الحرب والدبلوماسية هما مِنْ بين اهم أدوات السياسة الخارجية للدولة، وكلاهما (الحرب والدبلوماسيّة ) لايستغنيان عن استخدام الكذب والخداع والتضليل.
تتميّز أمريكا عن باقي الدول بأستخدام اداة أخرى بالاضافة الى الكذب والخداع والتضليل هي اذلال الطرف الاخر، بغض النظر عن هوية الطرف الاخر (عدو او صديق او حليف ) . هذه حقائق دَرسناها ودرّسناها ولمسناها بالممارسة والخبّرة .و اعتقد بعض سياسي العراق، وغيرهم ،يشهدون على نزعة الاصدقاء الامريكان نحو اللجوء الى ممارسات اذلال الطرف الاخر .
بعد البحث في أُتنْ السياسة الخارجية لامريكا تجاه منطقتنا، ومتابعة مسارها، ومعرفة مُرتكزاتها، لا نستخلصُ غير تمسكها بحقيقة واحدة وثابتة هي ” مصلحة اسرائيل ” .
تكذب، تُضلل، تخادع امريكا في كل شئ يخصُ منطقتنا، وتجاه كل طرف، الاّ انها صادقة تجاه اسرائيل ومن اجل مصلحة وهيمنة اسرائيل .
في السياسة تتُخذْ المواقف بناءاً على الأفعال لا على الأقوال . وعندما يكون فعلْ او اجراء الدولة على نقيض ما يقول رئيسها، لايمكن وصف ماقاله او ما يقوله غير كذب او خدعة او تضليل ! وشاهدٌ على ما نقول هو دعوات الرئيس الامريكي للتفاوض مع ايران، واتصالاته مع سويسرا والمانيا من اجل التوسط للتفاوض مع ايران، وبعض من تصريحاته الايجابية تجاه ايران، لدرجة أنَّ العراق اعتقد بجدّية التصريحات ورحّبَ بها رسمياً وأعتبرها تساهم في تقليل التوتر، ولكن ما أقدمَ عليه الرئيس الامريكي قبل يوميّن، بفرض عقوبات على الصناعات البتروكيميائية الايرانية يناقض تماماً فحوى وهدف دعواته للتفاوض والحوار، وتصريحاته الايجابية تجاه ايران .
لبدء الحوار والتفاوض وبين طرفين كإيران وامريكا يستلزم الامر خطوات بناء ثقة بينهما، وكُثُرٌ مَنَ ظنَّ خيراً بالتصريحات الامريكية تجاه ايران واعتبرها خطوة او خطوات بناء ثقة قبل تحرّك الوساطة اليابانية الى ايران لإقناعها الى طاولة الحوار والمفاوضات. العقوبات الجديدة على أيران تُحرِجْ الوسيط وتجعل ايران في موقع فارض شروط على امريكا لقبول المفاوضات .
العقوبات الجديدة على ايران تقود دول العالم الى الاصطفاف اكثر مع ايران، والاعتقاد بما تدعيه ايران بكذب وخداع حديث ترامب .
مُرتكزْ آخر يُبرّر السياسة الخارجية الامريكية في المنطقة وهو توظيفها الكاذب لمفهوم “أمن واستقرار المنطقة ” . علماً بأنَّ المنطقة تخرج من حرب لتدخل في أخرى، ولم تشهد ومنذ عقود لا أمن ولا استقرار .
وسبب حروب المنطقة وغياب الامن والاستقرار فيها، وانتشار الارهاب، هو اسرائيل وامريكا وقوى الرجعية .
التدخل الأجنبي العسكري والسياسي السائد في المنطقة هو التدخل الامريكي، ليس له نظير او مثيل لا بقواعده العسكرية المنتشرة برّاً وبحراً، ولا بأدواته السياسية والدبلوماسية والاقتصادية .
هّمْ أمريكا اليوم ومحور سياستها الخارجية في المنطقة ليس حقيقة حرب اليمن ،او حقيقة الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه ،او حقيقة احتلال الجولان وأدلب ودعم الارهاب في سوريا، ا او التدخل الروسي، او التدخل التركي، او التدخل الخليجي، وانما خطر التدخل الايراني . لماذا ؟
لان قوة ايران ونفوذها في المنطقة يقف عائقا امام هيمنة اسرائيل .
الوسومجواد الهنداوي
شاهد أيضاً
كتب د. جواد الهنداوي: ماكرون في الخليج لبيع الطائرات و المبادئ…
غالباً ما تكون الشؤون الخارجية مخرجاً و حّلاً للمتنافسين أنتخابياً ، أملاً في تعزيز صورتهم …