تحل اليوم الذكرى الـ71 لمذبحة “دير ياسين”، التي نفذتها جماعات صهيونية ضد الفلسطينيين، قبل قيام دولة الكيان الصهيوني، وراح ضحيتها أكثر من 350 فلسطينيا من أهالي القرية الواقعة غربي مدينة القدس.
ذكرت تقارير الهيئات التي وثقت المذبحة التي استمرت منذ الليل وحتى الظهيرة، فقال مندوب منظمة الصليب الأحمر، الدكتور جاك دو رينيه، في حينها أن عدد الضحايا وصل إلى 360.
بدأت المذبحة عقب هجوم إرهابي من قبل منظمتين عسكريتين صهيونيتين هما “الأرغون” و”شتيرن ليحي”، على قرية دير ياسين غربي مدينة القدس المحتلة، في منتصف الليل.
“الأرغون” المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل
هي حركة يهودية يمينية تأسست عام 1931 في فلسطين. في البداية بدعم من العديد من الأحزاب الصهيونية غير الاشتراكية، في معارضة الهاغانا. وأصبحت في عام 1936 أداة للحزب الثوري، وهي جماعة قومية متطرفة انفصلت عن المنظمة الصهيونية العالمية، ودعت سياساتها إلى استخدام القوة، إذا لزم الأمر، لإقامة دولة يهودية.
ارتكبت المنظمة أعمالا إرهابية واغتيالات ضد البريطانيين، الذين اعتبرتهم محتلين غير شرعيين، وكانت أيضا معادية للعرب.
شاركت المنظمة في تنظيم الهجرة غير الشرعية إلى فلسطين بعد نشر الكتاب الأبيض البريطاني حول فلسطين (1939)، الذي حد بشكل كبير من الهجرة. وتلقت المنظمة ابتداء من عام 1936 الدعم من بولندا التي كانت تشجع اليهود على الهجرة للتخلص من اليهود الفقراء آنذاك.
أدت أنشطة العنف التي قامت بها “الأرغون” إلى إعدام العديد من أعضائها على يد البريطانيين، وردا على ذلك أعدمت هي رهائن الجيش البريطاني. صنفها الانتداب البريطاني في ذلك الوقت ضمن المجموعات الإرهابية. وكان يرأسها في ذلك الوقت مناحيم بيغين.
في 22 جويلية 1946، نسفت المنظمة جناح فندق الملك داود في القدس، مما أسفر عن مقتل 91 جنديا ومدنيا، بينهم بريطانيين وعرب ويهود.
في 9 أفريل 1947، هاجمت المجموعة قرية دير ياسين، مما أسفر عن مقتل المئات من سكانها.
بعد قيام إسرائيل عام 1948، تم حل آخر وحدات “الأرغون” وأدت يمين الولاء لقوات الدفاع الإسرائيلية في الأول من سبتمبر عام 1948.
من الناحية السياسية، كانت في مقدمة حزب أوروت (الحرية)، أحد أكثر المجموعات اليمينية في إسرائيل، التي اندمجت لاحقا مع الليبراليين في حزب الغال.
“شتيرن” تعني بالعبرية “المقاتلون من أجل حرية إسرائيل”
وهي منظمة صهيونية متطرفة في فلسطين، أسسها أفراهام شتيرن عام 1940 بعد الانقسام الذي شهده اليمين الإسرائيلي.
هاجمت المجموعة المعادية لبريطانيا أكثر من مرة جنود بريطانيين في فلسطين. وردت الشرطة البريطانية بقتل شتيرن في شقته في فيفري1942، وتم إلقاء القبض على العديد من قادة الجماعة.
امتدت الأنشطة الإرهابية للجماعة إلى خارج فلسطين، حيث اغتالت اللورد موين، وزير الدولة البريطاني في الشرق الأوسط، في القاهرة (نوفمبر عام 1944).
وفي وقت لاحق هاجمت عصابة شتيرن المطارات، وساحات السكك الحديدية، وغيرها من المنشآت الاستراتيجية في فلسطين، وعادة ما كانت عملياتها ناجحة، على الرغم من الخسائر الفادحة في الأعضاء الذين قتلوا أو أسروا.
وبعد قيام دولة إسرائيل (1948) ، تم قمع المجموعة، التي كان يدينها دائما القادة المعتدلون في المجتمع اليهودي في فلسطين، حيث تم دمج بعض وحداتها في قوات الدفاع الإسرائيلية.
اشتركت “الأرغون” مع منظمتي “شتيرن” و”الهاغاناه” في اغتيال الكونت السويدي فولك برنادوت من العائلة السويدية المالكة، ورئيس الصليب الأحمر السويدي الذي اختارته الأمم المتحدة ليكون وسيطا للسلام بين العرب والإسرائيليين.
وعلى عكس “الأرغون”، فإن “شتيرن” لم تترك أي حزب سياسي لتنفيذ برامجها السياسية.