حذّرت بعض التقارير الإخباريّة الخليجية التي صدرت مؤخّرًا من مخاطر التقارب الفلسطيني التركيّ على المصالح الفلسطينية في المنطقة. يُذكر في هذا السياق أنّ لقاءً بين حركتيْ فتح وحماس تمّ عقده مؤخّرًا في العاصمة التركيّة أنقرة برعاية الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، وهو ما خلّف جدلًا كبيرًا حيال خيارات الفصائل الفلسطينية وطبيعة علاقتها مع تركيا التي عُرفت خلافاتها الحادّة مع بعض دول الخليج وبعض الدول العربيّة الأخرى.
في تركيا، التقى وفد تابع عن حركة حماس ترأسه صالح العاروري بوفد تابع لحركة فتح ترأسه جبريل الرجوب، وذلك في إطار مساعي المصالحة بين الحركتيْن، هذا المشروع الذي يعقد الكثير من الفلسطينيّين آمالهم فيه رغم المخاوف والتحدّيات الكبرى التي تواجهه. كما تطرّق الطرفان في هذا اللقاء إلى موضوع الانتخابات القادمة التي من المُقرر إجراؤها في غضون ستّة أشهر من إبرام الاتّفاق بين الحركتيْن.
رعاية تركيا لهذا اللقاء الأخير لم يعجب بعض الدّول العربيّة خاصّة مصر التي تشير بعض المصادر إلى وجود غضب كبير داخل قيادتها السياسيّة نظرًا لاعتباريْن اثنيْن: الأوّل هو أنّ تركيا ومصر يعيشان حالةً من التوتّر السياسيّ غير المسبوق، والثاني أنّ مصر هي الرّاعي الطبيعي لمشروع كهذا المشروع نظرًا لاعتبارات تاريخية وجغرافية.
يرجو الكثير نجاح المشاورات القائمة بين الفصائل الفلسطينية والوصول إلى اتّفاق حقيقيّ يقطع مع خلافات الماضي. يعتقد الكثير أنّ الطريق لا يزال طويلًا أمام الساحة السياسية الفلسطينية للوصول إلى هذا النقطة نظرًا لتراكم مشاكل الماضي بشكل يصعب إزاحته في وقت وجيز.