بعيدا عن التباين في الموافق من حيث سماح قطر برفع شعار المثليين وكيفية منحها او بالأحرى سماحها لوفود إعلامية صهيوني بحضور المونديال، نقول بان من يطلب استضافة حدث عالمي بارز، عليه ان يوفر كل الامكانيات التي تجعل من الحدث معلما تاريخيا وعرسا شعبيا ، واستضافة كل شخص وهيئة عامة، بحيث احترام نظم ولوائح لبلد المنظم وشعائره الدينية ممن مأكل وملبس ومشرب وسلوك.
نجحت قطر في الايفاء بالتزاماتها من حيث توفير الملاعب وملحقاتها، ووسائل النقل والخدمات الفندقية والترفيهية، واعطاء انطباع ممتاز عن شعب الدولة المنظمة وتحضره، انه اول حدث عالمي بارض عربية، انفقت قطر المليارات في سبيل احتضان حدث كروي عالمي يظل مفخرة لها على مر الزمن، لكنها ايضا انفقت المليارات في سبيل الاطاحة بأنظمة عربية كانت على وفاق تام معها، والحجة انها أنظمة شمولية ديكتاتورية، لتتنفس شعوبها الديمقراطية، فهل تحققت الديمقراطية الموعودة؟ ابدا لقد ازدادت الاحوال سوءا واصبحت الشعوب تعيش دون خط الفقر رغم الامكانيات المتاحة، نامل من حكام قطر ان يكفروا عن أخطائهم التي ارتكبوها بحق شعوب (الربيع العربي ) اما بالمساهمة بلم الشمل او تركها وشانها تتلمس طريقها الذي اضلته.
ما لاحظناه عبر القنوات المختلفة الناقلة للحدث هو ان ما اقدمت عليه غالبية الانظمة العربية من اقامة علاقات مع الكيان المغتصب لفلسطين لا يمثل سوى الحكام، بعضهم كان مجبرا على ذلك خوفا من قيام امريكا بزعزعة استقرار بلاده والإطاحة به، وبعضهم غارق في العمالة من اخمس قدميه الى ناصيته التي يقوده من خلالها اسياده ،والتي عرفت باتفاقية “ابراهام” لم تحظ باي موافقة شعبية ،فاتفاقيات التطبيع بدءا باتفاقيات كامب ديفيد مع مصر لم تعرض على الشعب في استفتاء عام، وفي افضل الأحوال صادقت عليها النخب، نظير الحصول على بعض الاسلحة لانعاش اقتصاديات الدول الغربية، وحماية انظمة المطبعين من ثوران شعوبها.
الجماهير العربية التي تحضر المونديال من مختلف الاقطار، برهنت وبشكل قاطع على عدم اعترافها بالتطبيع (من خلال محاولة الإعلام الصهيوني المتواجد بالمونديال اخذ رايها حول التطبيع )، واعتبار كيان العدو مغتصبا لأرض فلسطين، قاتلا لشعبها، ساعيا الى تغيير ديمغرافيتها، تاركا المهجرين بلا وطن، وتهجير من تبقى ،ليحلوا لهم المقام، لكن الشعب الفلسطيني وعلى مدى عقود الاحتلال لم يرضخ لجبروت العدو، وخذلان الحكام العرب له، انه يقاوم بكل ما تتوفر لديه من امكانيات لاسترداد كل شبر من ارضه.
لقد اثبت المونديال ان الخاسرين هم المطبعين العرب مع كيان العدو، وانهم لا يمثلون شعوبهم، بل وضعهم الغرب أوصياء ،ولكن لا بد ان يأتي اليوم الذي تقول فيه الشعوب لحكامها بانها قد بلغت الرشد، وتحظى بالأهلية الكاملة لتسيير امورها. ونتمنى منن الحكام المطبعين ان يعودوا الى رشدهم اما بالوقوف بوجهه امريكا او ترك كراسيهم لمن هم اقدر منهم من ابناء عمومتهم …ارفع راسك يا اخي…فعهد الخنوع والذل قد ولّى.