بقلم د. أنور العقرباوي-فلسطيني واشنطن |
في تونس ينتظر أن يعقد الحكام العرب خلال الساعات القادمة قمتهم الثلاثون، التي عادة ما ينظر إليها المواطن العربي بعين من الشك والريبة، نتيجة خبراتهم السابقة في عدم قدرة قادتهم على الوفاء بأي من تعهداتهم، إزاء الصعاب والتحديات التي تنتظر أمتهم، ناهيك عن الآلية المعتمدة في حرية الإلتزام بمقرراتها من عدمه!
وعلى الرغم مما أسلفناه أعلاه، فلعله من الحكمة والإنصاف، أن لا نستبق الأحكام عما قد يصدر عنها من بيانات، التي دائما ما تتصف بالجمل الإنشائية والعموميات، لكنه يحق لنا بصفتنا الأمة التي يقع على عاتقها، تحمل وزر ما يصدر عنها وتفضي إليه من مضاعفات، أن نتساءل من باب الفضولية وليس النكايات، إن كان أي من أصحاب السيادة والجلالة والسلطان، يدرك أن مواجهة التحديات، إنما لا يقل أهمية عن إستقلالية إرادتهم الوطنية في إتخاذ المواقف الجريئة، اللذي ينقلنا بدوره إلى التساؤل الأهم، إن كانوا يدركون حقا هول الخطر المحدق بأمتهم من الويلات، ونحن على أبواب تصفية القضية من فلسطين إلى الجولان، وتجاهل ليبيا التي تكاد أن تكون أثرا بعد عين، واليمن اللذي أصبح تعيسا بعد سعيد، إن كانوا حقا أهلا للمسؤولية والحرية في إتخاذ القرارات؟!
قلنا أننا لن نستبق الأحكام، حتى لا نصاب قبل الأوان بالإحباط، ولكنه إذا كان من حق الجماهير العربية على قادتها أن تذكرهم وهي تسألهم، أن كيف لهم في القدرة على التصدي في وجه المحن والتحديات، في الوقت اللذي تغيب فيه سورية عما يوصف بأهم الإجتماعات، إن لم يكن في الأمر ما يبعث على شرعية السؤال؟!
وحتى حينه سوف ننتظر الجواب، اللذي نسأل الله، أن يكون على القدر في تحمل المسؤولية.