الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

نتنياهو مشروع حرب مستمرة…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

المفاوضات من اجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يقودها جيش الاحتلال في غزة والتي انتقلت الى الضفة الغربية قلنا سابقا ان نتنياهو ليس له مصلحة في لموافقة حتى على ما طرحه الرئيس بايدن في شهر أيار بالرغم من ا، هذه المبادرة كما ذكر البيت الأبيض انها مبادرة تتضمن طروحات نتنياهو. ومن الواضح ان كل المبادرات والتفاصيل التي تعرض من قبل الادارة الامريكية يتم عرضها أولا على الجانب الإسرائيلي الذي يحذف ويعدل بحسب رؤيته قبل عرضها على “الوسطاء” من العربان. وما أن تعلن المقاومة موافقتها على المبادرة كما حدث في أيار الماضي حتى يأتي نتنياهو ليطرح شروطا جديدة تعطل المفاوضات. لقد أصبحت هذه اللعبة مكشوفة للإدارة الامريكية وكذلك الوسطاء من العربان اللذين أصبحوا يشعرون بالإحباط والخذلان من قبل الإدارة الامريكية لان دورهم لم يتعد كما نقول بالعامية “طراطير” وظيفتهم الرئيسية الضغط على المقاومة للقبول بالشروط الإسرائيلية وحتى في حالة موافقتها يعود نتنياهو برفع السقف بوضع شروط جديدة وهكذا دواليك.

لقد أصبح البعض يعتبر ان نتنياهو على انه مشروع حرب دائمة ولا شك ان هذا الوصف صحيح ودقيق جدا فمشروع الحرب الدائمة يعتبر شريان الحياة والبقاء لحكومته الفاشية على الأقل للعامين القادمين. الى جانب انها شريان الحياة لمستقبله السياسي وربما الأهم انه يسعى من إدامة الحرب أن يحقق “نصرا استراتيجيا” يستعيد فيه دور الكيان الصهيوني كأداة حامية للمصالح الامبريالية الغربية في المنطقة وهو الدور الذي فقدته عمليا على الأرض فلم يحقق جيشها وبعد 11 شهرا من حرب الإبادة أي من أهداف الحرب المعلنة في قطاع غزة بالرغم من الدعم اللامتناهي والغير مشروط الذي قدم لهذا الكيان وجيشه وعلى جميع الأصعدة العسكرية واللوجيستية والدبلوماسية والسياسية من قبل كل دول حلف الناتو التي أتت بحاملات طائراتها واساطيلها البحرية وإقامة جسر جوي مستمر للإمدادات العسكرية وتعويض ما خسره أو استخدمه في حربه المجرمة. الى درجة أصبحت بعض الدول الغربية تصرح ان مخزونها من الأسلحة الاستراتيجية قارب على النفاذ. هذا الدور تجلى بوضوح في الخطاب الأخير الذي القاه نتنياهو في الكونجرس الأمريكي حين قال أعطونا السلاح لكي ننتصر في المعركة لان انتصارنا هو انتصاركم ونحن لا ندافع عن أنفسنا فقط، بل ندافع عنكم وعن مصالحكم في المنطقة.

نتنياهو أيضا يريد إدامة الحرب التي نقلها الى الضفة الغربية لكي يحقق حلم الصهيونية من إقامة دولة إسرائيل الكبرى وذلك بضم الضفة الغربية “يهودا والسامرة” ضمن مخطط ترحيل وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين الى الأردن وهو الذي يخطط له وزير المالية سووميرتش واليمين الفاشي الديني كما كنا قد أشرنا في مقال سابق في رأي اليوم.

لقد اثبتت الوقائع على الأرض على ان هذا الجيش الذي كان يروج له على انه “الجيش الذي لا يقهر” إنما هو جيش غير قادر على تحقيق أي انتصار استراتيجي يذكر ونحن نقارب السنة الان من حربه الذي استخدمت كل أنواع الأسلحة والصواريخ والقنابل المتطورة وأن كل ما حققه هو عملية إبادة للسكان المدنيين من أطفال ونساء وكبار السن وتدمير كل البنى التحتية وجعل القطاع منطقة غير صالحة للسكن.

كما اثبتت الوقائع على الأرض ان هذا الكيان المؤقت لا يستطيع العيش دون هذا الدعم اللامتناهي من قبل الامبريالية العالمية وتواجد حاملات طائرات والصواريخ واساطيل دول حلف الناتو والولايات المتحدة ومرابطتها الدائمة في البحار والمحيطات والموانئ القريبة. ولقد بدأ تململ الولايات المتحدة على ما يبدو اذ أوصلت رسالة مقابل تعنت نتنياهو في رفض المبادرات الامريكية بأن “حاملات الطائرات لن تبقى الى الابد في المنطقة” ربما كنوع من الضغط على نتنياهو. ولا شك ان انشغال الولايات المتحدة وما يقرب من ثلث قدراتها البحرية في المنطقة قد يعوق التصدي للصين الذي تعتبرها على انها العدو الرئيسي لها. ومن الواضح ان نتنياهو الذي يسعى جاهدا لجر الولايات المتحدة في حرب مع إيران بالنيابة عن الكيان الصهيوني ليست في هذا الوارد على الأقل في المرحلة الحالية.

من خلال إدامة الحرب التي نقلها نتنياهو وحكومته الفاشية الى الضفة الغربية يريد نتنياهو تحقيق حلم الصهيونية من إقامة دولة إسرائيل اليهودية الكبرى وذلك بضم الضفة الغربية “يهودا والسامرة” ضمن مخطط ترحيل وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين الى الأردن وهو الذي يخطط له وزير المالية سموتريش ووزير الامن بن غفير واليمين الفاشي الديني كما كنا قد أشرنا في مقال سابق في رأي اليوم. وما يسعى اليه نتنياهو من إدامة الحرب هو إعطاء الفرصة لنجاح ترامب الى الوصول الى البيت الأبيض الذي وعده ببقائه في السلطة وفي زيادة المساحة الجغرافية للكيان الصهيوني.

ولكن يجب التنبه أيضا الى ان إدامة الحرب الذي يدعو اليه نتنياهو لا تقتصر على الجبهة الفلسطينية، بل تتعداها لتشمل كل المنطقة بأسرها. هكذا يجب ان نتفهم التصريح الأخير له عندما قال إن إسرائيل لا تستطيع العيش في المنطقة الا بحد السيف. «من دون سيف، لا يمكن العيش في الشرق الأوسط». وهذا التصريح هو اعتراف واضح ان هذا الكيان إنما هو كيان مصطنع ودخيل على هذه المنطقة ومرفوض من قبل شعوبها. كما انه اعتراف صريح من ان كل عمليات التطبيع الذي سعى اليها نتنياهو بمعونة الولايات المتحدة لم تعط هذا الكيان أي شعور بالأمن والاستقرار و‘ن الشيء الوحيد الذي يضمن أمنه هو القوة العسكرية وبالطبع هذه القوة لا تستطيع فعل أي شيء دون مساهمة الولايات المتحدة الفعلية على الأرض وهذا ما أثبتته حرب الإبادة الجماعية في غزة حيث غرق الجيش “الذي لا يقهر” في مستنقع رمال غزة.

الحلم الذي يسعى اليه نتنياهو هو جر الولايات المتحدة فعليا على الأرض في الحرب على إيران بتوجيه ضربة لمنشأتها النووية وقدراتها الصاروخية لأنه يرى أن إيران تشكل خطرا على الكيان الصهيوني ولقيادتها لمحور المقاومة ويرى أن إن إسرائيل «محاطة بأيديولوجيا قاتلة يقودها محور الشر الإيراني». وهو الشيء الذي لا تسعى اليه الولايات المتحدة في الفترة الحالية على الأقل لأنها تدرك الثمن الكبير الذي ستدفعه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فإيران ليست العراق عام 2003 الى جانب ان الحرب لن تكون مع إيران فقط، بل مع محور المقاومة ككل.

كاتب وأكاديمي فلسطيني

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024