كيف يمكن أن يكون ترامب متهماً بالخيانة وإساءة استعمال السلطة, ويبقى رئيساً يتحكم بالبيت الأبيض؟ نانسي بيلوسي زعيمة الأغلبية الديمقراطية ورئيسة مجلس النواب الأميركي, لو سمعت هذا السؤال, لأجابتنا, أن «الكونغرس» يحاكمه, ولن يبقى رئيساً لأنه ارتكب الخيانة بحق بلاده, فهل صحيح ستتم معاقبة الرئيس الأميركي بإخراجه من الحكم؟.
التهمة التي يواجهها ترامب، أنه حرض رئيس دولة أجنبية (أوكرانيا) على مواطن أميركي (ابن نائب أوباما جو بايدن المنافس لترامب على الرئاسة) عندما جعل المساعدات الأميركية, مقابل توجيه أوكرانيا اتهاماً بالفساد لابن بايدن, ويردد «الديمقراطيون» في الكونغرس العبارة اللاتينية (كاد برو كو) التي تعني (شيء مقابل شيء) وتستعمل للتعبير عن المقايضة، وتستعمل في العقود وفي الإجراءات القضائية, ويحمل استعمال ترامب لهذه العبارة, في محادثته مع الرئيس الأوكراني, أنه يطلب منه شيئاً مقابل المساعدات, وهو اتهام ابن بايدن.
طبعاً ابن بايدن يستثمر في أوكرانيا, وهو عضو مجلس إدارة في إحدى الشركات العملاقة، ولكن ترامب يصرخ ويكرر (لا أريد شيئاً, ولم أطلب شيئاً مقابل شيء) والكونغرس كتب اللائحة الاتهامية ضد ترامب لإرسالها إلى مجلس الشيوخ.. فهل اقترب ترامب من الخروج.
حسب رأي الكاتب إيفان توماس الذي درس حالة ترامب على مقياس «ووترغيت», التي أدت لإخراج نكسون من البيت الأبيض, يرى أن ترامب سيعزل, عندما تنخفض شعبيته في أي استطلاعات رأي, ولأن هذا الانخفاض يؤثر في وحدة «الجمهوريين» حول رئيسهم. إذ شعر «الجمهوريون», أن انخفاض شعبية ترامب سيجعلهم يخسرون الانتخابات, عندها, سيقولون له كما قال السيناتور باري جولدووتر مع وفد جمهوري صغير, للرئيس نكسون في العام 1971: إنه (لم يعد لديه ما يبقيه على قيد الحياة في محاكمة عزله), فخرج نكسون بهدوء وهذا ربما ما سيحصل عندما يحس «الجمهوريون» أن ترامب سيخسرهم الرئاسة, عندها سيفتحون له الباب ليخرج من الرئاسة.
إن شعبية الرئيس, وتأثيرها في «الجمهوريين», هي الحاسمة لأن الإجراءات القضائية طويلة, وتحتمل الكثير من المماطلة, والعجيب أن يكون رئيس أكبر دولة في العالم, متهماً ويخضع للمساءلة لإساءته استعمال السلطة!! هل هي ديمقراطية أم نزاع على كرسي الحكم؟ وإلا لماذا لم يهتم الكونغرس بفساد ابن بايدن؟!.