الاحتمالية لان الوجود الصهيوني في اي بقعة من العالم يجلب معه الحروب والحرائق والازمات وهذا ما شددت عليه طهران في اكثر من مناسبة ومكان بيد ان حكام الامارات انساقوا وراء الاملاءات الامريكية ليضعوا مصير بلادهم على كف عفريت وليسوقوا المنطقة الى خطر داهم لايمكن التكهن بنتائجه . وبالطبع هذه الحقائق اشار اليها رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري الذي وصف الاتفاقية بين الإمارات العربية المتحدة وإلكيان الصهيوني لتطبيع العلاقات بينهما بأنها كارثة كبرى , لان هذه الاتفاقية تعرض امن العالم الاسلامي لافدح الاخطار كما حمل الامارات مسؤولية اي خطر يتهدد منطقة الخليج الفارسي جراء هذه الاتفاقية والتي تسمح للكيان الصهيوني بالتواجد في منطقة الخليج الفارسي وشدد بان ايران لن تتسامح بالمساس بامنها القومي من اية جهة كانت .
ايران اذن تتحرك وتتعامل مع الواقع الجديد بكثير من العقلانية والواقعية لان التطبيع مع الاحتلال يشكل خطرا على مصير ومستقبل العالم الاسلامي وهذا مااشارت اليه رسالة رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف الى برلمانات الدول الاسلامية حيث دعاها الى التصدي لإتفاق التطبيع بين الامارات والكيان الصهيوني , واعتبر قاليباف خلال رسائله أن اتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني يؤدي الى تضعيف كافة جهود الدول الاسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد البرلماني الدولي ,وطالب رئيس البرلمان الايراني برلمانات كافة الدول الاسلامية الى القيام بمبادرات برلمانية من اجل مواجهة ومناهضة هذا الاتفاق الذي وصفه المخزي الذي غض النظر عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وبالتالي فيجب اولا ان نتخيل حجم الدمار الهائل الذي ستخلفه مثل هذه الخطوة الاماراتية التي ستقرب التواجد العسكري الصهيوني للمنطقة الحيوية وخزان النفط في العالم مما يفسح المجال لاحتكاك او عمل عسكري في المنطقة , كما ان الامارات ستضعف الحق الفلسطيني وستقدم لكيان الاحتلال مكاسب لم يكن يحلم بها , مما ستضيع معه حقوق الشعب الفلسطيني وتضيع معه هيبة الامة ومستقبلها جراء خطوة قاتلة من هذا القبيل , ان محاولة الامارات التعالي على الحدث وعلى الرفض الجماهيري الواسع من خلال استدعاء القائم بالاعمال الايرانية في ابو ظبي هي خطوة استفزازية لايران تضاف الى عدد من الخطوات والاجراءات التي تخدم الكيان الصهيوني وتحاول عكس الصراع من الكيان الصهيوني وتوجيهه الى ايران مما يضعنا في قوس ازمة جديدة كرسها هذا التوجه الاماراتي خدمة لنتنياهو وترامب للفوز في انتخاباتهما القادمة على حساب كل القيم والمبادئ والحقوق وعلاقات الدم والجوار والمصير …….