جريمة اخلاقية كاملة الاركان.
كيف يمكن الجمع بين الاثنين في عاصمة المعز لدين الله الفاطمي/وقلب نبض العروبة يوم الاربعاء ..؟
تعجز الكلمات لأن الأنفاس متلاحقة لايكاد الشهيق يستقر حتى يعود زفيرا متلاحق الزفرات الحارة من الآهات، رفضت “كوبا والبرازيل” امس الجمع بين الاثنين في جلسه لمجلس الأمن ، ونحن في عصر المسخ قابلنا الحفل والمذبحة، في حفلات غنائية ومهرجانات ومباراة لكرة القدم كانت الشغل الشاغل للعقلية العربية من ثقافة التفاهه والفرجة ،، أمس والعالم العربي مشغول بمباراة لكرة قدم وبمهرجان في الجونة،
وحاله من الجدل علي شبكات التواصل الاجتماعي عن ملابس واستعراض الفنانين عن ملابسهم الخليعة وشبة العارية ،والغريب في ذلك انشغل رواد مقهي الفيسبوك بالتعليق وكتابة بوستات رغم معظمهم يجهلون اين تقع الجونة،في حين كان مندوب {البرازيل وكوبا} يطلقون صرخات في مجلس الأمن (اوقفوا القتل والإبادة الجماعية وويلات الحرب في غزة ولبنان ،وينددون بضمير العالم ويهاجموا سياسة الغرب وامريكا في سياسة إزدواج المعايير تجاه الشرق الأوسط ، نتنياهو يهاجم الرئيس[لولا دا سلفا ] رئيس البرازيل ويتهمة انه رئيس غير مرغوب فيه..والرئيس الكوبي والفنزويلي يتظاهرون وسط شعبهم ضد الحرب ،ونحن مشغولون بالحفل ..، “نواكشوط” البعيدة علي اطراف العالم العربي علي الاطلنطي ، هي صاحبة الدعوه ووزير خارجية سويسرا واوغندا والكاميرون .اين العرب ،وطائرات إسرائيل فوق سماء ثلاث عواصم عربية تقصف الاخضر واليابس والحجر والطفل والشيخ ،اعتذر منك ياقلمي واستحي عندما يصبحُ الكلامُ جرح ويصبح حبرُ القلمِ دَمًا ؛ ويصبحُ الدمُ مُباحًا، وحينُ يصبحُ الخوفُ ثقافةً وتصبح المعرفة خوفًا ، وتعيشَ أمةٌ كاملةٌ في مدنٍ مهجورةٍ مهجرةٍ منْ رحمِ الدمارِ في بلدانِ عربيِه ، وحينُ يصبحُ جيلٌ كاملٌ يهربُ منْ جحيمِ الحرب على شواطئِ البحارِ ؛ وتعيشُ حياةُ الخوفِ منْ الخوفِ ،ويسكتُ الصمتُ والكلامُ حتى النباحِ ، وتخافَ حتى منْ هديرِ الحمامِ . وحينُ تتعرى النفسُ وتعري مُجتمعًا بأكمله . يقبضَ عليهِ الخوفُ ويشلهُ . يخافونَ الخوفُ ويعيشونَ خوفهمْ ؛ يحبونَ في الخوفِ فيأتي حبهم مَبْتورًا ؛ – ياعزيزي القارئ، فأنتَ في بلادٍ تسمى بلادُ ” خوف عرإسرائيليات ” – في ظلِ الوضعِ المأساويِ الذي تعيشهُ لبنان وفلسطين وسوريا واليمن وليبيا والسودان ، وتجديد مشروع إسرائيل الكبري حارس نفط العرب للغرب وإغتصاب كل الاراضي من البحر الي النهر ،ودماء عربية تنزف
دِمَّا يَوْمِيًّا علي شاشات التلفزة العالمية،وفي حالة من الصمت الرهيب وسط دول تشبة قبور ، حان الوقت ،لنسجل ونطلق مصطلح جديد في علم الجغرافيا ،، لايوجد قوم اسمهم عرب علي الخريطة الديمغرافية ولا السياسية،،ونعزي انفسنا وكل من غنا وطرب لبهية، في يوم من الأيام للآسف في يوم عُرسُهَا وحَفلَةُ زِفَافِهَا وجدوها جثة هامدة ،،. للأنها رفضت ان تتزوج يوم الحفلة والمذبحة في عام النكسة ! بهية التي كتبت عنها قصة قصيرة تمثل نفس الحالة التي نعيشها، في مرحلة يغلب عليها شىء من شيء من الخوف،،نعيش أداة تفريغ أو شيء للاستهلاك بلا حياه ولا كرامة. كتبت قصتها من حالة إحباط شديد إن الحياة الحقيقية تسكن في أعماق هؤلاء المنسيين تحت الانقاض وكذلك التاريخ. الحقيقي ليس في سجلات الدول ومذكرات الزعماء بل في سيرة حياة هؤلاء المشردين والمعذبون في الأرض والمرضى في المخيمات وتحت القصف والبرد،. كِتَابٌ . اليوم الذين يتصدرون المشهد في الصحف القومية وعلي شاشات التلفزة للآسف سئمنا من وجوههم الكلحة ،لا يقتربون حتي المؤرخون من هؤلاء كمصادر لرواية التاريخ، هم بنظرة خاطفة داخل قبر التاريخ يبدأ من الأسفل في تلك السرديات الباهرة ونظرة عامة الناس للتاريخ مغيبة كما لا وجود لهم لا في الحياة ولا في روايتها ولا الحق في الشهادة.الولادة هنا في الغروب والنهاية في غروب آخر.وكأنهم كائنات تشعل وتنطفيء جثث أطفال وشيوخ كالنيازك في الظلام وتنسى الى الأبد. عقد الجيران والصداقة والهوية ،اصبح من الماضي ،!!
* كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية ”
saadadham976@gmail.com