لم يكن أنصار محور المقاومة وحدهم ينتظرون خطاب سيد المقاومة، وافئدتهم تهفو لما سيلقيه على مسامعهم، وقد تعودوا منه حسن بسط الأحداث والمستجدات، ودقة تحليلها، وما سيتضمن خطابه دائما من جديد، يرفع من منسوب المعنويات الحاصلة في ثلة الإيمان، ويزيدها ثقة بما وصل إليه مستوى محور المقاومة، بفضل إنجازات حزب الله وانتصاراته، سواء في الجانب اللبناني، او الجانب السوري، وحتى الجانب العراقي وأنصار المقاومة والحشد الشعبي في العراق، يدركون جيدا مساهماته في إفشال مخطط تقسيم تلك البلدان، والحيلولة دون نشر الإرهاب التكفيري في المنطقة، بل كان يشاركهم في الانتظار وترقب الجديد، حتى أعداء المقاومة، من استكبار وصهيونية عالمية، وقوى رجعية عميلة، وأخرى غبية لم تستوعب الأحداث في سوريا، ولم تفهم حقيقة ما جرى ويجري فيها، من مؤامرات خطيرة، استهدفت أساسا القضاء على محور المقاومة، الذي تقوده إيران الاسلامية بجدارة واقتدار، والذي يستهدف أساسا إزالة الكيان الصهيوني من الأراضي الفلسطينية بحيث لا يبقى له أثر يذكر مستقبلا، وبانهاء احتلاله ينقطع دابر حماته.
نعم لقد كان منتظرا أن يعرج سيد المقاومة على الشأن اللبناني الداخلي واستحقاقات شعبه وما قدمه من نصائح من أجل تجاوز بعض النقائص الطارئة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية متوجها بالشكر والامتنان إلى الجيشين اللبناني والعربي السوري على تضحياتهم من أجل تحرير المناطق التي سيطرت عليها جبهتي داعش والنصرة مثمنا في نفس الوقت الدور الشعبي الحاضن لمحور المقاومة وما قدمه من تضحيات وخص أهالي بعلبك الهرمل بالشكر لما قدموه من اجل سلامة لبنان وسوريا.
الى هنا كان خطاب سيد المقاومة عاديا وإحياء للذكرى الثانية لانتصار الجرود والقانون الشرقي ودحر الإرهاب التكفيري منه الى مسافات بعيدة تزيد من الهامش الأمني منعة وصلابة، ولما انتهى إلى العدوانين الاخيرين اللذان استهدفا هدفا لبنانيا بضاحية بيروت الجنوبية وموقعا الحزب الله بريف دمشق أدى إلى استشهاد عنصرين من عناصر الحزب تكلم بلغة الواثق المؤمن بوعد الله في نصر اوليائه وهزيمة اعدائه متوعدا الكيان الصهيوني بالرد الحازم على أي عدوان من المسيرات الجوية الصهيونية وان دماء الشهيدين الذين ارتقيا الى بارئهم سينتقم لهم الحزب قريبا حتى يفهم العدو الصهيوني ان اي اعتداء لن يمر مستقبلا دون رد مناسب له.
ما لفت انتباهي في الفقرة الاخيرة من خطاب السيد حسن، هي النبرة العالية والقوية التي نطق بها، ووجهها الى الكيان الصهيوني، وتحمل في مضمونها دلالات قوة واعتداد بالنفس، أشرت الى ان السياسة العسكرية التي سينتهجها الحزب مستقبلا، ستكون أبعد من رد الفعل بكثير، مما يعني أننا مقبلون حقيقة على مواجهة عسكرية مفتوحة، وغير محدودة مع الكيان الغاصب، سيكون طرفا فيها كل من لبنان وسوريا والعراق وطبعا إيران الإسلامية، صاحبة الامتياز في صناعة وتنمية ودعم محور المقاومة، الذي أراد الغرب والصهاينة وعملاءهم من إعراب الخليج انهاءه، فازداد توسعا وانتشارا.
من منطق العزة والاعتداد بما وعد الله به عباده الصالحون، جاء خطاب التأكيد من سيد المقاومة، بان رجال الله في محورهم الاسلامي المقاوم، سيصنعون حدث التمهيد للظهور المبارك، والنصر المؤزر.. ان أعداء المقاومة يرونه بعيدا ونراه مع المقاومة قريبا.
الوسومحسن نصر الله محمد الرصافي المقداد
شاهد أيضاً
الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد
لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …